سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

من هو المصيب سماحة مفتي عام المملكة عبدالعزيز ال الشيخ أم صاحبة السمو الاميرة بسمة بنت سعود حفظهما الله؟

http://www.facebook.com/note.php?note_id=206318699481743
بسم الله الرحمن الرحيم

اكتسبت جزء من شخصية والدي الطبعية تلك التي فيما يبدوا انها تأثرت بثقافة الانجليز الذي عمل لديهم وهو في الثانية عشر من عمره حينما نزل من ريف جنوب اليمن الى عدن ولمدة 27عاما تقريبا --تلك الشخصية التي تراعي في اراء الناس واقوالهم ثلاثة اشياء
الآثر التاريخي للشخص
الواقع المحيط بالشخص
الحال الذي عليه الشخص
بحيث انك اذا عرفت فلسفة هذه الابعاد الثلاثة لارحت نفسك كثيرا تجاه الاراء والاقوال التي يطرحها كل طرف حول امر ما ولعرفت باعتبار الثلاثة المحاور تلك انه قد لايكون هناك خلافا من اصله بين طرفين او عدة اطراف ولكن لكل واحد من الاطراف نقاط وقيم على احدى تلك المحاور
محور الاثر التاريخي
محور الواقع المحيط
محور الحال
فتعززت دالة تلك القيم على احدى المحاور مكونة شكل دالي للشخص تجعله يميل الى هذا الرأي او ذاك بينما مثلا اذا قمنا بتغيير او تجديد دور احدى او اثنين او كل تلك المحاور في حياة الشخص من خلال التعليم والتفهيم وادخاله في واقع اجتماعي جديد يقتضي حالا قلبيا او نفسيا او عقليا جديدا سيكون له رأيا مغايرا او ربما مخالفا لما كان عليه سابقا
ان الاثر التاريخي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم-ما من مولود يولد الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه--الحديث .فبطبيعة الحال ان الدور الاسري والبيئي على مستوى الحارة والمدرسة والبلدة بثقافة اهلها بجغرافيتها وما تحتويه مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم -الكبر والخيلاء في اهل الابل والوقار والسكينة في اهل الغنم-كل تلك العوامل التاريخية التي عايشها الشخص من المهد الى الفتوة والشباب والرجولة والشيخوخة ستشكل حتما دورا محوريا في صقل جوانب معينة في حياة الشخص اذا لم يدخل عليها عوامل تمحوها او تنسخها او تبدلها او تهذبها
قال تعالى
-ما ننسخ من اية او ننسها ناتي بخير منها او مثلها--
-يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب--
فمن سنن الله تعالى الكونية في الخلق والامر المحو والاثبات والانساء والنسخ والتبديل والتجديد بل وايضا الشرعية
وازاء ذلك علينا ان لاننظر فيما تجرحه صاحبة السمو بسمة على سماحة المفتي على انه جاء من امرأة مقابل رجل فبالتالي تصبح النتيجة لصالح الرجل لمجرد ذلك القياس الظالم لان عمر بن الخطاب
--اصابت امرأة واخطأ عمر-
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
---ان هذه القصه دليل على كما ل وفضل عمر ودينه وتقواه ورجوعه الى الحق اذا تبين له وانه يقبل الحق حتى من امرأة ويتواضع له ---الى ان قال--وليس من شرط الافضل ان لاينبهه المفضول لامر من الامور فقد قال الهدهد لسليمان--احطت بما لم تحط به--وقال موسى للخضر-هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا--منهاج السنة 6-76..
77
فبالتالي ليس لدينا عقدة في قبول كلام صاحبة السمو كونها امرأة حول مسألة ما محددة قد يرزقها الله تعالى فيها القول السديد استنانا بهدي نبينا وائمتنا الراشدين المهديين الذين من بعده عليه الصلاة والسلام
ومن هنا علينا ان نقرأ في الاثر التاريخي لسماحة مفتي عام المملكة وصاحبة السمو الاميرة بسمة





لقد نزحت صاحبة السمو الاميري الى الشام وهي رضيعة ونشأت فيها ودرست في لبنان وصادقت المسيحيين ووجدت ان فيهم من الاخلاق والحسنات والعبادات العقلية والملية تلك التي يشترك في العقلية منها المؤمنون والكافرون والملية منها اهل التوحيد الكوني والربوبي كأهل الكتب السماوية كما يقول شيخ الاسم
--وقد كتبت في الكراس ان الحسنات والعبادات عقلية وهي ما يشترك فيها المؤمن والكافر وملية وهو ما يختص بأهل الملل وشرعي وهو ما يختص بأهل الاسلام-.
وهو ذات الحسنات التي اشيد بها انا من خلال معرفتي عنها من خلال والدي الذي عاش مع الانجليز في عدن كما اسلفت --ولكن الاشكالية هنا اننا حينما نكتشف نوع تلك الحسنات والعبادات العقلية والملية في اليهود والنصارى وايضا في الغير دينيين نحاول وبدون احاطة ان نقوض ما يختص بالشرعي لصالح العقلي والملي-الملي اي نسبة الى الملة الابراهيمية-المختصة بعبادة الله والاعتراف ان هناك خالق واحد
اذا نحن بين اشكالية قد يقع فيها اصحاب المراد الشرعي كسماحة المفتي العام اننا وفي ظل تعظيمنا الامر والنهي الشرعي المتمثل بالنسبة لنا بالكتاب والسنة بحسب نوع الشرعة والمنهاج كمذهب وطريقة وسياسة قد ننكر ما لدى الغير شرعي بالنسبة لنا من حسنات وعبادات عقلية وملية-اي نسبة الى الملة فنظلمهم وعلى الاتجاه المغاير بالنسبة للاميرة بسمة كونها عاشت في بلاد الشام حيث النسيج الثقافي متمازج بين المسيحية والاسلام وطوائف اخرى اجتماعيا على نحو حسن ودرست في مدرسة الراهبات وعاشت في بلاد النصارى واصبح لديها علاقاتها وصداقاتها وملاحظاتها فوجدت ذلك القدر من الحسنات والعبادات العقلية والملية لهم ولكنها قد تقع في ذات الخطأ من جانب مغاير لذاك الخطا من انها تريد ان توظف ما لاحظته من صورة حسنة عنهم لتقوض المراد الشرعي المتمثل بالامر والنهي ليكون تحت المراد العقلي والملي وتحت هيمنته
-اذا لمن الهيمنة هنا
يقول تعالى
--وانزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولاتتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منك شرعة ومنهاجا-
في هذه الاية اقرار بالكتب اسابقة وبالتالي تلزم وتتضمن كل ما هو صحيح من ثقافتهم واعرافهم عقليا ومليا بل وايضا شرعيا
فهناك وصل بين الكتاب الجديد والكتب السابقة وبالتالي الثقافة الجديدة والاعراف الجديدة وكل ما هو قديم في ظل هيمنة الكتاب الجديد وهذا متفق عليه ولايختلف عليه اثنان الا من شذ ولكن الخلاف على الهيمنة ....كيف؟
ان كل اصحاب مذهب وطريقة وسياسة كشرعة ومنهاج لهم يفسرون تلك الهيمنة على انها تقصدهم هم بمذهبهم وطريقتهم وسياستهم وهنا نجد ان دور الاثر التاريخي والواقع المحيط وحال الاشخاص يلعب دورا اساسيا في شاكلة اعمالهم واقوالهم--فمثلا نجد ان من يعيش في الشام ويحتك بالنصارى وتكون له علاقات اجتماعية تجارية بينهم لن يكون بالطبع مثل ذلك الذي عاش في صحراء نجد حيث لاكنيسة ولانصراني بل ولا الوان يراها سوى الوان محددة لاتخرج عن اطار اللون الاسود والابيض لينعكس ذلك حتما على شرعته ومنهاجه كمذهب وطريقة وسياسة لايرى فيها بيننا وبين اهل الكتاب الا ثقافة الولاء والبراء والفصل والعزل والهجوم وعدم قبول اي شيء منهم وعدم الاعتراف بأن لهم حسنات عقلية وملية وايضا عبادات تكون للكل نحن وهم بينما ذلك الشخص الذي عاش معهم وبينهم يرى غير ذلك بحيث انه قد ينشا بينهموع من التغاير يحاول البعض ان يظهره على انه تناقض ليمزق وحدة الصف ويشرخ عصا الالفة والوحدة بين الامة الواحدة والاسرة والواحدة
وبالتالي سنجد انه لابد من مراعاة الاثر التاريخي والواقع المحيط وطبيعة حال الشخص قد يكون لها دورا في تشريق او تغريب تيمين واو تيسير -من اليمين واليسار-بحيث اننا قد نجد للامر الواحد موقفين نفسرهما على انهما متناقضان ولكنهما متغايريان
قال النبي صلى الله عليه وسلم-ان الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة--وذلك لما اشار الصديق رضي الله عنه باطلاق سراح اسارى بدر عقب اسرهم في معركة بدر بينما راى الفاروق رضي الله عنمها بقتلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك المقولة مدللا على انه قد يكون للموقف الواحد رأيين متغايرين وليس متناقضين يظهر فيهما دور الاثر التاريخي والواقع المحيط وحال الشخص القلبي والعقلي والنفسي المتراوح بين الشدة واللين وبين الرفض
والسماح بين المدح والذم حبا لله ولمصلحة الاسلام
اننا نفهم جيدا ما يخطط له اعداء المملكة ونفهم انهم يسعون لرسم سيناريو تغيير في المملكة يستند الى شرخ عصا وحدة الشعب الواحد والجهة الواحدة والقبيلة الواحدة والاسرة الواحدة لانهم يقرأون جيدا سنن تداول الحكم بين افراد الاسر الحاكمة على مدار التاريخ التي لاتخرج عن اطار طبيعة ثابتة واضحة ونحن نوافقهم على تلك الحتمية التي يؤكدها كتاب الله تعالى
--فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا--
سوى ان الفارق بين نظرتنا ونظرتهم انهم يريدون سيناريو يكون اكثر قربا اليهم ضمن ذلك الاطار يضمنون فيه بقاء التوازن الكوني لصالح اليهود ونحن نستعين بالله وبالتعاون مع الصالحين على ان يكون التغيير نحو الاكثر قربا للعروبة والدين الصحيح وتحرير فلسطين بأذن الله تعالى الذي يبدأ اولا كما فهمه اولئك الحكماء والعقلاء والراسخين في العلم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بتحرير بلاد الشام من اولئك الاوغاد ولو كان هذا التحرير بالكفاح المسلح من خلال تسليح الجيش السوري الحر--الامر الذي يستلزم حتما استقرار امن المملكة العربية السعوية لانها الدولة الوحيدة التي تتحمل عبء هذا الحمل الثقيل مشكورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق