سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأحد، 20 مايو 2012

خطاب الظواهري عن اليمن -والقاعدة فشلت لانها خسرت علماء السعودية


بسم الله الرحمن الرحيم

طالعتنا وسائل الاعلام قبل ايام بخطاب الدكتور ايمن الظواهري الذي دعا فيه الشعب اليمني الى الخروج على الرئيس التوافقي عبدربه منصور الذي اجمع عليه الشماليون قبل الجنوبيين نكاية بالرئيس صالح والذي طالما كان الجنوبيون يحذرون من اخطاءه وتحويله المؤسسات الجمهورية للجمهورية الى مؤسسات أسريه لابناءه وابناء اخوانه وكان الشماليون لايعيرون لكلام الجنوبيين ادنى اعتبار مفترضين ان الجنوبي دائما شيوعيا علمانيا ولايمكن ان يأتي بخير ..ولما بدأ الرئيس اليمني يقلم نفوذ الشماليين انفسهم الذين كانوا معه ليشكل دولة اسرية صحى الشماليون من سكرة الجهوية التي يتهموننا فيها ونسوا انهم في جلساتهم الخاصة يقولون لبعضهم البعض
—تشتوا الصدق قد القراطلة كانوا بيتحاكوا عن الخبير من زمان غير بس نحن ما رضيناش نفهمهم ومكناهم غير انتوا بس انفصاليين—
ورغب الكثير منهم في تصحيح هذا الخطأ التاريخي تجاه الجنوب الذي اعترف اللواء الفذ علي محسن ان الرئيس اليمني كان يمارس في الشمال سياسة الاستبداد وفي الجنوب سياسة الاستعمار ولم ينتبه الى انه كان مدركا لذلك كله وكان ساكتا ..ولكن حينما قامت الثورة من بني جنسه وبني جهته دعمها وأيدها بالحديد والنار بينما لما قام الجنوبيون في حراكهم الجنوبي قبل التونسيين الذين يقرون بسابقة اليمنيين الجنوبيين الى الحراك الشعبي الثوري لم يحرك ساكنا ليقنعنا اليوم انه على استعداد لتصحيح الخطا التاريخي وتطهير الذنب على قاعدة التطهير الشيعية التي تجد بعض انفاسها لدى الزيود لقرب المذهب تاريخيا من الشيعة بتعيين عدد من الجنوبيين على دفة الحكم كالرئيس المحترم عبدربه منصور ووزير الدفاع وغيرهم من القيادات العسكرية الجنوبية تلك التي لايريد الشماليون ان يعترفوا مثلما هو حال بعض الجنوبيين المكابرين على الاقرار بأن الروح القيادية الجنوبية العسكرية وعند الازمات والتحولات المصيرية سياسيا مثلما هو اليوم  تبرز مناطق معينة من الجنوب يقود فريق من ابناءها حزمة تلك التحولات ويتحملون تبعية الاخطار الجسيمة المرافقة لمثل تلك الفترات الشبيهة بفترة خروج الانجليز من عدن وتركهم البلاد على نحو فوضوي لاوباش وطفيليين تم قمع اراداتهم بقوة ابناء تلك المناطق الصارمة ..ليصبح ابناءها لاحقا وفق دعوة البعض تركة محسوبة على الاحتلال مثلما كان ضد الاخيار الابرار –عشال وصديق بالعيد—ومن ثم –محمد علي احمد=ومن ثم-سالمين ومطيع—ومن ثم –علي ناصر ومحمد علي احمد—ليجد اولئك النازحين الى الشمال انفسهم من ذات الجهة وذات المنطقة وذات القومية البدوية وانهم كانوا يضربون بعضهم بعضا ببعضهم البعض من ابناء مناطق الجنوب الابية ردفان والضالع ويافع ليكون المستفيد اكبر خاسر في هذه الدراما الذين لايلبثوا في كل مرة ان يعاودوا المحاولة تلو الاخرى
ان خطاب الدكتور ايمن الظواهري يكشف عن انفصاله عن الواقع اليمني بطلبه الذي اختزله بدعوة اليمنيين للخروج على الرئيس التوافقي هكذا بكل بساطة ..معولا على ما استقر لديهم كما في ادبياتهم عن اليمن من ان الشعب اليمني عامر بنخوة النجدة القبلية قياسا على احاديث صحيحة عن فضل اهل اليمن مفترضين بذلك انهم وبمجرد خطاب يلقونه للشعب اليمني من افغانستان او العراق سيترك اليمنيون علماؤهم ودعاتهم اليمنيين لاجل خطاب الدكتور ايمن الظواهري متناسيا الدكتور ايمن انه وفي نفس الوقت الذي عد سماحة المفتي الشيخ حسين بن شعيب كأحد المرجعيات للسلفية الجهادية في اليمن كما في كتابه السحاب الاخير قبل سنوات ان الشيخ حسين بن شعيب حفظه الله بمواكبته تبدلات الواقع وادراكه لفقه الضرورة والتحولات قد اصبح على علاقة مع وزير الدفاع الذي يقود الحملة الان ضد انصار الشريعة لانه حفظه الله –اي الشيخ حسين-ادرك انه وان كان لانصار الشريعة نوايا صادقة في تطبيق الشريعة والحكم بما انزل الله تعالى سوى انهم جلبوا مفسدة للمنطقة اكبر من تلك المصلحة التي يرجونها متمثلة انهم بكل بساطة حينما نقلوا المئات من المقاتلين العرب واليمنيين مستغلين انهيار الوضع الامني في اليمن الى بلاد عدن ابين محتلين مناطق فيها بتجربتهم الشاذة في زنجبار التي تعاملوا مع ممتلكات ابناء المحافظة على انها غنائم حرب من دولة مرتدة وتشرد على اثر تلك العمليات عشرات الالاف من ابناء زنجبار وجعار الى مناطق مختلفة مقسمين الناس الى انصار لهم اصبحوا على اثر هذه المناصرة والموالاة مسلمين محقونة دماؤهم واموالهم وقسم اخر معاديين لهم يصبون في راية الطاغوت ويقاتلون تحت راية امريكا غير محقونة دماؤهم واموالهم غير منتبهين الى انهم هم من دخل الى اراضيهم وبالتالي يصبح لابناء المناطق الاصلية بتواجدهم الكوني لسنوات الحق في الاستعانة بمن يريدوا لدفع صولهم –اي عدوانهم-حتى وان كان باسم تطبيق الشريعة وبنوايا صادقة لانشك في صدقها سوى ان تركيبة المعادلة باتت تجعل من اهل عدن ابين الحق في الدفاع عن اراضيهم ضد اناس جاءوا من بلدان مختلفة ومناطق مختلفة في ظل سقوط هيبة الدولة ليصبح ان الداعي القبلي بأعيانه له الكلمة العليا في المناطق اليمنية وليس من حق اي جماعة تدخل الى منطقة وتقول لهم نحن انصار الشريعة من دخل في حلفنا صار محقون الدم والمال ومن نازعنا هدر دمه وماله...لاننا نحن نقاتل الطاغوت الاكبر امريكا وكأن اليمنيين يعشقون امريكا ويتغزلون فيها ليل ونهار
ان الدكتور ايمن الظواهري والكثير من المجاهدين يتناسون ان سبب نجاحهم في افغانستان كان له اسبابا شرعية واسباب كونية ...والاسباب الشرعية متمثلة في الاخلاص لله بالجهاد لان تكون كلمة الله هي العليا وان يكون الدين كله لله وهذه بحمدالله لانشك انها لاتزال متوفرة ومتحققة في المجاهدين اليوم والامس ولكننا بصدد الاسباب الكونية تلك التي يتغافل او ربما يكابر عنها الكثير من المجاهدين الا وهي تأييد المملكة العربية السعودية بمؤسساتها الدينية وعلماؤها ودعاتها لاي مشروع جهادي يعود النفع فيه للمسلمين ..وهذا لن يتآآتى الا بموافقة حكمة المؤسسة الدينية السعودية الحكيمة الراشدة تلك التي لما جعل تنظيم القاعدة نفسه على خلاف معها باتهامها بموالاة الحكام المتهمون بعمالة الطاغوت امريكا خسر الكثير وبات الناس لايستطيعون ان يتقبلوا عداء القاعدة للسعودية ذلك النموذج الذي يرونه القدوة الحسنة للدول الاسلامية ومعقل لاهل السنة ومنبر للدعوة والتبشير بالسنة لمجرد القياس الذي يشيعه اصحاب القاعدة والمتمثل في تكفير كل من له علاقة امنية مع امريكا
ان السعوديون اليوم يقودون عملية مشرفة في دعم جهاد الشعب السوري العظيم وكلنا نعرف الابعاد المذهبية التي تدفع السعوديه في نصرة اهل الشام ضد الحكم البعثي الطائفي ولكنهم يتحركون ضمن الاطار العام الذي يستطيعون ان يحققوا فيه النصرة للاسلام من خلال مؤسسات المجتمع الدولي حتى وان كان كافرا والاقليمي وان كان فاسقا او مرتدا تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم –ان الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وباقوام لاخلاق لهم—مثلما فعلوا ذلك في دعم الشعب الافغاني ضد الروس ....وفعلوه خفية في دعم سنة اهل العراق ضد الرافضة والامريكان ايضا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق