سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأربعاء، 25 أبريل 2012

دفاع العواذل عن ديارهم واعراضهم ضد اخوانهم انصار الشريعة من باب دفع الصائل

 
                    بسم الله الرحمن الرحيم

دفاع العواذل عن ديارهم واعراضهم ضد اخوانهم انصار الشريعة  من باب دفع الصائل

قال تعالى

---وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ--

كثر اللغط حول مدافعة اهلنا من ابناء المنطقة الوسطى عامة واهل وابناء العواذل خاصة ضد اخوانهم انصار الشريعة بين الناس اليوم , رغبة لدى البعض في اثارة الفتنة بين ابناء شوكة بلاد الجنوب اليمني العربي –المنطقة الوسطى-الذين شكل تاريخهم لمئات السنين الحجر العثرة في وجه البدعيين والمتكلفين دينيا وسياسيا .لما تتسم به جغرافية هذه المنطقة الوسطى من الاعتدال الجغرافي في تركيبة هواءها وماءها وصخورها وترابها مما انعكس على شخصية وطبيعة ابناءها ذلك الانعكاس الحمي بين البيئة ومكوناتها والناس المحتكين بها

قال تعالى

«وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ» [سورة الأعراف:58].

فبين الله تعالى المماثلة بين الارض الطيبة المنبت وبين الانسان ... قال النبي صلى الله عليه وسلم—الكبر والخيلاء في اهل الابل والوقار والسكينة في اهل الغنم-ليبين عليه الصلاة والسلام العلاقة الازلية بين الطبيعة ومكوناتها وبين اخلاق الناس وطبيعتهم ..وقد اعتمد اهل هذه المناطق في تاريخهم الطويل على الزراعة وتربية الاغنام والاتجار بها ..وشكلت تربية المواشي لدى ابناء هذه المناطق تاريخيا حتى اليوم الدخل الاساسي لابناءها وتميزت نباتات وحيوانات هذه الارض اتفاقا بين اهل اليمن على انها من اطيب المنتجات الزراعية والحيوانية
 جبل ثرة-العواذل-الواصل بين اعلىى العواذل واسفلها

 وازاء هذه المقدمة فأننا نعلم يقينا ذلك  الغبن التاريخي الذي يظهر لدى البعض تجاه هذه الارض واهلها والصفات التي يتصفون بها فضلا من الله تعالى عليهم ونعمة منه تبارك وتعالى......ولطالما سمعنا ونحن نعيش في مدينة عدن تلك النكات الهزلية عن قومية –البدو—المنسوبة لابناء هذه المنطقة الوسطى الجنوبية وما حولها من كثير من ابناء المناطق الشمالية التي يروجون لها بين ابناء المحافظات الجنوبية الذين يكررونها دون ان يعرفوا ذلك الحقد التاريخي الكتابي التوراتي المخزون  في بيولوجية دماءهم وانفاسهم فشاركهم البعض من ابناء المناطق الجنوبية جهلا وربما اتفاقا معهم على ذات المخزون التاريخي المعادي لثقافة وشخصية هذه المنطقة تاريخيا ...ولهذا نحب ان نبين حكم الله تعالى فيما حدث بين ابناء المنطقة الواحدة –ابناء العواذل واخوانهم ممن يسمون انفسهم بأنصار الشريعة-مع اننا كنا قد تحدثنا في قراءة مجملة تبين وجه معارضتنا لانصار الشريعة اصلحهم الله في موضوع تحت عنوان—تنظيم القاعدة في السعودية واليمن من الجهاد الى العناد؟؟--يمكن الرجوع اليه

اولا

قد يحدث قتال بين المسلمين انفسهم

قالتعالى

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9

  يبين الله تعالى في هذه الاية الكريمة ان قد يحصل قتال بين المسلمين ولايلزم ان يكون كل قتال يوجب ان يكون احدى الطرفين مسلما والاخر كافرا..وعلى هذا فان حكمنا الاول حول من يطلقون على انفسهم بأنصار الشريعة انهم من طوائف المسلمين كذلك ابناء واهل بلاد العواذل فالحكم القطعي هو انهم على الاسلام...ولكن الله تعالى يبين انه قد يكون من بين المسلمين ممن يكون معتدي بسبب تأويل وقياس ناقص او ضعيف او ربما فاسد

ثانيا

ان تصرف انصار الشريعة هو بحسب قياسنا من باب الصائل الذي تكون مفسدته اكبر واعظم من مصلحته ودليلنا على ذلك

1-ان هناك تجربة لهم واضحة حينما دخلوا زنجبار تجعل المتحير في شأنهم يعلم يقينا انهم يحملون نوايا حسنة في الاصلاح والعدل واقامة الشريعة ولكنهم في ظل تعظيمهم الكبير باقامة الحاكمية بتطبيق شرع الله قد تسببوا بهجومهم ذاك في فساد كبير يتمثل في

تهجير عشرات الالاف من ابناء مدينة زنجبار وجعار من النساء والاطفال والذي يستدعي حينها العمل بدليل العرض لان هؤلاء النسوة قد عانين من الذل والمهانة في مخيمات اللاجشين من مدارس ومؤسسات حكومية وسمعنا عن كثير منهن من قد لجأن البغاء للحصول على المال لسد حاجتهن بعد وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم –الكفر بالفقر-في اذكار الصباح والمساء-اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر-ولم يشعر اخواننا هؤلاء-انصار الشريعة- بقليل من امسؤولية على هذه الاعراض بمعاناتهن تلك نتيجة تعظيمهم مسألة الحاكمية متناسيين ان الدليل الذي يستندون عليه في مسألة الحاكمية وهو قول يوسف عليه السلام(((ان الحكم الا لله))) ليحتجوا ان الحكم يجب ان يكون لله مما يعني ان كل مايتصل بالحكومات من مصالح الناس ليس من الضروري الحرص عليه واعتبار كل من يعمل مع الحكومات كافر لان الحكومات تحكم بغير ما انزل الله فبالتالي هي طاغوت ليصبح كل من يعمل معها من انصار الطاغوت الذي يحل دمه وماله  متناسيين ان يوسف عليه السلام قد عمل في الحكومة الفرعونية الكافرة على خزائن الارض كما تبين قصة يوسف عليه السلام مع انه عليه السلام قد قال تلك العبارة التي يحتجون بها..ولايلزم ان كل من يعمل مع الحكومات الكافرة او الظالمة ان يكون مؤيدا لهم على ظلمهم او كفرهم

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله19/ 218):

----(وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكن ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها

وعليه فأنه من حق العواذل القلق على مصير اعراضهم بعد ما رأوه بأم أعينهم في اعراض ابناء مدينة زنجبار وجعار من التشريد والاهانة في مدارس ومرافق مدينة عدن

2-ان مدينة لودر تعد سوقا للكثير من المناطق المجاورة –دثينة وامعين ومكيراس وجيشان والوضيع وامسرة وجحين والارض السفلى بكاملها-الكور-....الخ مما شكلت هذه المدينة بسوقها تاريخيا مركزا تجاريا وماليا يجمع موقعها الرابط بين تلك المناطق والطرق الموصلة اليها والى تلك المناطق موقعا استراتيجيا حيويا يعود مصلحته الانسانية والاجتماعية على مئات الالاف من ابناء تلك المناطق الذين يتزودون منه واليه بحاجاتهم من بيع وشراء نعلم يقينا انه بحالة السيطرة عليه من قبل اخواننا انصار الشريعة ستتكرر نفس دراما زنجبار من اعتبار الاموال والممتلكات غنائم حرب كما تحقق بشأن تعاملهم مع الاموال التي في البنوك واعتبارها غنائم حرب في زنجبار وتم بيع العديد من الاليات المخصصة لاداء المهام المتعلقة بحياة الناس كسيارات المرافق الحكومية ......الخ
 سوق لودر

وبالتالي فان العبرة فيما مضى بالنسبة لابناء مدينة لودر مقدم على النوايا الحسنة التي يريد انصار الشريعة اقناعنا بها من كونهم يريدون تطبيق شرع الله بينما باتت تجربتهم في زنجبار واضحة للعيان وتركت مآسي ومفاسد كلنا نعرفها

وعلى اثر هذه المقدمة يعد انصار الشريعة اخوان لنا يحملون النوايا الحسنة في تطبيق شرع الله ولكن عدوانهم على بلاد المناطق الوسطى عامة ولودر خاصة من باب الصائل الذي يجب دفعه والوقوف ضده حتى وان جاء من المسلم لان مفسدته اعظم من مصلحته....!!

وجوهر قولنا هذا اننا نصل بين الدين والدنيا وهذا ما لايصله اخواننا في انصار الشريعة..اي اننا نجعل الدين لايقوم الا بدنيا والدنيا لابد لها من دين ...فمن غير المعقول ان يتعبد الله تعالى الناس ربهم تبارك وتعالى دون وجود دنيا ..لان الله تعالى خلق لهم الدنيا والارض وزينها وانزلهم فيها ليعبدوه تبارك وتعالى..فلايمكن ان نعبد الله تعالى في غير هذه الدنيا التي خلقها الله تعالى لنا اياها وهدانا الى الاسباب التي وصلت اليها حالها من تطور وعلم ...وهذه الدنيا اليوم باتت مكونة من شوارع وطرق مواصلات ومؤسسات حكومية وبنوك ومستشفيات وكهرباء ومياه وموظفين للصيانة والمتابعة والمحاسبة ومدارس ومعاهد وتحويلات بنكية وسيارات تنقل الناس وبضائعهم وطرق امنة مؤمنة وكمبيوترات وملفات لموظفين وكشوفات لرواتبهم واموال في البنوك مخصصة لكل محافظة ومديرية بل وفرد ..الخ كل هذه الاشياء خلقها الله تعالى بهدايته الكونية المحتملة الخير والشر السوء والحسن ولكنها من الدنيا التي لانستطيع ان نمارس العبادة لله تعالى بالايمان بالله والكفر بالطاغوت الا بوجودها ..وهذا ما لايريد ان يستوعبه انصار الشريعة بدليل انهم لما دخلوا زنجبار لم يلتفتوا الى اهمية هذه الاسباب بل التفتوا الى تطبيق حدود الشريعة الاسلامية على اللص والقاتل والزاني بينما فلتت مقومات كل تلك الاسباب من المدينة فر الناس لما وجدوا ان تلك الاسباب تلاشت من حياتهم التي اتصلوا بها فترة طويلة ولم يلتفت انصار الشريعة الى اهميتها في حياة الناس لكون منهجهم الديني يمنحهم نوع من القدرة حتى على العيش في الجبال فارادوا ان يسقطوا قناعتهم تلك على الناس الضعفاء مصورين الناس بالمنافقين الذين لايريدون شرع الله وتطبيق حكمه تبارك وتعالى غير مراعين تركيبة الحياة الدنيوية التي اتصلت بحياة الناس ..مما جعل كل اهالي المناطق المجاورة لايثقون بمشروعهم الديني بل وسبب حقيقة تشويها سيئا لجوهر الجهاد الذي ميز به المجاهدين العظماء كالشهيد عبدالله عزام وخطاب والغامدي والشيخ اسامة رحمهم الله..واظهرهم بمظهر الارتزاق واللصوصية والمخربين غير عابهين ان الجهاد الذي فتح الله تعالى به وبأهله الاوائل المجاهدين كان جوهره الدعوة الى الله والرحمة الانسانية بحيث يقدمون الدعوة بتحبيب الناس للاسلام قبل مسألة القتل

قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

وهذا الحديث يبين في خضم الجهاد والمعركة تقديم وفضل الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم-لئن يهدي الله بك رجلا—فجعل الهداية التي محلها الدعوة الى الله مقدمة ومفضلة على الحرب والغنائم ..ولكننا وجدنا ان انصار الشريعة ليس لهم اية سياسة دعوية ولا استراتيجية دعوية يشعرون من خلالها انهم يمثلون رمزا عظيما للاسلام وهو الجهاد والمجاهدين-هذا الرمز الذي استقر في الامة بالجهاد في فلسطين وافغانستان والشيشان والعراق على انه الرمز المشرف للامة الذي نفخر به على الاخرين ولكنهم ظهروا بمظهر غير مشرف من خلال الوحشية واللامسؤولية تجاه الناس وممتلكاتهم...فاصبح مشروعهم حقيقة بما لايدع مجالا للشك من باب الصائل والصيال

جاء في فتوى ماتعريف الصائل والصيال

خلاصة الفتوى

الصيال بكسر الصاد والصائل مادتهما واحدة، والأول مصدر والثاني اسم فاعل. ودفع الصائل بما يندفع مشروع.

فالصِّيال إذا كان بكسر الصاد فإنه مصدر صال، ومعناه الاستطالة والمواثبة والظلم. جاء في مختار الصحاح: صال عليه استطال، وصال عليه وثب، وبابه قال وصولة أيضا، يقال: رب قول أشد من صول, والمصاولة المواثبة، وكذلك الصيال والصيالة... اهـ

وفي الموسوعة الفقهية: الصيال في اللغة: مصدر صال يصول إذا قدم بجراءة وقوة، وهو الاستطالة والوثوب والاستعلاء على الغير... وصال عليه أي: سطا عليه ليقهره. والصائل: الظالم، والصئول: الشديد الصول، والصولة: السطوة في الحرب وغيرها، وصؤل البعير: إذا صار يقتل الناس ويعدو عليهم. وفي الاصطلاح: الصيال الاستطالة والوثوب على الغير بغير حق. اهـ

 .ودفع الصائل بما يندفع به مشروع ولو بالقتل. فقد روى مسلم وغيره أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك" قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار".

قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: وجاز دفع صائل بعد الإنذار للفاهم وإن عن مال، وقصد قتله إن علم أنه لا يندفع إلا به...

وأمثلة الصائل كثيرة، خلاصتها كل من يتسبب بالضرر على الغير في حياته او ما يتصل بممارسة حياته التي يمارس من خلالها دينه

والله أعلم.

وعليه فان اهالي المنطقة الوسطى من حقهم الخوف مما ظهر من تجربة انصار الشريعة في زنجبار والدفاع عن ديارهم واموالهم وممتلكاتهم ازاء الطريقة التي يستعملها انصار الشريعة معهم الخالية من الدعوة والحكمة والرحمة والاحساس بالمسؤولية تجاه العرض والمال والنفس –والله اعلم-

الأحد، 22 أبريل 2012

الضحك في الاسلام-هل يمكن ان يكون الضحك سببا لتهيئة الناس لتقبل كلامنا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا يصر كثير من المتدينين على رفع المستوى الايماني في قلوب الناس من خلال البكاء؟
لماذا يجعل كثير من المتدينين البكاء سببا من اسباب تثبيت الايمان في قلوب الناس؟
هل يمكن ان يكون الضحك سببا ايضا من الاسباب في رفع مستوى الايمان وتثبيتهم على الجادة والصواب؟
الضحك والبكاء

خلقهما الله تعالى وخلق لهما اسباب في الخلق والامر--وحينما نقول ان الله خلقهما وخلق الاسباب الموجبة لهما يعني ان هناك في بيولوجية الانسان تفاعل حسي -اي مادي- ومعنوي يظهر على ملامح وجهه فنعرف ان الان يضحك او يبتسم او انه يبكي ويحزن ------ولذا تجد ان تعبيرات الرسومات عن اشكال الوجه كثيرا ما تبين الحالات التي عليها الانسان من حزن وبكاء وضحك وسخط وغضب وتعجب واندهاش وخوف وتوتر...الخ حتى استقر على صفحات الانترنت اشكالا لتلك الرسومات تعبر كل منها عن الحالة --اي المزاج--ء
لنخلص الى ان هناك علاقة بين الشكل البيولوجي الذي يرسمه اعضاء الوجه معبرا عن الحالة النفسية --وهذه الحالة الظاهرة التي يرسمها اعضاء الوجه والمعبرة عن حالة القلب والنفسية ليست سوى انعكاسا لمؤثر خارجي أدى الى ظهور تلك الاعراض على الشكل والروح
المؤثر الخارجي

اذا هناك مؤثرات خارجية--هي التي اسميناها بالاسباب التي خلقها الله تعالى في الخلق والامر تصل الى الانسان من خلال البصر او السمع فيما يتعلق بالجزئية هذه او من خلال التخيل والتصور--
فمثلا ان يشاهد احدنا لقطة لقط يقوم بحركة تثير الضحك فنجد انها انتقلت الىعبر البصر الى الدماغ والقلب ليترجمها على حالة الفؤاد فتظهر برسمة ابتسامة وضحك على الانسان
او ان يشاهد احدنا لقطة لجندي يقوم بتعذيب طفل او امرأة ضعيفة فنجد انفسنا اننا قد بكينا
نخلص الى ان الضحك والبكاء ليس سوى انعكاسا للمؤثرات الخارجية التي تصل الينا عبر البصر بالمشاهدة او الخبر بالسمع او بالتذكر للاحداث المؤلمة التي مرت على الانسان والمضحكة السعيدة والتفكر في عواقب الاشياء التي قد تؤدي الى ايلام وحزن فيتقاعل القلب لنجد اعيننا قد ادمعت او العكس فيما اذا كان التفكر يوجب السعادة
النتيجة التي نريد ان نصل اليها الى ان الضحك والبكاء لهما تاثيران على الحالة النفسية والقلبية والعقلية نفورا وانجذابا وحبا وكرها واستحسانا واستقباحا--فلماذا يغلب الظن على كثير من المتدينين انه فقط بتعاطي اسباب البكاء دون اسباب الضحك كفيلة وحدها بالتأثير على حالة القلب والنفس والعقل فيتم ترسيخ المعلومات وتثبيت الحالات والاستقرارات الايمانية والاسلامية والاحسانية فيبحثون دائما عن كل القصص والروايات الموجبة للبكاء ويستخدمون الوسائل الدعوية القولية والعملية الموجبة للبكاء دون استخدام الاشياء الموجبة للضحك ظنا منهم ان الضحك عدو الدين وان المتدين علامة صحته الايمانية ان يكون دائما يبكي ويحزن ويعبس
هل تصدقون ياناس ان الله تعالى يضحك--؟
نعم الله تعالى يضحك


عن ابي هريرة رضي الله عنه قال فذكر قول الرجل الذي هو اخر من يدخل الجنةفيقول يارب لاا اكون اشقى خلقك فلا يزال يدعوا ويسأل الله حتى يضحك الله منه فيدخله الجنة--المحدث الالباني رحمه الله المصدر تخريج كتاب السنة رقم 555
الله يضحك ضحكا يليق بجلاله لانعرف الكيفية ولانمثل بأحد من المخلوقات مثله جلى وعلى دون تعطيل او تمثيل --ضحكا يليق بعظمته وجلاله --
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه---يضحك الله لرجلين قتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة احدهما يقاتل في سبيل الله فيقتل فيتوب الله على القاتل بعد ان كان كافرا لما قتل الاول ليستشهد الاخر في سبيل الله ليدخله الله تعالى الجنة--الحديث صحيح
----اذا الله تعالى يضحك ايضا --ومادام ان الله تعالى يضحك ضحكا يليق بجلاله لانعلم الكيفية فلانمثل ولانعطل
وهكذا الحال لبقية صفات الله تعالى تلك العقيدة التي الحكيمة التي يتميز بها اهل السنة والجماعة انهم يثبتون ما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات وينفون ما نفاه الله تعالى عنه جلى وعلى ورسوله صلى الله عليه وسلم لله تعالى دون ان يتفلسفوا او يتحذلقوا ,فيتوقفون على القاعدة التي يستنبطونها من قوله تعالى
---ليس كمثله شيء وهو السميع وهو السميع البصير---
ففي نفس الوقت الذي نفى الله تعالى عن ذاته جلى وعلى الحسية والمعنوية مماثلتها لاي شيء ابدا ابدا اثبت الله تعالى له جلى وعلى صفة السمع والبصر الموجبة لحسيات مادية يسمع بها الله تعالى ويبصر بها الله تعالى وايضا حسيات اخرى في ذاته جلى وعلى يضحك بها ويبطش بها ويسخط بها ويغضب بها لاتماثل احد من المخلوقات ولكنها موجودة ماديا ومعنويا لانسأل عن تفاصيلها لانها من الاشياء التي لايمكننا معرفتها في هذا العالم -عالم الشهادة-ولكن سيكرمنا الله تعالى بمعرفتها حينما نقابله تعالى كلا
لوحده ونراه تبارك وتعالى مثلما نرى القمر كلنا لانتزاحم على رؤيته كذلك ايضا يكون لله تعالى كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن هذه الصفات لها موجبات كونية في الخلق والامر...كيف؟
الله غفور
اي لابد اخطاء يرتكبها الانسان وهذه الاخطاء لابد لها من ادوات يستعملها الانسان الخاطىء عند ارتكابها فمثلا حينما يريد الخاطىء مننا وكلنا نخطىء ان يقتل فلابد من ادوات خلقها الله تعالى فينا يمكننا ان نؤدي بها الاخطاء فخلق الايادي للبطش والوكز والدفع والخنق وايضا خلق الله تعالى السلاح -سكين او حجر او سيف او مسدس--التي خلقها الله تعالى وخلق الاسباب المادية في الحياة وخلق في الانسان الاستعداد الفكري ليصنعها فيؤدي بها مراده
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يصر كثير من المتدينين على رفع المستوى الايماني في قلوب الناس من خلال البكاء؟
لماذا يجعل كثير من المتدينين البكاء سببا من اسباب تثبيت الايمان في قلوب الناس؟
هل يمكن ان يكون الضحك سببا ايضا من الاسباب في رفع مستوى الايمان وتثبيتهم على الجادة والصواب؟
الضحك والبكاء
خلقهما الله تعالى وخلق لهما اسباب في الخلق والامر--وحينما نقول ان الله خلقهما وخلق الاسباب الموجبة لهما يعني ان هناك في بيولوجية الانسان تفاعل حسي -اي مادي- ومعنوي يظهر على ملامح وجهه فنعرف ان الان يضحك او يبتسم او انه يبكي ويحزن ------ولذا تجد ان تعبيرات الرسومات عن اشكال الوجه كثيرا ما تبين الحالات التي عليها الانسان من حزن وبكاء وضحك وسخط وغضب وتعجب واندهاش وخوف وتوتر...الخ حتى استقر على صفحات الانترنت اشكالا لتلك الرسومات تعبر كل منها عن الحالة --اي المزاج--ء


لنخلص الى ان هناك علاقة بين الشكل البيولوجي الذي يرسمه اعضاء الوجه معبرا عن الحالة النفسية --وهذه الحالة الظاهرة التي يرسمها اعضاء الوجه والمعبرة عن حالة القلب والنفسية ليست سوى انعكاسا لمؤثر خارجي أدى الى ظهور تلك الاعراض على الشكل والروح
المؤثر الخارجي
اذا هناك مؤثرات خارجية--هي التي اسميناها بالاسباب التي خلقها الله تعالى في الخلق والامر تصل الى الانسان من خلال البصر او السمع فيما يتعلق بالجزئية هذه او من خلال التخيل والتصور--
فمثلا ان يشاهد احدنا لقطة لقط يقوم بحركة تثير الضحك فنجد انها انتقلت الىعبر البصر الى الدماغ والقلب ليترجمها على حالة الفؤاد فتظهر برسمة ابتسامة وضحك على الانسان
او ان يشاهد احدنا لقطة لجندي يقوم بتعذيب طفل او امرأة ضعيفة فنجد انفسنا اننا قد بكينا
نخلص الى ان الضحك والبكاء ليس سوى انعكاسا للمؤثرات الخارجية التي تصل الينا عبر البصر بالمشاهدة او الخبر بالسمع او بالتذكر للاحداث المؤلمة التي مرت على الانسان والمضحكة السعيدة والتفكر في عواقب الاشياء التي قد تؤدي الى ايلام وحزن فيتقاعل القلب لنجد اعيننا قد ادمعت او العكس فيما اذا كان التفكر يوجب السعادة
النتيجة التي نريد ان نصل اليها الى ان الضحك والبكاء لهما تاثيران على الحالة النفسية والقلبية والعقلية نفورا وانجذابا وحبا وكرها واستحسانا واستقباحا--فلماذا يغلب الظن على كثير من المتدينين انه فقط بتعاطي اسباب البكاء دون اسباب الضحك كفيلة وحدها بالتأثير على حالة القلب والنفس والعقل فيتم ترسيخ المعلومات وتثبيت الحالات والاستقرارات الايمانية والاسلامية والاحسانية فيبحثون دائما عن كل القصص والروايات الموجبة للبكاء ويستخدمون الوسائل الدعوية القولية والعملية الموجبة للبكاء دون استخدام الاشياء الموجبة للضحك ظنا منهم ان الضحك عدو الدين وان المتدين علامة صحته الايمانية ان يكون دائما يبكي ويحزن ويعبس
هل تصدقون ياناس ان الله تعالى يضحك--؟
نعم الله تعالى يضحك
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال فذكر قول الرجل الذي هو اخر من يدخل الجنةفيقول يارب لاا اكون اشقى خلقك فلا يزال يدعوا ويسأل الله حتى يضحك الله منه فيدخله الجنة--المحدث الالباني رحمه الله المصدر تخريج كتاب السنة رقم 555
الله يضحك ضحكا يليق بجلاله لانعرف الكيفية ولانمثل بأحد من المخلوقات مثله جلى وعلى دون تعطيل او تمثيل --ضحكا يليق بعظمته وجلاله --
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه---يضحك الله لرجلين قتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة احدهما يقاتل في سبيل الله فيقتل فيتوب الله على القاتل بعد ان كان كافرا لما قتل الاول ليستشهد الاخر في سبيل الله ليدخله الله تعالى الجنة--الحديث صحيح
----اذا الله تعالى يضحك ايضا --ومادام ان الله تعالى يضحك ضحكا يليق بجلاله لانعلم الكيفية فلانمثل ولانعطل
وهكذا الحال لبقية صفات الله تعالى تلك العقيدة التي الحكيمة التي يتميز بها اهل السنة والجماعة انهم يثبتون ما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات وينفون ما نفاه الله تعالى عنه جلى وعلى ورسوله صلى الله عليه وسلم لله تعالى دون ان يتفلسفوا او يتحذلقوا ,فيتوقفون على القاعدة التي يستنبطونها من قوله تعالى
---ليس كمثله شيء وهو السميع وهو السميع البصير---
ففي نفس الوقت الذي نفى الله تعالى عن ذاته جلى وعلى الحسية والمعنوية مماثلتها لاي شيء ابدا ابدا اثبت الله تعالى له جلى وعلى صفة السمع والبصر الموجبة لحسيات مادية يسمع بها الله تعالى ويبصر بها الله تعالى وايضا حسيات اخرى في ذاته جلى وعلى يضحك بها ويبطش بها ويسخط بها ويغضب بها لاتماثل احد من المخلوقات ولكنها موجودة ماديا ومعنويا لانسأل عن تفاصيلها لانها من الاشياء التي لايمكننا معرفتها في هذا العالم -عالم الشهادة-ولكن سيكرمنا الله تعالى بمعرفتها حينما نقابله تعالى كلا
لوحده ونراه تبارك وتعالى مثلما نرى القمر كلنا لانتزاحم على رؤيته كذلك ايضا يكون لله تعالى كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن هذه الصفات لها موجبات كونية في الخلق والامر...كيف؟
الله غفور
اي لابد اخطاء يرتكبها الانسان وهذه الاخطاء لابد لها من ادوات يستعملها الانسان الخاطىء عند ارتكابها فمثلا حينما يريد الخاطىء مننا وكلنا نخطىء ان يقتل فلابد من ادوات خلقها الله تعالى فينا يمكننا ان نؤدي بها الاخطاء فخلق الايادي للبطش والوكز والدفع والخنق وايضا خلق الله تعالى السلاح -سكين او حجر او سيف او مسدس--التي خلقها الله تعالى وخلق الاسباب المادية في الحياة وخلق في الانسان الاستعداد الفكري ليصنعها فيؤدي بها مراده
وكذلك الضحك ازليا هو من صفة الله تعالى ولم يستحدثها كما يتوهم عند البعض في بعض الصفات يخلق الله تعالى كل ما يوجب الضحك من اشياء مادية في جسم الانسان مثل الفم والاسنان والعضلات التي تتحكم بتقاطيع الوجه لتدفعه وتحركه بزوايا معينة نعرف ان هذا الشخص حينها يضحك ليصاحب ذلك ايضا شيئا بيولوجيا وكيميائيا بافراز انزيمات معينة في الجسم من جراء الضحك لتثبت للقلب حالة عقدية او قناعاتية او ارتياحية معينة ومحددة بدرجة وباستقرار ثابت او متغير يجعل الانسن لاحقا يقبل على ممارسة النشاط الاخر من حياته بنجاح وبتركيز او بالعكس لان هناك علاقة بين الحالة النفسية التي تصاحب القلب والنفس والروح بسبب العوامل المؤثرة عليهم ثباتا او تغيرا او تبدلا وبين ممارسة الانسان نشاطاته الاخرى
السؤال هنا ما دخل الضحك بزيادة وتقوية الايمان عندنا؟
هذا السؤال يوجب حقيقة الاتفاق على قاعدة مستقرة عندنا تتمثل في....؟
هل يمكنك ايها الرجل وايتها المراة ان تتقبلين النصائح الدينية في كل وقت واي وقت كان؟
الا يمر احيانا على الواحد منا لايستطيع ان يستمع فيه الى اية نصائح دينية بسبب الحالة النفسية.؟
الا نلاحظ ان الحالة النفسية تساعد كثيرا على استماعنا ومشاهدتنا الاحداث التي تجري حولنا ؟

هل هناك علاقة بين الحالة النفسية والاستعداد الفكري والعقلي لتقبل كلام الناس؟
جاء في الحديث
-ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة كراهة ان يسأموا ويملوا---
ياسبحان الله هذا الحديث فيه اثبات قوي ان هناك علاقة بين الحالة النفسية والاستعداد العقلي والفكري لاستقبال كلام الاخرين حتى وان كان هذا الكلام كلام اعظم واحب واطيب وانبل رجل في الكون منذ ان خلق الله تعالى الخلق محمد صلى الله عليه وسلم --مع ان بعض المتدينين حينما تقول لهم لاتطيلوا فتمل الناس او اجعلوا لكم طرقا تحرك نفسيات الناس وتجعلهم ينشرحون لكم فيقولون نحن نقول كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولانقول بكلام بقية البشر ليجعلوا من ذلك كثيرا ذريعة لتحمل ثقل السآآآمة منهم وكلامهم والملل منهم واحيانا الضجر منهم وما يقولونه لانهم لايجعلون في طريقتهم مزج بين الضحك والسرور والبكاء والخوف
يقول النبي صلى الله عليه وسلم--وتبسمك في وجه اخيك صدقة--
ومما لاشك فيه انك بابتسامتك ستجعله ايضا كمؤثر خارجي يبادلك نفس الابتسامة لاننا كما قلنا ان هناك علاقة بين المؤثر الخارجي المشاهد والمسموع والمتخيل الذي ينتقل الى القلب والنفس عبر الاعضاء الخاصة كالعين والاذن والتصور وبين الحالة التي تدخل الى القلب ويلامسها لينعكس ذلك على وجه واعضاء الانسان-اي جوارحه
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
افضل الاعمال الى الله ادخال السرور الى قلب المسلم-
وادخاله الى القلب يوجب بالتلازم ظهور أثره على الوجه والاعضاء من الانشراح والارتياح
-وهذا لايتم الا باسباب نقيس تماثلها مثل الاسباب التي يجعل بعض المشايخ الناس يبكون بسردهم كل القصص التي تبكي الناس واستعمال بعض الدعاة لطرق صوتية ومرئية مؤثرة توجب خوف الناس وبكاءهم كذلك ايضا نقيس جواز استعمال ذات المؤثرات من صوتيات ومرئيات تجعل الناس يضحكون بقصد ايصال المعلومة والفائدة والموعظة اليهم من خلال الضحك مثلما هو حال البكاء
اذا لابد من التعامل مع بعد الحالة النفسية بمثابة الارضية النفسية التي يجب خلقها في الانسان ليكون متهيئا لقبول استقبال واستلام المعلومات الخارجية لاننا اثبتنا ان هناك علاقة بين الحالة النفسية ومدى استمرار الانسان في استقبالها
اذا
هل تستقر المعلومات من خلال الضحك او من خلال البكاء بشكل اقوى وافضل؟
نعم لان الملل والسآآمة لاتساعد على تثبيت المعلومات كما يبين النبي صلى الله عليه وسلم فيصبح من المفهوم والمخالف ان الانشراح والارتياح والسرور ولوزازمهما من العوامل المساعدة على جعل الانسان قادرا على استقبال المعلومات وترسيخها في قلبه وعقله
قال النبي صلى الله عليه وسلم
--روحوا القلوب ساعة بساعة--
--كل لهو يلهو به الرجل باطل الا ملاعبة الرجل زوجته ..الحديث-
وايضا ملاعبة الرجل اولاده واهله
واللعب هنا يقتضي الضحك والارتياح والسرور
وقد وردت عدة احاديث في مزاح النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم
لنخلص الى ان الضحك بقصد شرح قلب وصدر الانسان لتهيئته لتقبل المعلومات المفيدة في اي مجال من مجالات العلوم والحياة النافعة للانسان هو دف مقصود لخلق الارضية النفسية لتقبل المعلومات وتثبيتها في الانسان والضحك بقصد ادخال السرور والسعادة والارتياح والانشراح الى صدر الانسان المتأزم نفسيا او المتضايق من تجربة ما او مشكلة ما هو عمل تعبدي ينال عليه الفاعل الاجر
كذلك ان اضفاء روح الضحك والبسمة في صدور السامعين والمشاهدين من خلال الاساب المتاحة والمشروعة في قلوب الناس بقصد تحبيبهم للدين واهله ايضا هو من الاهداق المقصودة المشروعة وفق ضوابطها
ايضا الاتسام بجزء من شخصية الداعية بصفة الاضحاك والاسرار هو من الحكمة الفريدة التي يهيها الانسان للداعية الحكيم الذي يسعى لتحبيب الناس به لاجل ايصال المعلومة اليهم بطرق سلسة تسرهم
ايضا اسعاد واسرار الانسان اهله واصدقاءه بقصد ان يكون لهم شخصا محبوبا لينا هينا
جاء في الحديث
=حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس--
والضحك يجعلك قريبا من قلوب الناس لينا هينا لايشعرون بحدود وخطوط حمراء بينك وبينهم بل يجدونك قريبا منهم ولذا تجد ان كل شخصية قيادية مؤثرة في الناس تتخذ من الاسرار والاضحاك كجزء من شخصيتها الدعوية والقايدية يكون له شعبية كبيرة بين الناس الذين يسمونهم العوام لانهم يشعرون ان هذا الشخص قيبا منهم لاتخاذه الاسرار والاضحاك كجزء من شخصيته الدعوية والفكرية والسياسية
وحينما نقول كجزء اي ليس كل شخصيته يغلب عليها الضحك والمزاح بل جزء يديره بحكمه ويعرف متى واين وكيف يظهر به قولا في اقواله وعملا في تصرفاته

وكذلك الضحك ازليا هو من صفة الله تعالى ولم يستحدثها كما يتوهم عند البعض في بعض الصفات يخلق الله تعالى كل ما يوجب الضحك من اشياء مادية في جسم الانسان مثل الفم والاسنان والعضلات التي تتحكم بتقاطيع الوجه لتدفعه وتحركه بزوايا معينة نعرف ان هذا الشخص حينها يضحك ليصاحب ذلك ايضا شيئا بيولوجيا وكيميائيا بافراز انزيمات معينة في الجسم من جراء الضحك لتثبت للقلب حالة عقدية او قناعاتية او ارتياحية معينة ومحددة بدرجة وباستقرار ثابت او متغير يجعل الانسن لاحقا يقبل على ممارسة النشاط الاخر من حياته بنجاح وبتركيز او بالعكس لان هناك علاقة بين الحالة النفسية التي تصاحب القلب والنفس والروح بسبب العوامل المؤثرة عليهم ثباتا او تغيرا او تبدلا وبين ممارسة الانسان نشاطاته الاخرى
السؤال هنا ما دخل الضحك بزيادة وتقوية الايمان عندنا؟
هذا السؤال يوجب حقيقة الاتفاق على قاعدة مستقرة عندنا تتمثل في....؟
هل يمكنك ايها الرجل وايتها المراة ان تتقبلين النصائح الدينية في كل وقت واي وقت كان؟
الا يمر احيانا على الواحد منا لايستطيع ان يستمع فيه الى اية نصائح دينية بسبب الحالة النفسية.؟
الا نلاحظ ان الحالة النفسية تساعد كثيرا على استماعنا ومشاهدتنا الاحداث التي تجري حولنا ؟
هل هناك علاقة بين الحالة النفسية والاستعداد الفكري والعقلي لتقبل كلام الناس؟



جاء في الحديث
-ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة كراهة ان يسأموا ويملوا---
ياسبحان الله هذا الحديث فيه اثبات قوي ان هناك علاقة بين الحالة النفسية والاستعداد العقلي والفكري لاستقبال كلام الاخرين حتى وان كان هذا الكلام كلام اعظم واحب واطيب وانبل رجل في الكون منذ ان خلق الله تعالى الخلق محمد صلى الله عليه وسلم --مع ان بعض المتدينين حينما تقول لهم لاتطيلوا فتمل الناس او اجعلوا لكم طرقا تحرك نفسيات الناس وتجعلهم ينشرحون لكم فيقولون نحن نقول كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولانقول بكلام بقية البشر ليجعلوا من ذلك كثيرا ذريعة لتحمل ثقل السآآآمة منهم وكلامهم والملل منهم واحيانا الضجر منهم وما يقولونه لانهم لايجعلون في طريقتهم مزج بين الضحك والسرور والبكاء والخوف
يقول النبي صلى الله عليه وسلم--وتبسمك في وجه اخيك صدقة--
ومما لاشك فيه انك بابتسامتك ستجعله ايضا كمؤثر خارجي يبادلك نفس الابتسامة لاننا كما قلنا ان هناك علاقة بين المؤثر الخارجي المشاهد والمسموع والمتخيل الذي ينتقل الى القلب والنفس عبر الاعضاء الخاصة كالعين والاذن والتصور وبين الحالة التي تدخل الى القلب ويلامسها لينعكس ذلك على وجه واعضاء الانسان-اي جوارحه
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
افضل الاعمال الى الله ادخال السرور الى قلب المسلم-


وادخاله الى القلب يوجب بالتلازم ظهور أثره على الوجه والاعضاء من الانشراح والارتياح
-وهذا لايتم الا باسباب نقيس تماثلها مثل الاسباب التي يجعل بعض المشايخ الناس يبكون بسردهم كل القصص التي تبكي الناس واستعمال بعض الدعاة لطرق صوتية ومرئية مؤثرة توجب خوف الناس وبكاءهم كذلك ايضا نقيس جواز استعمال ذات المؤثرات من صوتيات ومرئيات تجعل الناس يضحكون بقصد ايصال المعلومة والفائدة والموعظة اليهم من خلال الضحك مثلما هو حال البكاء
اذا لابد من التعامل مع بعد الحالة النفسية بمثابة الارضية النفسية التي يجب خلقها في الانسان ليكون متهيئا لقبول استقبال واستلام المعلومات الخارجية لاننا اثبتنا ان هناك علاقة بين الحالة النفسية ومدى استمرار الانسان في استقبالها
اذا
هل تستقر المعلومات من خلال الضحك او من خلال البكاء بشكل اقوى وافضل؟
نعم لان الملل والسآآمة لاتساعد على تثبيت المعلومات كما يبين النبي صلى الله عليه وسلم فيصبح من المفهوم والمخالف ان الانشراح والارتياح والسرور ولوزازمهما من العوامل المساعدة على جعل الانسان قادرا على استقبال المعلومات وترسيخها في قلبه وعقله
قال النبي صلى الله عليه وسلم
--روحوا القلوب ساعة بساعة--


--كل لهو يلهو به الرجل باطل الا ملاعبة الرجل زوجته ..الحديث-
وايضا ملاعبة الرجل اولاده واهله
واللعب هنا يقتضي الضحك والارتياح والسرور
وقد وردت عدة احاديث في مزاح النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم
لنخلص الى ان الضحك بقصد شرح قلب وصدر الانسان لتهيئته لتقبل المعلومات المفيدة في اي مجال من مجالات العلوم والحياة النافعة للانسان هو دف مقصود لخلق الارضية النفسية لتقبل المعلومات وتثبيتها في الانسان والضحك بقصد ادخال السرور والسعادة والارتياح والانشراح الى صدر الانسان المتأزم نفسيا او المتضايق من تجربة ما او مشكلة ما هو عمل تعبدي ينال عليه الفاعل الاجر
كذلك ان اضفاء روح الضحك والبسمة في صدور السامعين والمشاهدين من خلال الاساب المتاحة والمشروعة في قلوب الناس بقصد تحبيبهم للدين واهله ايضا هو من الاهداق المقصودة المشروعة وفق ضوابطها
ايضا الاتسام بجزء من شخصية الداعية بصفة الاضحاك والاسرار هو من الحكمة الفريدة التي يهيها الانسان للداعية الحكيم الذي يسعى لتحبيب الناس به لاجل ايصال المعلومة اليهم بطرق سلسة تسرهم
ايضا اسعاد واسرار الانسان اهله واصدقاءه بقصد ان يكون لهم شخصا محبوبا لينا هينا
جاء في الحديث
=حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس--



والضحك يجعلك قريبا من قلوب الناس لينا هينا لايشعرون بحدود وخطوط حمراء بينك وبينهم بل يجدونك قريبا منهم ولذا تجد ان كل شخصية قيادية مؤثرة في الناس تتخذ من الاسرار والاضحاك كجزء من شخصيتها الدعوية والقايدية يكون له شعبية كبيرة بين الناس الذين يسمونهم العوام لانهم يشعرون ان هذا الشخص قيبا منهم لاتخاذه الاسرار والاضحاك كجزء من شخصيته الدعوية والفكرية والسياسية
وحينما نقول كجزء اي ليس كل شخصيته يغلب عليها الضحك والمزاح بل جزء يديره بحكمه ويعرف متى واين وكيف يظهر به قولا في اقواله وعملا في تصرفاته

الخميس، 12 أبريل 2012

فلسفة المحاور الكارتيزيةxyz-اسس تحليل الشخصيات-حكمة عقيدة اهل السنه والجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم


التحقت بكلية العلوم قسم رياضيات فيزياء في عام 1989بجامعة صنعاء وبينما كان زملائي يحرصون على التقيد الحوفي بالمقرر الذي يضعه الدكتور او البروفيسور ليحفظه كنت اعكف في مكتبة كلية العلوم بين كتب فلسفة الرياضيات والفيزياء باحثا عن الاصول الفكرية -الفلسفية-تلك التي جعلتهم يفكرون هكمذا لينتج لنا بفضل الله تعالى ثم بفضلهم عالما متطورا متقدما كما هو اليوم
لقد كنت احس ان هناك حقيقة الاهية وراء الموضوه هدتهم الى ذلك النوع من صريح العقل الذي لابد له من صحيح نقل كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان صريح العقل لايمكن ان يعارض صحيح النقل
كان زملائي ينجحون في الامتحانات لاتهم تقيدوا بالملزمة وكنت كثيرا ما ارسب لانني اجتهدت في فهم السر وراء تلك النظرية والبرهنة

لقد رسخ هذا الاصرار على فهم حقائق الامور دون التعامل معها بسطحية نتقبلها دون نقاش او تحليل في شخصيتي طبيعة تحررية على التقليد والثورة على الرواسب التي يريدني الاخرين القبول بها سوى لانها صارت عادة وتقليد يجب التعامل معه هكذا وكأنه القران والسنة المتجردان عن اي فهم او علم سوى فهم وعلم الصحابة رضي الله عنهم....
انني احمدالله تعالى كثيرا على ما تفضل به علي من اهتمام وتربية وصقل لفكري وحكمتي تلك التي اجدها اليوم بحمدالله نعمة افخر بها عن الفخر بما ليس لدي الا وهو المال والجاه


كلنا ان شاء الله درسنا مادة الرياضيات في المدرسة سواء في مرحلة الابتدائية ام الاعدادية ام الثانوية...واذا كنا دخلنا الجامعة فلابد اننا سنأخذ مادة
تفاضل وتكامل 1-2
ف

في هذه المادة نتعرف كثيرا على محور السينات والصادات ويسمونه بالمحاور الكارتيزية...ولعلنا ايضا نتذكر كيف كنا نرسم الدوال على تلك المحاور --
طبعا الدالة هي عبارة عن عدة قيم يتم استنتاجها من خلال معادلة معينة من الدرجة الاولى او الثانية او....فنرسم جدولا ثم نعوض مثلا عن قيمة س برقم معين ونرى كم النتيجة فنكتبها على الجدول لتتكون لدينا عدة قيم لمحور سين ومحور صاد
x-y
مكونة رسما بيانيا لدالة تكون اما على شكل منحنى او تعرجات او دائرة او خطوط ...الخ
هذا الكلام نريد ان نشرح فلسفته تلك التي ربما لايفهمها الكثير او ربما يكتمها البعض من العارفين خصوصا من غير العرب
واريد ان اسقط جزء من مفهوم هذه الفلسفة على شاكلة الانسان الكونية -اي الجبلة التي فطر الله تعالى ىعليها الناس بدون تدخل اية تأثيرات عليه خارجية -تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم - ما من مولود الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه..الحديث-
ان المحاور تلك هي اصلا تعبر عن الجهات
اليمين واليسار
الامام والخلف
الاعلى والاسفل


تفحص في جسمك ستجد ان هناك يمين لك وفيه اعضاء وهناك يسار وفيه اعضاء وهناك لك اعلى وفيه اعضاء وهناك اسفل وفيه اعضاء
انظر الى اي بناء فيه ايضا يمين وفيه اشياء ويسار وفيه اشياء وايضا بقية الجهات --كذلك السيارة مثلا قسمها الى يمين ستجد ان هناك اشياء يمكن تدوينها في يمينها وهناك اشياء في اليسار يمكن تقييدها بالكتابة وهناك اعلى وفيه اشياء واسفل ايضا
ولكن هل هذه الجهات لها تفسير معنوي -نفسي او عاطفي او ميولي--هذا هو الذي اريد ان اصل به معك؟



هل نتذكر اننا حينما كنا نرسم الدوال نلاحظ ان القيمة التي نحصل عليها اما ان تكون بالسالب او بالموجب --ماذا يعني هذا؟
هنا ستعرف حكمة عقيدة اهل السنة والجماعة ومن كونها تتوافق مع مفاهيم قراءات علماء الرياضيات والفيزياء--كيف؟
نحن نقول ان الله تعالى خلق الخير والشر ولكن البدعيين كالمعطلة ارادوا ان ينزهوا الله تعالى فقالوا لالالالايعقل ان يخلق الله تعالى الشر ثم ينهى عنه ويأمر بمحاربته ..وقلنا لهم هل تريدون ان تقولوا ان هناك خالق اخر غير الله لق الشر ففروا من هذه الاشكالية بعقيدة الفاطمين الباطنيين تلك التي يحملها حزب بشار الاسد في سوريا
وكان يحملها القذافي ولايزال يحملها الاسماعيليون والفاطميون والباكنيون عامة
فقالوا
اذا مادام انكم تقولون ان الكلام السابق يقتضي ان يكون هناك اله غير الله قد خلق الشر ولايعقل ذلك لانه اله واحد في السماء والارض اذا لابد ان يكون للشر فلسفة لايمكن ان يعرفها بسطاء الناس مادام ان الله تعالى قد خلقه والله لايخلق الاذى فلابد ان هذا الشر له صورة يكون فيها خير اذا فهمنا الحكمة الكونية منه فيمكن تعاطيه بعيدا عن انظار اصحاب الشريعة الظاهرة اولئك الذين لايستطيعون ان يفهموا الحكمة الا على ظاهرها فيعارضون اي شيء يبدوا شرا لانهم على الشريعة الظاهرة تماما مثلما اختلف موسى عليه السلام الذي كان وبحسب تفسيرهم صاحب شريعة ظاهرة تؤمن بالحكمة الظاهرة واختلف مع الخضر عليه السلام الذي كان يفهم الحكمة الكونية السرية الباطنية--ولذلك سموا انفسهم بالباطنية-لانهم بحسب تصورهم قد فهموا ما لم يفهمه اصحاب الظاهر ففهموا حكمة الشر على انه خير فيصبح ان الامر والنهي غير لازم لهم ويسقط عنهم فيمكنهم ان يشربوا الخمر ويزنوا ويمارسوا اللواط لمجرد انهم فهموا بحسب تفسيرهم الفاسد ذا ان الخير والشر قد خلقه اله واحد ولايعقل ان يخلق الله تعالى ما لايريده محبة ورضا لانه اي الله تعالى لايحب الشر اصلا فلابد ان الشر هو خير يمكن ممارسته ولكن بعيدا عن انظار اولئك اصحاب الشريعة الظاهرة
ولذلك جاوب اهل السنة بمفهوم يعززه مفهوم فلسفة العلم اليوم ان هناك
ارادة شرعية يحبها الله تعالى محبة رضا
وهناك ارادة كونية فيها خير وشر ومدح وذم وسوء وفحش وخبيث وطيب لحكمته تعالى الكونية --ليتضح لنا انه لابد من محاور ضابطة مثل المحاور الكارتيزية كعلامات نجمية كونية يتم ارجاع القيم التي تظهر في الخلق والامر اليها ليتضح لنا التحليل الصحيح --هذه فلسفة المحاور التي هي جهات اليمين واليسار الامام والخلف الاعلى والاسفل --انه لابد من ضوابط كونية يتم ارجاع التفاعلات بين المتغيرات الثنائية في الخلق والامر --هذه الضوابط محلها الثباتية واللامتغيرية فيستعمل جوهر فكرتها بتلازماتها العلماء في كل ميادين العلوم فأنت حينما تذهب لتعمل تخطيط القلب يتم رسم بياني يكون بين محورين يستطيع الطبيب ان يقرأ حالة قلبك مع انه مجرد رسم لعلاقة ثنائية دالية مرسومة على ورقة بين محور يمين ويسار ومحور اعلى واسفل ولكن الطبيب يفهم من خلال ذلك نوع الحالة التي عليها قلبك
ان العلاقة بين ما يريده الله تعالى كونا ويريده شرعا تشبه ذات العلاقة التي يتم اسقاط قيم المشاهدة على محاور الضبط الكارتيزية
فالله تعالى يقول
--يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب-
ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها-
وكل يوم هو في شان
فهذه متغيرية
ولكن لابد لها من ضابط كوني وشرعي
--يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم-
--فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا--
فهناك ثباتية حتمية كونية في الخلق والامر --
فكيف يتم الجمع بين المتغيرية المتجددة وبين الحتمية التي لاتتبدل ولاتتحول؟
اما ما تعلق بالمراد الشرعي فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
-- فالاصول الثابتة بالكتاب والسنة بالاجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الانبياء ليس لاحد خروج عنها ومن دخل فيها كان من اهل الاسلام المحض وهم اهل السنة والجماعة وما تنوعوا فيه من الاعمال والاقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيه الانبياء--
انظروا حكمة بل ورحمة حكمة شيخ الاسلام انه وسع الدائرة التي تستطيع ان تقول انك حيثما كنت في نقطة منها انني من اهل السنة والجماعة بينما نجد ان هناك من يصغرها ليجعلها فقط محصورة على طائفته وجماعته ولاحولى ولاقوة الا بالله
اما ما تعلق بالمراد الكوني فالله تعالى خلق الخير والشر خلق الملائكة ومنحهم قدرات واستطاعات وكذلك خلق الشيطان وجنوده ومنحهم ايضا قدرات واستطاعات--فيصبح اننا يحنما نتكلم على المراد الكوني علينا ان نفترض انه قد يكون حسن او قبيح خير او شر
مذموم او ممدوح
فمثلا على مستوى الجهات المذكرة السابقا يجب ان نفهم انها لاتمثل فقط شيئا ماديا بل ايضا معنويا يتعلق بطبائع الناس على النحو الذي وصفته حول المراد الكونيه بقطبيته الثنائية
فمثلا جهة الامام تعني الاقدام والاندفاع وهذا الاقدام في الانسان قد يكون يحمل المراد الكوني الطيب والحسن فيكون اقداما محمودا كالنجدة والاسراع والسبق
قال تعالى
--والسابقون السابقون-
فسارعوا الى مغفرة وجنة عرضها
وما اعجلك عن قومك ياموسى ........وعجلت اليك ربي لترضى..-
ولكنه قد يكون ايضا اقداما مذموما سيئا كالتعجل والتهور بالقاء النفس الى التهلكة
--وخلق الانسان من عجل
وكان الانسان عجولا
وقد قيل -لايحملنك استبطاء امر على استعجاله
كذلك جهة الخلف
فهو اما محمود بالتريث والحلم والتأني
او مذموم بالتقاعس والتخاذل والتثابط

وصلنا في الجزء الاول لهذا الموضوع الجد\ هام الى الحديث عن جهة الخلف...ومقصودنا اصلا انه هل ذات دلالات المحاور الكارتيزية اليمين اليسار الامام الخلف الاعلى الاسفل موجودة ايضا كدلالات دينية ؟
نعم ..لنستمر
فمثلا جهة الاعلى والاسفل
هناك علو محمود وهناك علو مذموم
وايضا بالنسبة للتسفل
يقول تعالى
--تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض --
--ثم ردنناه اسفل سافلين الا الذين امنو--
اذا هناك علو محمود بالترفع عن سفاسف الامور والعزة بلله ولله وهناك علو مذموم بالكبر والتعالي والاستعلاء وايضا هناك تسفل محمود بالتواضع والتخفض
--واخفض جناحك للمؤمنين--
وقال صلى الله عليه وسلم-من تواضع لله رفعه-لنخلص الى فائدة عظيمة وهي ان الدين والايمان يمكن تمثيله على تلك المحاور بمقامات ودرجات وقيم معينة بين تقدم وسبق واسراع وبين تأخر تباطىء وتردد وعزة وترفع وكبر واستعلاء وتواضع وتخفض وتسفل وخساسة
اما جهة اليمين واليسار فهي بين لين وشدة
قال صلى الله عليه وسلم
- ان الله ليلين قلوب رجال حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة--
فمثلا الصلاة
اما ان تكون في الصف الاول او في الصف الاخير او ان تكون متخفضا متواضعا بخشوع لله فيها او غير ذلك لينا فتبكي في صلاتك او شديدا تحتمل قوة الوار على قلبك خلالها
كذلك الحال بالنسبة لبقية العبادات والمقامات القلبية من الرجاء والخوف والصبر والشجاعة والشكر والاحسان ...الخ
كلها ستكون لها قيم بين امام وخلف ويمين ويسار واعلى واسفل--فالصدقة مثلا اما ان تكون سباقا مسرعا في التصدق او متأخرا بل وفي كل شيء--
قال تعالى
--لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى--
فمن خلال تلك المحاور تتحدد الترتيبات بين الناس اسلاميا وايمانيا واحسانيا لتكون لك رتبة ودرجة وقيم على تلك المحاور تمثل دالة شخصيتك وشاكلتك التي تعمل بها
قال تعالى
--قل كل يعمل على شاكلته--
اي سجيته وطبيعته كما نفهمه اليوم شخصيته
فيمكننا ان نقول ان هذه المحاور الثلاثة المشهورة ب
xyz
ستمثل حتما
محور الاسلام
محور الايمان
محور الاحسان
وهذا ما يتماثل مع صريح العقل الذي وصل اليه العلم اليوم بهداية الله تعالى الكونية مع عقيدة اهل السنة والجماعة -من حيث الزيادة والنقصان في الاسلام والايمان والاحسان ومن حيث التفاضل فيه والتبعض فيه كله...فمثلما نرسم دالة بيانية ونسقط قيمها على تلك الثلاثة المحاور ليتكون لنا شكلا يكون له نصيب من التواجد القليل او الاغلب على احدى المحاور سنجد ان هذا فعلا ما يطرحه علماء اهل السنة والجماعة من حيث ان الاسلام والايمان والاحسان للشخص قد يكون بالنسبة له عدة قيم حاصلة معه ببعض منها او بأغلبية فيها قد تكون بين محور الاسلام بنسبة ومحور الايمان بنسبة ومحور الاحسان بنسبة لتظهر شخصية الانسان بدالة لها نصيب جزئي او كلي او بنسبة كثيرة او قليلة على احدى المحاور من حيث الزيادة والنقصان والظهور والاختفاء والقوة والضعف والشدة واللين
كقيم نقطية على تلك المحاور من حيث الاقدام والتاخر او العلو والتسفل والتيامن والتشائم بقطبيته سلبا او ايجابا مدحا او ذما حسنا او قبحا سوءا او فحشا وهو ما لايقوله اهل البدع عن الاسلام والايمان والاحسان بحيث انهم جعله لاينقص ولايزيد ولايتفاضل ولايتبعض ولايتجزأ بحيث يصبح الحكم على اساس نظرتهم العقلية لمفاهيم الايمان والاسلام والاحسان ظالمة للناس بحيث تجعلهم كفارا لمجرد حصول بعض المعاصي ولاتتعامل معهم على اساس مفهوم اهل السنة والجماعة عن تلك المقامات الثلاثة كما شرحها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان وكتاب القضاء والقدر وكتاب شرح حديث الايمان والاسلام والاحسان الموافق لصريح العقل العلمي من كون الاشياء المخلوقة وتفاعلاتها انما تمثل في علاقاتها وتفاعلاتها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية تلك الموجودة اصلا في بني الانسان بحيث اننا نجد ان كل الاجهزة العلمية على اساس صريح العقل ذلك لتلك الفلسفة في تلك المحاور والدوال وطريقة اسقاط قيم العلاقة الثنائية التزاوجية بين اليمين واليسار والامام والخلف والاعلى والاسفل -وهو ذات مفهوم شيخ الاسلام ابن تيمية للايمان والاسلام والاحسان واهل السنة والجماعة من كونه علاقة حسية ومعنوية ظاهرة وباطنة قولية وعملية تحدث في تفاعلات الانسان مع العبادات والاخلاق والاحوال القلبية والنفسية بحسب مقاماتها ودرجاتها بين محور الاسلام والايمان والاحسان زيادة ونقصانا قلة وكثرة قوة وضعفا شدة ولين بحيث يكون للعبد نصيب من الاسلام ونصيب من الاحسان ونصيب من الايمان بحسب توفيق الله تعالى وما يسره اليه بقضاءه وقدره وهمة العبد وعزمه وارادته
ان هذا الذي يميزنا نحن اهل السنة والجماعة في مفهومنا الفلسفي ان صح لي التعبير عن الاسلام والايمان والاحسان من كونه عدة نقاط للشخص وفق علاقة في سلوك العبد واحواله الباطنية قولا وعملا تسجل له كنقاط على محور الاسلام والايمان والاحسان بحيث تكون له عدة نقاط على محور الاسلام ربما تكون بزيادة عن نقاط له في محور الاحسان او ان يكون له بعض النقاط في جانب مقامي على محور الاحسان وبعض منها على محور الايمان وبعض منها على محور الاسلام لتشكل في مجموعها عند وصلها شكلا معينا يمثل دالة للشخص نسميها شخصيته او سجيته او طبيعته التي نعرفه بها مما يلزم ان الانسان مثلا قد يكون وفق هذا الشكل الدالي الذي يفهمه العارفين عن الانسان المراد تحليل شخصيته انه قد يكون جيدا او موثوقا في جوانب ولكنه ليس جيدا او موثوقا في جوانب اخرى مثلما وضح شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في السياسة الشرعية من كون الانسان قد يكون آ مؤهلا وصالحا لاعمال وغير صالح ومؤهلا لاعمال اخرى مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر
انك ضعيفا وانها امانة--
مع ان النبي صلى الله عليه وسلم زكى ابا ذر في حديث اخر
ليدل ذلك على ان مفهوم اهل السنة والجماعة للاسلام والايمان والاحسان يوافق نظرة صريح العقل العلمية اليوم من كونه قد يكون للدالة السلوكية نصيب من هذا من حيث القوة والضعف والزيادة والنقصان والقلة والكثرة والحضور والغياب
-----الخ
ولذا فاننا حينما نريد ان نجلل سلوك شخصا ما علينا ان نعرف انه لايوجد شخص كامل معصوم بل للكل انسان نصيب قيمي نقطي على تلك المحاور -محور الاسلام ومحور الايمان ومحور الاحسان-من حيث الضعف والقوة والشدة واللين والزيادة والنقصان
فنسجل عن الشخص تلك النقاط على تلك المحاور في اذهاننا لنكون فكرة عنه ونرى ما هو صالح له ويمكن الاستفادة منه وهذا يؤكد ان عقيدة اهل السنة والجماعة توافق ايضا مع علم النفس الحديث ونظريات التنمية البشرية التي تقول انه يمكن الاستفادة من كل الناس فقط علينا ان نعرف كيف واين ومتى نستفيد منهم
انها نظرة انسانية رحيمة تكشفها الاية الكريمة
--وما ارسلناك الا رحمة للعالمين--
فمن خلال تلك الفلسفة ان صح لي التعبير سنفهم ان الانسان في سلوكه واخلاقه قولا وعملا عبارة عن عدة نقاط تسجل له على تلك المحاور لتشكل لنا دالة تعبر عن شاكلته-اي شخصيته-لها نصيب كثير او قليل ضعيف او قوي على ذلك المحور او ذاك لنعرف تماما اين يكون مفيدا وكيف نستخدمه ونستثمر جانب الحسن الذي فيه ونضعف جانب السوء والخبث بابعاده عنه رحمة بالناس وهذا ما جاء به الاسلام
انها فلسفة قيادية فكرية تساهم في حسن الظن بالناس من اجل انقاذهم واسعادهم وعدم تخوينهم دائما والمحاولة معهم لاجل اصلاحهم بعون الله
ولايعني ذلك ان لايكون هناك عقاب فقد شرع الله العقاب والالم لاجل الاصلاح والمحافظة على الصلاح الاجتماعي
والحمدلله

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

من هو المصيب سماحة مفتي عام المملكة عبدالعزيز ال الشيخ أم صاحبة السمو الاميرة بسمة بنت سعود حفظهما الله؟

http://www.facebook.com/note.php?note_id=206318699481743
بسم الله الرحمن الرحيم

اكتسبت جزء من شخصية والدي الطبعية تلك التي فيما يبدوا انها تأثرت بثقافة الانجليز الذي عمل لديهم وهو في الثانية عشر من عمره حينما نزل من ريف جنوب اليمن الى عدن ولمدة 27عاما تقريبا --تلك الشخصية التي تراعي في اراء الناس واقوالهم ثلاثة اشياء
الآثر التاريخي للشخص
الواقع المحيط بالشخص
الحال الذي عليه الشخص
بحيث انك اذا عرفت فلسفة هذه الابعاد الثلاثة لارحت نفسك كثيرا تجاه الاراء والاقوال التي يطرحها كل طرف حول امر ما ولعرفت باعتبار الثلاثة المحاور تلك انه قد لايكون هناك خلافا من اصله بين طرفين او عدة اطراف ولكن لكل واحد من الاطراف نقاط وقيم على احدى تلك المحاور
محور الاثر التاريخي
محور الواقع المحيط
محور الحال
فتعززت دالة تلك القيم على احدى المحاور مكونة شكل دالي للشخص تجعله يميل الى هذا الرأي او ذاك بينما مثلا اذا قمنا بتغيير او تجديد دور احدى او اثنين او كل تلك المحاور في حياة الشخص من خلال التعليم والتفهيم وادخاله في واقع اجتماعي جديد يقتضي حالا قلبيا او نفسيا او عقليا جديدا سيكون له رأيا مغايرا او ربما مخالفا لما كان عليه سابقا
ان الاثر التاريخي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم-ما من مولود يولد الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه--الحديث .فبطبيعة الحال ان الدور الاسري والبيئي على مستوى الحارة والمدرسة والبلدة بثقافة اهلها بجغرافيتها وما تحتويه مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم -الكبر والخيلاء في اهل الابل والوقار والسكينة في اهل الغنم-كل تلك العوامل التاريخية التي عايشها الشخص من المهد الى الفتوة والشباب والرجولة والشيخوخة ستشكل حتما دورا محوريا في صقل جوانب معينة في حياة الشخص اذا لم يدخل عليها عوامل تمحوها او تنسخها او تبدلها او تهذبها
قال تعالى
-ما ننسخ من اية او ننسها ناتي بخير منها او مثلها--
-يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب--
فمن سنن الله تعالى الكونية في الخلق والامر المحو والاثبات والانساء والنسخ والتبديل والتجديد بل وايضا الشرعية
وازاء ذلك علينا ان لاننظر فيما تجرحه صاحبة السمو بسمة على سماحة المفتي على انه جاء من امرأة مقابل رجل فبالتالي تصبح النتيجة لصالح الرجل لمجرد ذلك القياس الظالم لان عمر بن الخطاب
--اصابت امرأة واخطأ عمر-
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
---ان هذه القصه دليل على كما ل وفضل عمر ودينه وتقواه ورجوعه الى الحق اذا تبين له وانه يقبل الحق حتى من امرأة ويتواضع له ---الى ان قال--وليس من شرط الافضل ان لاينبهه المفضول لامر من الامور فقد قال الهدهد لسليمان--احطت بما لم تحط به--وقال موسى للخضر-هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا--منهاج السنة 6-76..
77
فبالتالي ليس لدينا عقدة في قبول كلام صاحبة السمو كونها امرأة حول مسألة ما محددة قد يرزقها الله تعالى فيها القول السديد استنانا بهدي نبينا وائمتنا الراشدين المهديين الذين من بعده عليه الصلاة والسلام
ومن هنا علينا ان نقرأ في الاثر التاريخي لسماحة مفتي عام المملكة وصاحبة السمو الاميرة بسمة





لقد نزحت صاحبة السمو الاميري الى الشام وهي رضيعة ونشأت فيها ودرست في لبنان وصادقت المسيحيين ووجدت ان فيهم من الاخلاق والحسنات والعبادات العقلية والملية تلك التي يشترك في العقلية منها المؤمنون والكافرون والملية منها اهل التوحيد الكوني والربوبي كأهل الكتب السماوية كما يقول شيخ الاسم
--وقد كتبت في الكراس ان الحسنات والعبادات عقلية وهي ما يشترك فيها المؤمن والكافر وملية وهو ما يختص بأهل الملل وشرعي وهو ما يختص بأهل الاسلام-.
وهو ذات الحسنات التي اشيد بها انا من خلال معرفتي عنها من خلال والدي الذي عاش مع الانجليز في عدن كما اسلفت --ولكن الاشكالية هنا اننا حينما نكتشف نوع تلك الحسنات والعبادات العقلية والملية في اليهود والنصارى وايضا في الغير دينيين نحاول وبدون احاطة ان نقوض ما يختص بالشرعي لصالح العقلي والملي-الملي اي نسبة الى الملة الابراهيمية-المختصة بعبادة الله والاعتراف ان هناك خالق واحد
اذا نحن بين اشكالية قد يقع فيها اصحاب المراد الشرعي كسماحة المفتي العام اننا وفي ظل تعظيمنا الامر والنهي الشرعي المتمثل بالنسبة لنا بالكتاب والسنة بحسب نوع الشرعة والمنهاج كمذهب وطريقة وسياسة قد ننكر ما لدى الغير شرعي بالنسبة لنا من حسنات وعبادات عقلية وملية-اي نسبة الى الملة فنظلمهم وعلى الاتجاه المغاير بالنسبة للاميرة بسمة كونها عاشت في بلاد الشام حيث النسيج الثقافي متمازج بين المسيحية والاسلام وطوائف اخرى اجتماعيا على نحو حسن ودرست في مدرسة الراهبات وعاشت في بلاد النصارى واصبح لديها علاقاتها وصداقاتها وملاحظاتها فوجدت ذلك القدر من الحسنات والعبادات العقلية والملية لهم ولكنها قد تقع في ذات الخطأ من جانب مغاير لذاك الخطا من انها تريد ان توظف ما لاحظته من صورة حسنة عنهم لتقوض المراد الشرعي المتمثل بالامر والنهي ليكون تحت المراد العقلي والملي وتحت هيمنته
-اذا لمن الهيمنة هنا
يقول تعالى
--وانزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولاتتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منك شرعة ومنهاجا-
في هذه الاية اقرار بالكتب اسابقة وبالتالي تلزم وتتضمن كل ما هو صحيح من ثقافتهم واعرافهم عقليا ومليا بل وايضا شرعيا
فهناك وصل بين الكتاب الجديد والكتب السابقة وبالتالي الثقافة الجديدة والاعراف الجديدة وكل ما هو قديم في ظل هيمنة الكتاب الجديد وهذا متفق عليه ولايختلف عليه اثنان الا من شذ ولكن الخلاف على الهيمنة ....كيف؟
ان كل اصحاب مذهب وطريقة وسياسة كشرعة ومنهاج لهم يفسرون تلك الهيمنة على انها تقصدهم هم بمذهبهم وطريقتهم وسياستهم وهنا نجد ان دور الاثر التاريخي والواقع المحيط وحال الاشخاص يلعب دورا اساسيا في شاكلة اعمالهم واقوالهم--فمثلا نجد ان من يعيش في الشام ويحتك بالنصارى وتكون له علاقات اجتماعية تجارية بينهم لن يكون بالطبع مثل ذلك الذي عاش في صحراء نجد حيث لاكنيسة ولانصراني بل ولا الوان يراها سوى الوان محددة لاتخرج عن اطار اللون الاسود والابيض لينعكس ذلك حتما على شرعته ومنهاجه كمذهب وطريقة وسياسة لايرى فيها بيننا وبين اهل الكتاب الا ثقافة الولاء والبراء والفصل والعزل والهجوم وعدم قبول اي شيء منهم وعدم الاعتراف بأن لهم حسنات عقلية وملية وايضا عبادات تكون للكل نحن وهم بينما ذلك الشخص الذي عاش معهم وبينهم يرى غير ذلك بحيث انه قد ينشا بينهموع من التغاير يحاول البعض ان يظهره على انه تناقض ليمزق وحدة الصف ويشرخ عصا الالفة والوحدة بين الامة الواحدة والاسرة والواحدة
وبالتالي سنجد انه لابد من مراعاة الاثر التاريخي والواقع المحيط وطبيعة حال الشخص قد يكون لها دورا في تشريق او تغريب تيمين واو تيسير -من اليمين واليسار-بحيث اننا قد نجد للامر الواحد موقفين نفسرهما على انهما متناقضان ولكنهما متغايريان
قال النبي صلى الله عليه وسلم-ان الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة--وذلك لما اشار الصديق رضي الله عنه باطلاق سراح اسارى بدر عقب اسرهم في معركة بدر بينما راى الفاروق رضي الله عنمها بقتلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك المقولة مدللا على انه قد يكون للموقف الواحد رأيين متغايرين وليس متناقضين يظهر فيهما دور الاثر التاريخي والواقع المحيط وحال الشخص القلبي والعقلي والنفسي المتراوح بين الشدة واللين وبين الرفض
والسماح بين المدح والذم حبا لله ولمصلحة الاسلام
اننا نفهم جيدا ما يخطط له اعداء المملكة ونفهم انهم يسعون لرسم سيناريو تغيير في المملكة يستند الى شرخ عصا وحدة الشعب الواحد والجهة الواحدة والقبيلة الواحدة والاسرة الواحدة لانهم يقرأون جيدا سنن تداول الحكم بين افراد الاسر الحاكمة على مدار التاريخ التي لاتخرج عن اطار طبيعة ثابتة واضحة ونحن نوافقهم على تلك الحتمية التي يؤكدها كتاب الله تعالى
--فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا--
سوى ان الفارق بين نظرتنا ونظرتهم انهم يريدون سيناريو يكون اكثر قربا اليهم ضمن ذلك الاطار يضمنون فيه بقاء التوازن الكوني لصالح اليهود ونحن نستعين بالله وبالتعاون مع الصالحين على ان يكون التغيير نحو الاكثر قربا للعروبة والدين الصحيح وتحرير فلسطين بأذن الله تعالى الذي يبدأ اولا كما فهمه اولئك الحكماء والعقلاء والراسخين في العلم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بتحرير بلاد الشام من اولئك الاوغاد ولو كان هذا التحرير بالكفاح المسلح من خلال تسليح الجيش السوري الحر--الامر الذي يستلزم حتما استقرار امن المملكة العربية السعوية لانها الدولة الوحيدة التي تتحمل عبء هذا الحمل الثقيل مشكورة

الاثنين، 9 أبريل 2012

الاختلاط بين البنات والبنين في مدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعة والوظائف -بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية-

بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع كلنا عن التطعيم-تطعيم الاطفال-
التطعيم ضد شلل الاطفال-الحصبه-الجذري-...الخ
اتعرفون ما الذي يدخلونه الى اجساد اطفالنا كي يكسبونهم قوة ممانعة ضد الفيروس المعني بالتحصين منه مستقبلا؟
انهم يدخلون فيروسات او نوع متصل بالفيروسات او جزء من خلايا الفيروسات المتسببة الى المرض الى اجساد الاطفال كي تقوم بمقاومتها عبر جهاز المناعة وهي بصورتها الضعيفة فتكتسب المناعة المستقبلية ضد تلك الفيروسات فيما اذا هاجمت الجسد مستقبلا
بصورتها القوية
السؤال هل هذه الفلسفة يمكن ان تكون متحققة في جوانب الحياة الاخرى؟
نعم
وكي نفهم هذه الجوانب علينا ان نفهم ان هناك علاقة بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية -بين الارادة الكونية والارادة الشرعية بين ما يحبها الله تعالى محبة رضى وبين ما يريده الله تعالى من خير وشر وحسن وقبح وسوء وفحش ويخلقه تعالى واسبابه لحكمته الكونية
لقد اقتضت الحكمة الكونية الالاهية ان يتربى موسى عليه السلام في بيت فرعون نفسه؟
الى جانب ان يكون ذلك آية ربانية ايضا وكما يفهمه العارفون كي يكتسب موسى عليه السلام المناعة من السياسة السحرية التي يحكم بها فرعون وحاشيته الارض
هناك علاقة بين معايشة او مثاربة نوع الفساد والخبث في حياة الانسان لفترة ما وقوة المناعة ضد ذلك النوع من الفساد والقدرة المتميزة على مقاومته--نفس فكرة التطعيم او التحصين الصحي كما يسمونه-ء
لازلت اتذكر ذلك الشيخ الذي كان يتعاطى المخدرات وعاش حياة الصعاليك ثم هداه الله تعالى وصار مؤثرا وثويا في مقاومة مكايد اصحاب المخدرات لانه عاش معهم وعرف حيلهم
هذه حكمة الله سبحانه وتعالى الكونية في جعل نوع من الناس يحيون او يتعاطون او يتعايشون او يقتربون الى نوع من الخبث او الفساد ثم يصطلحون فيكونون عونا للمجتمع في مقاومة حيل ذلك النوع من الخبث او الفساد لانهم اكثر الناس دراية به وبحيله
ومكايده
catch me if you can
فلم يحكي قصكة حقيقية لامريكي كان بارعا في تزوير الشيكات البنكية ثم اصطلح على يد محق امني فكان افضل عونا للمخابرات الفيدرالية في كشف التزوير البنكي في الشيكات لانه عايش وعانق نوع الخبث
يبقى السؤال هنا هل يجوز الاسلام تعاطي او التعامل او التعايش مع نوع من الخبث والفساد بالسماح به بقصد اكتساب المناعة المجتمعية من مفسدة اعظم قد تفتك بالمجتمع؟
يتعامل كثير من العلماء والفقهاء خاصة في السعودية برشاقة فقهية رائعة مع قواعد الضرورة والتلازمات بين الحسنات والسيئات والفساد والصلاح والمعروف والمنكر في الخلق والامر الا اذا كان الموضوع يختص بالمرأة فلايتعاملون معه الا وفق الفقه المتقرر عندهم بحسب النصوص الصحيحة والمتفق عليها--ومن ذلك مثلا توسعة الصفا والمروة وكثير من الفتاوى الفقهية الحكيمة التي تبين حسن فقه علماء المملكة العربية السعودية في التعامل مع حاجة الحكمة الكونية بضابط شرعي وان كان اقل قوة من ضابط اخر مراعاة للضرورة والتلازمات الكونية الواقعية الا في موضوع المرأة فلايزالون يرون بالنصوص الصحيحة التي نتفق معهم على صحتها ولكن الواقع الموجود يجعلها تتطلب واقعا اصبح من الصعوبة ايجاده ومن ذلك التواصل بين الفتيات والفتيان والرجال والنساء والشباب والشابات
ولقد فجعت حينما رأيت جوب شيخ من مغربية تقول له ان مدارس بلدنا يلزم فيها الاختلاط فهل نترك الدراسة لاجل ذلك ولايمكن توفر مدارس غير مختلطه في بلدنا فقال لها ا
--لا امركم بغير ما امر الله تعالى به بترك كل وسيلة تؤدي الى الزنا وعليك ان تدرسي بدلا عن ذلك عن بعد او عبر الانترنت--
هنا السفاهة بعينها
لقد استطاع السعوديون ان يمنعوا الاختلاط حقا بين النساء والرجال منذ نعومة الاظفار الى الشيخوخة خصوصا مع استراتيجية تأنيث الاعمال المتصلة بالنساء ولكنهم حقا لم يستطيعوا منع او حتى قطع التواصل بين النساء والرجال خلال تلك المراحل.لماذا..؟
لان هناك جوالات وغيس بوك وتويتر وياهو وهوتميل يمكن التواصل عبره الى حد المشاهدة العيانية لكل من الشخصين
اذا اصبحنا امام ذريعة لانستطيع منعها كسبب قد يؤدي الى الاختلاط من خلال اللقاء ذلك الوضع الذي يعمل العلماء هنا في السعودية على اساس النص الصحيح
--ما اجتمع رجلا وامرأة الا كان الشيطان ثالثهما--
في مثل هذه الحالات حينما يعجز المجتمع عن منع الذريعة او الاسباب المؤدية الى الخطأ مثلما هو حاصل عند العجز من منع فيروسات الحصبة او شلل الاطفال والجذري بقطعها نهائيا يلجا المجتمع الى سياسة صحية وقائية بالسماح لنوع من الخبث من اجل اكتساب مناعة ومقاومة مستقبلا ولهذا من الافضل ان تتاح الفرصة للاختلاط بين البنين والبنات في مرحلة الابتدائية ثم تتوقف في مرحلة الاعدادية والثانوية ثم يمكن اعادتها في الجامعة وقد جربنا ذلك في اليمن بحمدالله حيث وجدناه قد يشكل حالة تتوافق مع ضرورة الواقع بسبب ان قطع مثل هذا الاتصال قطعيا ينشىء جيلا ضعيفا جدا عند الاحتكاك بالطرف الاخر نظرا لانه غير معتاد عليه ولم يتعايش معه في مرحلة ما بل انه ادى في بعض الدول الى اعراض جانبية سلبية حينما لم يجد الفصيل الفصيل الاخر في مرحلة تدرجه العاطفي والجنسي فتكونت علاقات بين ذات الجنس-الاناث مع الاناث- كما نسمعه اليوم كثيرا او هزالة مقاومة الانثى لادنى عاطفة تجاه ذكر عبر النت فتقع فريسة سهلة نظرا لضعف مقاومتها تجاه الطرف الاخر -
والحجة التي يحتج بها بعض الاخوة من قياس الاختلاط على المجتمعات الغربية باطلاقيته لايصح لانهم يجب ان يقيسوه على الدول الاسلامية التي لايزال يعمل فيها بالاختلاط كمصر والمغرب وسوريا في بعض مراحل التعليم والوظائف --ولانسمع عن مثل الانحرافات كالتي موجودة في الغرب بل انها تكاد تماثل الانحرافات تلك الموجود مثلا في المجتمع السعودي
اخيرا ومن اجل الانصاف في اظهار الرأي المخالف
استشرت اختي المدرسة كونها قد خبرت هذا الامر عيانا ولكنها لم تؤيد وجهة نظري تماما وترى بأن الاختلاط سببا للمشاكل ولكن لي قياسي الذي اجده موافقا للضرورة وان كانت ترى هي بحسب تجربتها في المدرسة في اليمن لمرحلة الابتدائية بقياسها ذاك ان الاختلاط له اثار سلبية ولكن من الحكمة ان ينقل الانسان الرأي المخالف له وان كان من اقرب المقربين له ودمتم-والله اعلم-ء