سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الاثنين، 9 أبريل 2012

الاختلاط بين البنات والبنين في مدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعة والوظائف -بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية-

بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع كلنا عن التطعيم-تطعيم الاطفال-
التطعيم ضد شلل الاطفال-الحصبه-الجذري-...الخ
اتعرفون ما الذي يدخلونه الى اجساد اطفالنا كي يكسبونهم قوة ممانعة ضد الفيروس المعني بالتحصين منه مستقبلا؟
انهم يدخلون فيروسات او نوع متصل بالفيروسات او جزء من خلايا الفيروسات المتسببة الى المرض الى اجساد الاطفال كي تقوم بمقاومتها عبر جهاز المناعة وهي بصورتها الضعيفة فتكتسب المناعة المستقبلية ضد تلك الفيروسات فيما اذا هاجمت الجسد مستقبلا
بصورتها القوية
السؤال هل هذه الفلسفة يمكن ان تكون متحققة في جوانب الحياة الاخرى؟
نعم
وكي نفهم هذه الجوانب علينا ان نفهم ان هناك علاقة بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية -بين الارادة الكونية والارادة الشرعية بين ما يحبها الله تعالى محبة رضى وبين ما يريده الله تعالى من خير وشر وحسن وقبح وسوء وفحش ويخلقه تعالى واسبابه لحكمته الكونية
لقد اقتضت الحكمة الكونية الالاهية ان يتربى موسى عليه السلام في بيت فرعون نفسه؟
الى جانب ان يكون ذلك آية ربانية ايضا وكما يفهمه العارفون كي يكتسب موسى عليه السلام المناعة من السياسة السحرية التي يحكم بها فرعون وحاشيته الارض
هناك علاقة بين معايشة او مثاربة نوع الفساد والخبث في حياة الانسان لفترة ما وقوة المناعة ضد ذلك النوع من الفساد والقدرة المتميزة على مقاومته--نفس فكرة التطعيم او التحصين الصحي كما يسمونه-ء
لازلت اتذكر ذلك الشيخ الذي كان يتعاطى المخدرات وعاش حياة الصعاليك ثم هداه الله تعالى وصار مؤثرا وثويا في مقاومة مكايد اصحاب المخدرات لانه عاش معهم وعرف حيلهم
هذه حكمة الله سبحانه وتعالى الكونية في جعل نوع من الناس يحيون او يتعاطون او يتعايشون او يقتربون الى نوع من الخبث او الفساد ثم يصطلحون فيكونون عونا للمجتمع في مقاومة حيل ذلك النوع من الخبث او الفساد لانهم اكثر الناس دراية به وبحيله
ومكايده
catch me if you can
فلم يحكي قصكة حقيقية لامريكي كان بارعا في تزوير الشيكات البنكية ثم اصطلح على يد محق امني فكان افضل عونا للمخابرات الفيدرالية في كشف التزوير البنكي في الشيكات لانه عايش وعانق نوع الخبث
يبقى السؤال هنا هل يجوز الاسلام تعاطي او التعامل او التعايش مع نوع من الخبث والفساد بالسماح به بقصد اكتساب المناعة المجتمعية من مفسدة اعظم قد تفتك بالمجتمع؟
يتعامل كثير من العلماء والفقهاء خاصة في السعودية برشاقة فقهية رائعة مع قواعد الضرورة والتلازمات بين الحسنات والسيئات والفساد والصلاح والمعروف والمنكر في الخلق والامر الا اذا كان الموضوع يختص بالمرأة فلايتعاملون معه الا وفق الفقه المتقرر عندهم بحسب النصوص الصحيحة والمتفق عليها--ومن ذلك مثلا توسعة الصفا والمروة وكثير من الفتاوى الفقهية الحكيمة التي تبين حسن فقه علماء المملكة العربية السعودية في التعامل مع حاجة الحكمة الكونية بضابط شرعي وان كان اقل قوة من ضابط اخر مراعاة للضرورة والتلازمات الكونية الواقعية الا في موضوع المرأة فلايزالون يرون بالنصوص الصحيحة التي نتفق معهم على صحتها ولكن الواقع الموجود يجعلها تتطلب واقعا اصبح من الصعوبة ايجاده ومن ذلك التواصل بين الفتيات والفتيان والرجال والنساء والشباب والشابات
ولقد فجعت حينما رأيت جوب شيخ من مغربية تقول له ان مدارس بلدنا يلزم فيها الاختلاط فهل نترك الدراسة لاجل ذلك ولايمكن توفر مدارس غير مختلطه في بلدنا فقال لها ا
--لا امركم بغير ما امر الله تعالى به بترك كل وسيلة تؤدي الى الزنا وعليك ان تدرسي بدلا عن ذلك عن بعد او عبر الانترنت--
هنا السفاهة بعينها
لقد استطاع السعوديون ان يمنعوا الاختلاط حقا بين النساء والرجال منذ نعومة الاظفار الى الشيخوخة خصوصا مع استراتيجية تأنيث الاعمال المتصلة بالنساء ولكنهم حقا لم يستطيعوا منع او حتى قطع التواصل بين النساء والرجال خلال تلك المراحل.لماذا..؟
لان هناك جوالات وغيس بوك وتويتر وياهو وهوتميل يمكن التواصل عبره الى حد المشاهدة العيانية لكل من الشخصين
اذا اصبحنا امام ذريعة لانستطيع منعها كسبب قد يؤدي الى الاختلاط من خلال اللقاء ذلك الوضع الذي يعمل العلماء هنا في السعودية على اساس النص الصحيح
--ما اجتمع رجلا وامرأة الا كان الشيطان ثالثهما--
في مثل هذه الحالات حينما يعجز المجتمع عن منع الذريعة او الاسباب المؤدية الى الخطأ مثلما هو حاصل عند العجز من منع فيروسات الحصبة او شلل الاطفال والجذري بقطعها نهائيا يلجا المجتمع الى سياسة صحية وقائية بالسماح لنوع من الخبث من اجل اكتساب مناعة ومقاومة مستقبلا ولهذا من الافضل ان تتاح الفرصة للاختلاط بين البنين والبنات في مرحلة الابتدائية ثم تتوقف في مرحلة الاعدادية والثانوية ثم يمكن اعادتها في الجامعة وقد جربنا ذلك في اليمن بحمدالله حيث وجدناه قد يشكل حالة تتوافق مع ضرورة الواقع بسبب ان قطع مثل هذا الاتصال قطعيا ينشىء جيلا ضعيفا جدا عند الاحتكاك بالطرف الاخر نظرا لانه غير معتاد عليه ولم يتعايش معه في مرحلة ما بل انه ادى في بعض الدول الى اعراض جانبية سلبية حينما لم يجد الفصيل الفصيل الاخر في مرحلة تدرجه العاطفي والجنسي فتكونت علاقات بين ذات الجنس-الاناث مع الاناث- كما نسمعه اليوم كثيرا او هزالة مقاومة الانثى لادنى عاطفة تجاه ذكر عبر النت فتقع فريسة سهلة نظرا لضعف مقاومتها تجاه الطرف الاخر -
والحجة التي يحتج بها بعض الاخوة من قياس الاختلاط على المجتمعات الغربية باطلاقيته لايصح لانهم يجب ان يقيسوه على الدول الاسلامية التي لايزال يعمل فيها بالاختلاط كمصر والمغرب وسوريا في بعض مراحل التعليم والوظائف --ولانسمع عن مثل الانحرافات كالتي موجودة في الغرب بل انها تكاد تماثل الانحرافات تلك الموجود مثلا في المجتمع السعودي
اخيرا ومن اجل الانصاف في اظهار الرأي المخالف
استشرت اختي المدرسة كونها قد خبرت هذا الامر عيانا ولكنها لم تؤيد وجهة نظري تماما وترى بأن الاختلاط سببا للمشاكل ولكن لي قياسي الذي اجده موافقا للضرورة وان كانت ترى هي بحسب تجربتها في المدرسة في اليمن لمرحلة الابتدائية بقياسها ذاك ان الاختلاط له اثار سلبية ولكن من الحكمة ان ينقل الانسان الرأي المخالف له وان كان من اقرب المقربين له ودمتم-والله اعلم-ء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق