بسم الله الرحمن الرحيم
يتفق الكل اليوم على ان الخبر الذي هو الكلام عبر الصحافة او التلفاز او النت او غيره من وسائل الاتصال التي تستقبل الخبر وتعرضه يشكل البعد الاساسي في تكوين الثقافة البشرية التي تفرز من خلاله الحب والكره والتعاطف والتباغض بناءا على ذلك الخبر
لقد كانت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم هو الخبر من السماء -اي الكلام- ليس عصا ولا طب ولا سيطرة على جن بل خبر عبارة عن كلام اسمه القران
ولاهمية الخبر كمعجزة اخيرة لاخر نبي يرسله الله تعالى الى البشر كان لابد من ظهور اعداء لهذا الخبر بتكذيبه وفشل ثم تحول الى تحريفه وتدليسه فكان لابد من ان يظهر علم المحافظة على دقة الخبر ونقل الخبر ....لماذا؟
ان دقة الخبر وصحته يعني انك ستحدد الاجراء القولي والفعلي على اساس ذلك الخبر ...يعني انك وعلى اساس هذا الخبر ستبني استراتيجية معينة وسياسة معينة وثقافة معينة تعني من تحب ومن تكره وكيف تحب وكيف تكره ولماذا ومتى واين تحب وتكره
ان الحكام الذين يحكمون اعظم دول العالم مع التوسع الكبير في عدد السكان والنشاطات والتغيرات صاروا يعتمدون في سياساتهم بل وقراراتهم على اساس دقة وصحة الاخبار التي تصل اليهم عبر الاجهزة المعنية لمتابعة الاخبار وتسجيل الاخبار وتدقيق الاخبار وترجيح الاخبار وتفنيد الاخبار في كل جوانب الحياة ..في السياسة في الاقتصاد في الرياضة في السلم في الحرب
هل استطعتم ان تتفهموا الفرق بين دين السعودية ودين ايران؟
انه الخبر
دقة الخبر
صحة الخبر
ادركتم اهمية الخبر
ادركتم انها معجزة لاخر نبي
ادركتم اثر الخبر في حياتنا
ادركتم ضرورة وجود علم يضمن دقة الخبر نقلا وتفسيرا
مرة اخرى هل فهمتم الفرق بين دين السعودية ودين ايران؟نقل الخبر دقة وصحة
تفسير الخبرعلى اساس دلالات دقة وصحة الخبر
عن عائشة رضي الله عنها قالت
--كنا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه تقدموا فتقدموا ثم قال لها سابقيني فسبقته ثم سافرت معه اخرى فقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه تقدموا فتقدموا وكان قد ارهقني اللحم --سابقيني فسبقني فقال صلى الله عليه وسلم هذه بتلك
لازلت اتذكر صديقا صنعانيا من بيت حميد الدين .. -شيعيا-كان يقول لي
-اما تستحوا انتم ياشوافع ياسنة حينما تسردون هذا الحديث وتجعلون اعظم رجل في العالم حكمة وعلم وفهم ونضوج يسابق امرأة هي زوجته الصغيرة ..هكذا مثل الصغار . ...فيطلب من اصحابه الشيوخ والرجال ان يتقدموهما مسافة كي يسابق زوجته الصغيرة...الم تفكروا ياأهل السنة ان هذا الكلام غير معقول وانه لابد ان يكون هذا الحديث غير صحيح لانه يخالف العقل من رجل عظيم في الستينات من عمره يسابق زوجته الصغيرة كفعل الشباب الطائشين--هذا هو جوهر كلام صديقي الصنعاني الشيعي
ونحن اذ نعيب على الشيعة تصورهم للنموذج القدوة ذلك التصور الزرادشتي للحكيم او الامام المطلق المعصوم ..كوننا نعرف ان تصورهم هذا نابع من ثقافتهم للنموذج القدوة المنحدر من اللاصول الثقافية الفارسية للنموذج البشري التي تصور الحكيم او النموذج على انه ذلك الرمز الذي تكون صفاته وسلوكياته غير البشر ..وانت تجد اثر هذا العرف الفارسي واضحا حينما تقدم السينما الايرانية بعض الافلام عن الائمة فلايعرضون صورهم بل يضعون هالة نورية على وجوههم بحيث لايمكن للمشاهد ان يرى صورة الممثل الذي يقدم دور الامام ابدا من بداية الفلم او المسلسل بل يرى ثمة هالة نورية تغطي وجه الممثل تعظيما لشأن الامام الذي يعظمونه وعصمته ونموذجه فوق مكانة النبي وهو ما يتضح تماما حينما تشاهد المسلسل عن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام الذي جعلوا وجه الممثل يظهر واضحا بينما حينما شاهدت لهم بعض المسلسلات عن الاائمة فلايظهرون وجه الممثل بل يجعلون هالة نورية تغطي وجه الممثل تشريفا وتقديسا للامام
ونحن اذ نعيب ذلك العرض الفارسي المنعكس من ثقافاتهم الفارسية للامام وعنه وحوله الذي يريدون من خلاله تعجيم هويتنا العربية نحو الفرسية
سوى اننا اليوم نعاني في بعض الدول الاسلامية السنية التي قدمت لنا الصورة الصحيحة للنموذج القدوة كعالم او كشيخ او كا امام ومنها المملكة العربية السعودية تلك الدولة التي انفردت ولله الحمد منذ تأسيسها بأنها الدولة الوحيدة كادت ان تنفرد بتقديمها النموذج للقدوة والامام والشيخ وفق تصور قدر له ان يكون الاصح من بين التصورات التي يقدمها الاخرون
ولكن هناك من يريد ان يقول ان هذا التصور
هو نفسه غير قابل للتجديد والتبديل والتحويل وبالتالي التطوير...كيف؟
ان المشكلة بيننا وبين رموز هذا التصور للنموذج القدوة يكمن في ان فريق منا نحن حينما فهم ان التحولات المصاحبة لثورة الاتصالات والاعلام والنت تلك التي اوجبت تشكيلا نفسيا بل وعقليا في شخصيات الناس اليوم يستوجب تعديل الوسائل للوصول الى الغايات..بحيث انه لابد من مراعاة تلك التحولات النفسية في شخصيات الجيل الجديد ممتا يستدعي علينا كمسؤولون على عقيدة الناس وتصورهم الصحيح للعقيدة هذه..ان نفهم ان هناك من يريد ان يهدم التصور الصحيح للعقيدة ذلك المتفق عليه بحجة انه
تصورا سعوديا نجديا وعلى وجه التفصيل قصيميا..بينما نعرف ان هذا التصور كان اعلامه ليس من نجد ولا من القصيم فكتب العقيدة الاصلية جل رموزها كانوا من بلاد العراق والشام--ابن القيم وابن تيمية الحراني والمقدسي واحمد بن حنبل والشافعي ...ولكن هناك من يخفي حنقه من العقيدة الصحيحة التي تاسست عليها السعودية منذ اول يوم وباتت سمة لملوكها يدعون لها ويروجون لها وينشرونها بين اصقاع العالم مصورا للعالم ان هذه العقيدة هي عقيدة سعودية نجدية ليس لها علاقة بالاسلام الوسطي بينما كلنا يعرف من خلال قراءة كتب العقيدة الاصلية مثل لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية والطحاوية واقتضاء الصراط المستقيم ....بل اننا سنجد ان كل المؤلفات التي الفها فيما بعد علماء المملكة العربية السعودية لم تخرج عن الاسس والمفاهيم لتلك الكتب التي وضعها علماء ليسوا من السعودية ليتضح لنا عمق تلك المؤامرة التي يرددها البعض بتصوير الدين الذي عليه المملكة العربية السعودية على انه دينا نجديا فصله ملوك ال سعود ليبقوا على الملك
ولكن هؤلا ء الحاقدين على دور السعودية القديم الجديد في نشر الدين الصحيح وانتبه معي هنا ايها القارىء وايتها القارئة لعبارة-الدين الصحيح-الذي نقصد به نشر الدين وفق علم الاسناد والرجال في الاسناد لنقل الاخبار والاحاديث والروايات ..اي ببساطة حينما يقول لك شخص خبر ما نقول له ومن اين اتيت به ومن قاله لك وكيف حال الذي قاله لك وما الدليل على ان هذا الشخص قد قاله لك وهل معك ما يؤكد ان هذا الشخص قد قاله لك وكيف نتأكد ان هذا الشخص قد قاله لك من كان معكم هل هناك شهود...الخ
هذا هو جوهر علم الاسناد الذي يبحث في دقة وصحة نقل الخبر...لماذا؟
انتم تقولون ان الاعلام اليوم هو الذي يشكل رأي الناس غضبهم سخطهم تعاطفهم ولاءهم حبهم كرههم...وبالتالي يتم صنع القضية وصنع الظالم والمظلوم وبالنتالي تعاطف الناس مع المظلوم وكرههم للظالم من خلال الاخبار ..فلماذا حينما نقول لكم ان دين السعودية الذي هو دين المسلمين الصحيح في اصوله وليس في كل فروعه لانها بمحل الاجتهاد قائم على الخبر ونقل الخبر وعلم نقل الخبر ...المضاد لدين ايران القائم على التدليس في نقل الخبر والتأليف في نقل الخبر ....هذا هو دين ايران والا بالله عليكم كيف يمكن تصديق خبر سمعته والله بأذني من احد دعاتهم على شاشة احدى قنواتهم من ان حليمة السعدية لم ترضع النبي صلى الله عليه وسلم كما تم نقل هذا الخبر لنا بل انه كما يقول قد اجرى الله تعالى بقدرته اللبن من ضرع عمه ابي طالب ليرضعه عليه الصلاة والسلام ..هذا هو دين ايران التدليس في نقل الخبر..والسعودية التدقيق في نقل الخبر
لايستطيع الايرانيون اتهام السعودية بالعنصرية النجدية او العربية لان البخاري ومسلم والترمذي....وغيرهم من علماء تخصصوا في البحث بنقل الخبر ليسوا عرب ولا من بلاد نجد بل من بخاره وغيرها من تلك الدول--انه اذا اردت ان تعرف التضادية الكونية القطبية في الخلق والامر بين الناس المدلسين والناس المدققين في نقل الاخبار وكلهم ليسوا من العرب...لانه ليس من عرف وثقافة العرب اللعب على صحة ودقة الاخبار للوصول الى المآرب بل هذا من عرف اليهود والعجم الفرس
انني اريد ان افهم بعض الذين يكررون الهجوم على المؤسسة الدينية السعودية بلوازم لكلامهم على انها مؤسسة بمفاهيم واسس دخيلة على الدين الوسطي تخص الاسرة المالكة بشكل خاص والنجديون بشكل عام
وبالتالي نعود الى ان هذا الفريق منا نحن الذي حينما عاين ثورة التحولات تلك الداعية الى ثورة تجديدية في عرض الدين ظن ان الدين الموجود ليس هو الدين فدخل بدون ان يعلم او ربما يفهم ضمن اطار أجندة اعداء الدين الصحيح ومعاقله واهمها المملكة العربية السعودية ولكن في المقابل ......؟؟؟
علماء دين السعودية ازاء هذه الاشكالية المتمثلة في نشر ثقافة مفادها تخفي الحقد على دقة الخبر وصحته ذلك الذي تأسست عليه السعودية ويروجون لها بكون هذا الدين يخص السعودية والاسرة المالكة كي تظل قابعة على ملك جزيرة العرب باسم دقة وصحة الخبر مما يستدعي الانقلاب على الاسرة ودينها لانه ليس دين المسلمين عامة بل هو دين اسرة كما يتم النرويج له مع انه على اسوأ الاحتمال سنكون بين خيارين
احدهما
اسرة عربية بنت ملكها على اساس ثقافة دقة وصحة الخبر كي تبقى باسمه على الحكم وهم السعوديون
والثاني
اسرة-اي ال البيت الفارسي-المنحدرين من نسل الحسين رضي الله عنه من زوجته الفارسية التي يخصون منها الائمة دون الاخريات العربيات وتريد ان تحكم ايضا ولكن على اساس عدم دقة وصحة الخبر
ليظهر لنا بحسب قاعدة التفاضل بين السوء والشر ان الاسرة التي تجعل من دقة الخبر وصحته كذريعة لحكمها واستمرارها بالحكم افضل من الاسرة التي تريد ان تحكم ايضا ولكن على اساس عدم دقة وصحة الخبر
فعلماء السعودية هنا يكادوا يكونوا قد انقسموا الى
قسم جعل من ثقافة دقة وصحة الخبر كقاعدة تاريخية يجب ان تستمر في الامة الاسلامية ولو بقليل من التنازلات والتحولات في الاشياء التي هي بمحل الفروع والاجتهاديات
وقسم جعل من فروعه واجتهاداته التي انبنت على اساسها شاكلته المستمدة من بيئته وثقافتها الجهوية سواء اكانت جهة نجد او القصيم بمثابة الاصل الثابت للكل مخفيا تعنصره وتحزبه لجهته وثقافته البيئية يريد ان يقول للناس لست الاعرابي الذي تتحدثون عنه بل انا الامام وانا المصلح وانا الداعية الابدي ..ولسان حاله ذات لسان حال الشيعة الذين يريدون ان يحصروا الفهم والتمكين في اسرة وفريق ونسل وربما جهات معينة من الكرة الارضية
ان هذا الفريق حقا هو جوهر المشكلة في المملكة العربية السعودية بفهمه هذا الذي يريد ان يقول انه غير قابل للتطوير غير قابل للتجديد ذات النواقض العشرة التي ذكرها الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والذي احداها قد انتج لنا ايدلوجية القاعدة وهو ناقض --المظاهرة والمعاونة--ليجعل الاسلام والمسلمين في حلقات ضيقة احسنها ان الناس كلهم بناءا على اساس الجبرية اليوم في العلاقات الشرقية الغربية الاسلامية الغير اسلامية قد اصبحوا مرتدين بسبب حلقات الجبرية تلك التي تنبني بفعل العلاقات بين الكفار والمسلمين
هذا الفريق يصر على العديد من حكام المملكة العربية السعودية على انه من مكن لهم الملك والحكم طالما انهم ملتزمون بفهمه للدين وليس في بعض الاحيان فهم السلف الذي يتحججون به ونتفق معهم على صحة القاعدة هذه في مجال العقائد ..ويصر على ان اي تحول عنه يقتضي نهاية المملكة العربية السعودية جاعلا من فهمه الحرفي على اساس دلالة الظاهر كثيرا والمطابقة غالبا متغافلا عن كثير من ممارسات باتت غير مقبولة في مجال حقوق البشر اليوم غير مراعيا معايير الواقع التي باتت بحاجة الى موافقة ومواكبة تلك التي فهمها الفريق الحكيم من السعوديون انفسهم ورائدهم في ذلك المجدد الشيخ -سلمان العودة حفظه الله-الذي سطر بحكمته قاعدة اصلية يريد بها الحفاظ على الدين الصحيح بقاعدته التاريخية المنبنية على اساس دقة وصحة الخبر ولو بقليل من الموافقة للحاجة الواقعية للتحولات العصرية تلك التي جعلت السعودية في نظر الاخرين متأخرة في ميدان حقوق البشر ...وحينما ادرك الفريق المعادي لهذين الفريقين تاريخيا واقصد به المخالف لنا في العقيدة قفز الى تغذية هذا التغاير مظهرا اياه على انه تناقض يريد به الفتك بوحدة العرب في اكبر مساحة لدولة اسلامية تشكل عبئا على اجندته التاريخية الخبيثة
اقولها بكل صراحة
ان امن المملكة ووحدتها بات لمصلحتنا ككل وهذه قاعدة اصلية عندنا..ولكن ذلك لايمكن ان يجعلنا مداهنين لامراء يريدون ان يجعلوا من دين طائفة وفهم طائفة واجتهاد طائفة بمثابة الفهم والدين والاجتهاد القطعي للكل في ظل تنامي الوعي الباطني السعودي مجملا ضد هذه الازدواجية والانفصامية ...تلك التي نشاهدها هنا وهناك على شكل تعليقات ونكات ساخرة وهزليات ضاحكة ليستفيد منها الحاقد لنا جميعا مغذيا ياها لتصل الى نقطة يصبح فيها الواحد من الكل يريد الانتقام لنفسه اكثر من الانتصار للدين
ان السعوديون لايحبون ان يتكلم احد في شؤونهم غير سعودي ..هذا ما يقوله لي بعض الاصدقاء السعوديين الذي يقرأون لي ويقولونها لي بطريقة الضحك
--ويش دخلك يايماني بيننا--
ليجعلوا انفسهم في تناقض ملحوظ فهم في نفس الوقت الذي يقولون لنا ان هذا الدين ليس دين السعودية وليس دين جهة معينة في السعودية بل هو دين المسلمين فتقوم بدورك اللازم بالنصيحة فيقفزون اليك ليقولوا لك وما دخلك بموضوع سعودي ليخرجوا ما يكتموه البعض من ثقافة ويروجه البعض عنهم من ان هذا الدين هو دين اسرة او دين جهة في السعودية
ان دين السعودية هو دين الدقة في الخبر وصحة الخبر ونقل الخبر..وطالما ميزها عن الدول الاخرى بل وانتقلت هذه الثقافة الى بقية هذه الدول وهو يختلف عن ايران المعتمدة في دينها على عدم الدقة في نقل الخبر ولكن الحاجة باتت اليوم على السعودية ان تنتقل الى مستوى من العالمية الاسلامية التي تكسب اكبر قدر من التعاطف والموالاة والحب مما يعني مزيد من التحولات الوسطية الاعتدالية للدين بعالميته الاسلامية وليس بدين طائفة معينة تريد ان تدخل العالم الاسلامي في بوتقتها الضيقة ودائرتها الصغيرة بحجة ان مفهومها وةاجتهادها هو المطلق في الفهم والاجتهاد--
ان السعودية اليوم باتت بمحل من القدر الكبير والحيوي في حياة المسلمين عامة الذين سيدافعون عنها حبا في اسسها الحكيمة تلك التي تدل في طياتها على انها قابلة للتجديد والتطوير لتحتل السعودية مستوى من العالمية الاسلامية ليس بنفطها واموالها فقط بل بتحولاتها المتجددة والمواكبة للتحولات التي حولها
يتفق الكل اليوم على ان الخبر الذي هو الكلام عبر الصحافة او التلفاز او النت او غيره من وسائل الاتصال التي تستقبل الخبر وتعرضه يشكل البعد الاساسي في تكوين الثقافة البشرية التي تفرز من خلاله الحب والكره والتعاطف والتباغض بناءا على ذلك الخبر
لقد كانت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم هو الخبر من السماء -اي الكلام- ليس عصا ولا طب ولا سيطرة على جن بل خبر عبارة عن كلام اسمه القران
ولاهمية الخبر كمعجزة اخيرة لاخر نبي يرسله الله تعالى الى البشر كان لابد من ظهور اعداء لهذا الخبر بتكذيبه وفشل ثم تحول الى تحريفه وتدليسه فكان لابد من ان يظهر علم المحافظة على دقة الخبر ونقل الخبر ....لماذا؟
ان دقة الخبر وصحته يعني انك ستحدد الاجراء القولي والفعلي على اساس ذلك الخبر ...يعني انك وعلى اساس هذا الخبر ستبني استراتيجية معينة وسياسة معينة وثقافة معينة تعني من تحب ومن تكره وكيف تحب وكيف تكره ولماذا ومتى واين تحب وتكره
ان الحكام الذين يحكمون اعظم دول العالم مع التوسع الكبير في عدد السكان والنشاطات والتغيرات صاروا يعتمدون في سياساتهم بل وقراراتهم على اساس دقة وصحة الاخبار التي تصل اليهم عبر الاجهزة المعنية لمتابعة الاخبار وتسجيل الاخبار وتدقيق الاخبار وترجيح الاخبار وتفنيد الاخبار في كل جوانب الحياة ..في السياسة في الاقتصاد في الرياضة في السلم في الحرب
هل استطعتم ان تتفهموا الفرق بين دين السعودية ودين ايران؟
انه الخبر
دقة الخبر
صحة الخبر
ادركتم اهمية الخبر
ادركتم انها معجزة لاخر نبي
ادركتم اثر الخبر في حياتنا
ادركتم ضرورة وجود علم يضمن دقة الخبر نقلا وتفسيرا
مرة اخرى هل فهمتم الفرق بين دين السعودية ودين ايران؟نقل الخبر دقة وصحة
تفسير الخبرعلى اساس دلالات دقة وصحة الخبر
عن عائشة رضي الله عنها قالت
--كنا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه تقدموا فتقدموا ثم قال لها سابقيني فسبقته ثم سافرت معه اخرى فقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه تقدموا فتقدموا وكان قد ارهقني اللحم --سابقيني فسبقني فقال صلى الله عليه وسلم هذه بتلك
لازلت اتذكر صديقا صنعانيا من بيت حميد الدين .. -شيعيا-كان يقول لي
-اما تستحوا انتم ياشوافع ياسنة حينما تسردون هذا الحديث وتجعلون اعظم رجل في العالم حكمة وعلم وفهم ونضوج يسابق امرأة هي زوجته الصغيرة ..هكذا مثل الصغار . ...فيطلب من اصحابه الشيوخ والرجال ان يتقدموهما مسافة كي يسابق زوجته الصغيرة...الم تفكروا ياأهل السنة ان هذا الكلام غير معقول وانه لابد ان يكون هذا الحديث غير صحيح لانه يخالف العقل من رجل عظيم في الستينات من عمره يسابق زوجته الصغيرة كفعل الشباب الطائشين--هذا هو جوهر كلام صديقي الصنعاني الشيعي
ونحن اذ نعيب على الشيعة تصورهم للنموذج القدوة ذلك التصور الزرادشتي للحكيم او الامام المطلق المعصوم ..كوننا نعرف ان تصورهم هذا نابع من ثقافتهم للنموذج القدوة المنحدر من اللاصول الثقافية الفارسية للنموذج البشري التي تصور الحكيم او النموذج على انه ذلك الرمز الذي تكون صفاته وسلوكياته غير البشر ..وانت تجد اثر هذا العرف الفارسي واضحا حينما تقدم السينما الايرانية بعض الافلام عن الائمة فلايعرضون صورهم بل يضعون هالة نورية على وجوههم بحيث لايمكن للمشاهد ان يرى صورة الممثل الذي يقدم دور الامام ابدا من بداية الفلم او المسلسل بل يرى ثمة هالة نورية تغطي وجه الممثل تعظيما لشأن الامام الذي يعظمونه وعصمته ونموذجه فوق مكانة النبي وهو ما يتضح تماما حينما تشاهد المسلسل عن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام الذي جعلوا وجه الممثل يظهر واضحا بينما حينما شاهدت لهم بعض المسلسلات عن الاائمة فلايظهرون وجه الممثل بل يجعلون هالة نورية تغطي وجه الممثل تشريفا وتقديسا للامام
ونحن اذ نعيب ذلك العرض الفارسي المنعكس من ثقافاتهم الفارسية للامام وعنه وحوله الذي يريدون من خلاله تعجيم هويتنا العربية نحو الفرسية
سوى اننا اليوم نعاني في بعض الدول الاسلامية السنية التي قدمت لنا الصورة الصحيحة للنموذج القدوة كعالم او كشيخ او كا امام ومنها المملكة العربية السعودية تلك الدولة التي انفردت ولله الحمد منذ تأسيسها بأنها الدولة الوحيدة كادت ان تنفرد بتقديمها النموذج للقدوة والامام والشيخ وفق تصور قدر له ان يكون الاصح من بين التصورات التي يقدمها الاخرون
ولكن هناك من يريد ان يقول ان هذا التصور
هو نفسه غير قابل للتجديد والتبديل والتحويل وبالتالي التطوير...كيف؟
ان المشكلة بيننا وبين رموز هذا التصور للنموذج القدوة يكمن في ان فريق منا نحن حينما فهم ان التحولات المصاحبة لثورة الاتصالات والاعلام والنت تلك التي اوجبت تشكيلا نفسيا بل وعقليا في شخصيات الناس اليوم يستوجب تعديل الوسائل للوصول الى الغايات..بحيث انه لابد من مراعاة تلك التحولات النفسية في شخصيات الجيل الجديد ممتا يستدعي علينا كمسؤولون على عقيدة الناس وتصورهم الصحيح للعقيدة هذه..ان نفهم ان هناك من يريد ان يهدم التصور الصحيح للعقيدة ذلك المتفق عليه بحجة انه
تصورا سعوديا نجديا وعلى وجه التفصيل قصيميا..بينما نعرف ان هذا التصور كان اعلامه ليس من نجد ولا من القصيم فكتب العقيدة الاصلية جل رموزها كانوا من بلاد العراق والشام--ابن القيم وابن تيمية الحراني والمقدسي واحمد بن حنبل والشافعي ...ولكن هناك من يخفي حنقه من العقيدة الصحيحة التي تاسست عليها السعودية منذ اول يوم وباتت سمة لملوكها يدعون لها ويروجون لها وينشرونها بين اصقاع العالم مصورا للعالم ان هذه العقيدة هي عقيدة سعودية نجدية ليس لها علاقة بالاسلام الوسطي بينما كلنا يعرف من خلال قراءة كتب العقيدة الاصلية مثل لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية والطحاوية واقتضاء الصراط المستقيم ....بل اننا سنجد ان كل المؤلفات التي الفها فيما بعد علماء المملكة العربية السعودية لم تخرج عن الاسس والمفاهيم لتلك الكتب التي وضعها علماء ليسوا من السعودية ليتضح لنا عمق تلك المؤامرة التي يرددها البعض بتصوير الدين الذي عليه المملكة العربية السعودية على انه دينا نجديا فصله ملوك ال سعود ليبقوا على الملك
ولكن هؤلا ء الحاقدين على دور السعودية القديم الجديد في نشر الدين الصحيح وانتبه معي هنا ايها القارىء وايتها القارئة لعبارة-الدين الصحيح-الذي نقصد به نشر الدين وفق علم الاسناد والرجال في الاسناد لنقل الاخبار والاحاديث والروايات ..اي ببساطة حينما يقول لك شخص خبر ما نقول له ومن اين اتيت به ومن قاله لك وكيف حال الذي قاله لك وما الدليل على ان هذا الشخص قد قاله لك وهل معك ما يؤكد ان هذا الشخص قد قاله لك وكيف نتأكد ان هذا الشخص قد قاله لك من كان معكم هل هناك شهود...الخ
هذا هو جوهر علم الاسناد الذي يبحث في دقة وصحة نقل الخبر...لماذا؟
انتم تقولون ان الاعلام اليوم هو الذي يشكل رأي الناس غضبهم سخطهم تعاطفهم ولاءهم حبهم كرههم...وبالتالي يتم صنع القضية وصنع الظالم والمظلوم وبالنتالي تعاطف الناس مع المظلوم وكرههم للظالم من خلال الاخبار ..فلماذا حينما نقول لكم ان دين السعودية الذي هو دين المسلمين الصحيح في اصوله وليس في كل فروعه لانها بمحل الاجتهاد قائم على الخبر ونقل الخبر وعلم نقل الخبر ...المضاد لدين ايران القائم على التدليس في نقل الخبر والتأليف في نقل الخبر ....هذا هو دين ايران والا بالله عليكم كيف يمكن تصديق خبر سمعته والله بأذني من احد دعاتهم على شاشة احدى قنواتهم من ان حليمة السعدية لم ترضع النبي صلى الله عليه وسلم كما تم نقل هذا الخبر لنا بل انه كما يقول قد اجرى الله تعالى بقدرته اللبن من ضرع عمه ابي طالب ليرضعه عليه الصلاة والسلام ..هذا هو دين ايران التدليس في نقل الخبر..والسعودية التدقيق في نقل الخبر
لايستطيع الايرانيون اتهام السعودية بالعنصرية النجدية او العربية لان البخاري ومسلم والترمذي....وغيرهم من علماء تخصصوا في البحث بنقل الخبر ليسوا عرب ولا من بلاد نجد بل من بخاره وغيرها من تلك الدول--انه اذا اردت ان تعرف التضادية الكونية القطبية في الخلق والامر بين الناس المدلسين والناس المدققين في نقل الاخبار وكلهم ليسوا من العرب...لانه ليس من عرف وثقافة العرب اللعب على صحة ودقة الاخبار للوصول الى المآرب بل هذا من عرف اليهود والعجم الفرس
انني اريد ان افهم بعض الذين يكررون الهجوم على المؤسسة الدينية السعودية بلوازم لكلامهم على انها مؤسسة بمفاهيم واسس دخيلة على الدين الوسطي تخص الاسرة المالكة بشكل خاص والنجديون بشكل عام
وبالتالي نعود الى ان هذا الفريق منا نحن الذي حينما عاين ثورة التحولات تلك الداعية الى ثورة تجديدية في عرض الدين ظن ان الدين الموجود ليس هو الدين فدخل بدون ان يعلم او ربما يفهم ضمن اطار أجندة اعداء الدين الصحيح ومعاقله واهمها المملكة العربية السعودية ولكن في المقابل ......؟؟؟
علماء دين السعودية ازاء هذه الاشكالية المتمثلة في نشر ثقافة مفادها تخفي الحقد على دقة الخبر وصحته ذلك الذي تأسست عليه السعودية ويروجون لها بكون هذا الدين يخص السعودية والاسرة المالكة كي تظل قابعة على ملك جزيرة العرب باسم دقة وصحة الخبر مما يستدعي الانقلاب على الاسرة ودينها لانه ليس دين المسلمين عامة بل هو دين اسرة كما يتم النرويج له مع انه على اسوأ الاحتمال سنكون بين خيارين
احدهما
اسرة عربية بنت ملكها على اساس ثقافة دقة وصحة الخبر كي تبقى باسمه على الحكم وهم السعوديون
والثاني
اسرة-اي ال البيت الفارسي-المنحدرين من نسل الحسين رضي الله عنه من زوجته الفارسية التي يخصون منها الائمة دون الاخريات العربيات وتريد ان تحكم ايضا ولكن على اساس عدم دقة وصحة الخبر
ليظهر لنا بحسب قاعدة التفاضل بين السوء والشر ان الاسرة التي تجعل من دقة الخبر وصحته كذريعة لحكمها واستمرارها بالحكم افضل من الاسرة التي تريد ان تحكم ايضا ولكن على اساس عدم دقة وصحة الخبر
فعلماء السعودية هنا يكادوا يكونوا قد انقسموا الى
قسم جعل من ثقافة دقة وصحة الخبر كقاعدة تاريخية يجب ان تستمر في الامة الاسلامية ولو بقليل من التنازلات والتحولات في الاشياء التي هي بمحل الفروع والاجتهاديات
وقسم جعل من فروعه واجتهاداته التي انبنت على اساسها شاكلته المستمدة من بيئته وثقافتها الجهوية سواء اكانت جهة نجد او القصيم بمثابة الاصل الثابت للكل مخفيا تعنصره وتحزبه لجهته وثقافته البيئية يريد ان يقول للناس لست الاعرابي الذي تتحدثون عنه بل انا الامام وانا المصلح وانا الداعية الابدي ..ولسان حاله ذات لسان حال الشيعة الذين يريدون ان يحصروا الفهم والتمكين في اسرة وفريق ونسل وربما جهات معينة من الكرة الارضية
ان هذا الفريق حقا هو جوهر المشكلة في المملكة العربية السعودية بفهمه هذا الذي يريد ان يقول انه غير قابل للتطوير غير قابل للتجديد ذات النواقض العشرة التي ذكرها الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والذي احداها قد انتج لنا ايدلوجية القاعدة وهو ناقض --المظاهرة والمعاونة--ليجعل الاسلام والمسلمين في حلقات ضيقة احسنها ان الناس كلهم بناءا على اساس الجبرية اليوم في العلاقات الشرقية الغربية الاسلامية الغير اسلامية قد اصبحوا مرتدين بسبب حلقات الجبرية تلك التي تنبني بفعل العلاقات بين الكفار والمسلمين
هذا الفريق يصر على العديد من حكام المملكة العربية السعودية على انه من مكن لهم الملك والحكم طالما انهم ملتزمون بفهمه للدين وليس في بعض الاحيان فهم السلف الذي يتحججون به ونتفق معهم على صحة القاعدة هذه في مجال العقائد ..ويصر على ان اي تحول عنه يقتضي نهاية المملكة العربية السعودية جاعلا من فهمه الحرفي على اساس دلالة الظاهر كثيرا والمطابقة غالبا متغافلا عن كثير من ممارسات باتت غير مقبولة في مجال حقوق البشر اليوم غير مراعيا معايير الواقع التي باتت بحاجة الى موافقة ومواكبة تلك التي فهمها الفريق الحكيم من السعوديون انفسهم ورائدهم في ذلك المجدد الشيخ -سلمان العودة حفظه الله-الذي سطر بحكمته قاعدة اصلية يريد بها الحفاظ على الدين الصحيح بقاعدته التاريخية المنبنية على اساس دقة وصحة الخبر ولو بقليل من الموافقة للحاجة الواقعية للتحولات العصرية تلك التي جعلت السعودية في نظر الاخرين متأخرة في ميدان حقوق البشر ...وحينما ادرك الفريق المعادي لهذين الفريقين تاريخيا واقصد به المخالف لنا في العقيدة قفز الى تغذية هذا التغاير مظهرا اياه على انه تناقض يريد به الفتك بوحدة العرب في اكبر مساحة لدولة اسلامية تشكل عبئا على اجندته التاريخية الخبيثة
اقولها بكل صراحة
ان امن المملكة ووحدتها بات لمصلحتنا ككل وهذه قاعدة اصلية عندنا..ولكن ذلك لايمكن ان يجعلنا مداهنين لامراء يريدون ان يجعلوا من دين طائفة وفهم طائفة واجتهاد طائفة بمثابة الفهم والدين والاجتهاد القطعي للكل في ظل تنامي الوعي الباطني السعودي مجملا ضد هذه الازدواجية والانفصامية ...تلك التي نشاهدها هنا وهناك على شكل تعليقات ونكات ساخرة وهزليات ضاحكة ليستفيد منها الحاقد لنا جميعا مغذيا ياها لتصل الى نقطة يصبح فيها الواحد من الكل يريد الانتقام لنفسه اكثر من الانتصار للدين
ان السعوديون لايحبون ان يتكلم احد في شؤونهم غير سعودي ..هذا ما يقوله لي بعض الاصدقاء السعوديين الذي يقرأون لي ويقولونها لي بطريقة الضحك
--ويش دخلك يايماني بيننا--
ليجعلوا انفسهم في تناقض ملحوظ فهم في نفس الوقت الذي يقولون لنا ان هذا الدين ليس دين السعودية وليس دين جهة معينة في السعودية بل هو دين المسلمين فتقوم بدورك اللازم بالنصيحة فيقفزون اليك ليقولوا لك وما دخلك بموضوع سعودي ليخرجوا ما يكتموه البعض من ثقافة ويروجه البعض عنهم من ان هذا الدين هو دين اسرة او دين جهة في السعودية
ان دين السعودية هو دين الدقة في الخبر وصحة الخبر ونقل الخبر..وطالما ميزها عن الدول الاخرى بل وانتقلت هذه الثقافة الى بقية هذه الدول وهو يختلف عن ايران المعتمدة في دينها على عدم الدقة في نقل الخبر ولكن الحاجة باتت اليوم على السعودية ان تنتقل الى مستوى من العالمية الاسلامية التي تكسب اكبر قدر من التعاطف والموالاة والحب مما يعني مزيد من التحولات الوسطية الاعتدالية للدين بعالميته الاسلامية وليس بدين طائفة معينة تريد ان تدخل العالم الاسلامي في بوتقتها الضيقة ودائرتها الصغيرة بحجة ان مفهومها وةاجتهادها هو المطلق في الفهم والاجتهاد--
ان السعودية اليوم باتت بمحل من القدر الكبير والحيوي في حياة المسلمين عامة الذين سيدافعون عنها حبا في اسسها الحكيمة تلك التي تدل في طياتها على انها قابلة للتجديد والتطوير لتحتل السعودية مستوى من العالمية الاسلامية ليس بنفطها واموالها فقط بل بتحولاتها المتجددة والمواكبة للتحولات التي حولها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق