بسم الله الرحمن الرحيم
هل يحترم الاسلام حرية المراة الفكرية والتوجهية في مختلف جوانب التفكير الانساني السياسي والثقافي والديني؟
من بين اهم الاسباب اليوم التي تؤدي الى الطلاق بين الزوجين ببساطة
ان الزوج حينما يكون اسلامي سلفي يريد زوجته ان تكون اضا سلفية
وحينما يكون اسلامي اخواني ريريد زوجته ان تكون اخوانية
وحينما يكون جهادي يريد زوجته ان تكون ايضا جهادية
وحينما يكون ليبرالي يريد زوجته ان تكون ليبراليى
وحينما يكون ثوري ريدي زوجته ان تكون ثورية
وربما يحصل العكس ايضا --اي ان المراة حينما تكون بنمطية فكرية او توجهية دينية معينة تريد زوجها ان يكون مثلها ...ولكن هذا ليس الغالب بقدر ما هو في حق الرجل الغالب
فمن يجب ان يتبع فكر من؟
وم يجب ان ينقاد لتوجه من؟
ومن يجب ان يخضع لمن فكريا وتوجهيا وسياسيا ودينيا...الخ؟
لا احد يجب ان ينقاد لاحد --الاسلام كفل حرية التعددية بين الزوجين والدليل القوي انه اجاز ولايزال هذا الحكم مجاز الى يوم القيامة للمسلم ان يتزوج من كتابية -يهودية او نصرانية--وبالتالي بناءا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم --ما من مولود يولد الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه....-كدليل على ان الارث التاريخي الثقافي البيئي في حياة الشخص يشكل فكرا ونظرا ورؤية له خاصة تنعكس حتما على قراراته واراءه وتأملاته واطروحاته...ومع الاسلام سمح بالزواج من الكتابية ولاننسى حديث --امك ثم امك ثم امك--ثم ابوك--ليدلل لنا على ان التعددية في الاسلام موجودة من هذا الحكم ..والا لماذا سمح الاسلام للمسلم ان يتزوج من كتابية سيكون لها التأثير الاقوى في حياة الابناء بناءا على احتكاكهم بالام قطعا اكثر من احتكاكهم بالاب وكلنا يعرف اثر روح الامومة في الابناء خصوصا في المراحل الطفولية ليظهر لنا اثر الاب لاحقا في حياة الشباب قطعا مكونا نسيج ثقافي في شخصية الابناء اساسها قبول التعددية الثقافية الفكرية والتوجهية وليس العقدية في المحكمات التي يتميز بها الاسلام بانه الدين الاكمل والاسلم في التصور العقدي في الله واسماءه وصفاته ..على عكس عقيدة اليهود التي تنتقص من صفات الله تعالى مثلما قالوا ان يد الله مغلولة وان الله تعالى فقير ونحو او النصارى الذين حتى اليوم لم يعرفوا اين الله واين الابن واين الروح القدس
ولكن استشهادنا هو في دائرة الاسلام بمفهوم الاولى لانه اذا كان الاسلام اجاز قبول العلاقة الزوجية بين الزوج المسلم والزوجه الكتابية على اساس التعددية فمن باب اولى ان يكون الاصل في العلاقة الزوجية بين الزوجين المسلمين هو التعددية الفكرية والتوجهية والسياسة ....وهذا ما لايريد ان يفهمه كثير من الرجال بل يريد من زوجته ان تتحول الى رديف لوجهة نظره ورؤيته الفكرية والسياسية حصوصا اذا كانت متعلمة غير معتبر الى ان الاسلام يحترم بهذا الحكم رأي المراة وتوجهاتها الاجتهادية والفكرية الخاصة النابعة من بيئتها وثقافتها البيئية التي عاشتها الزوجة
ان الاسلام بهذا الحكم الذي يريد الكثير ان يقول انه ليس معتبرا لان القلة فقط هي التي عادة تتزوج من غير المسلمات ولاينبغي ان ينبني اصل على اساس حكم يعد في الهامش انما يريد الاسلام ان يقول من خلاله فقط للرجال المسلمين ان الحكمة ليست في ذلك لانه فعلا الكثير من المسلمين يتزوجون من المسلمات ولكن الحكمة ان الاسلام يريد ان يقول انه للمراة حق في الفكر وحق في العقل وحق في الرأي دون ان يحتويها زوجها لمجرد انه رجل فتترك فكريتها وعقليتها تلك التي انبنت في شخصيتها من بيئتها ...وينبغي للرجل المسلم ان يقبل العلاقة بينه وبينها كأخت وأم وزوجة اومشاركة له في وظيفة او تجارة مثلما شارك النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها العمل في تجارتها ولكن عليه ان يتعامل معها بروح التعددية ويقبل ان لها فكرا ونظرا ورؤية خاصة بها استمدتها من بيئتها وثقافتها الخاصة والعامة
هذا هو سر الحكمة من استمرار بقاء حكم زواج المسلم من الكتابية وهو احترام المرأة بشخصيتها الفكرية والتوجهية حتى دينيا دون النظر اليها الى انها مجرد تابعة لوجهة نظر الرجل ولفكر الرجل ولعقل الرجل دائما وابدا لانه رجل وهي امرأة-ودمتم-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق