سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الخميس، 24 مايو 2012

فلسفة القتال..................!!!!!!!


            بسم الله الرحمن الرحيم


سألني احدهم لماذا تعلمت الفنون القتالية؟
فأجبته كي لا اقاتل
انها فلسفة القتال....!!
ان اكثر ما يدفع الناس لاقحام انفسهم في مواقف محتدمة ليس ذات الموقف المعين بل تراكمات نفسية في تفس الاشخاص تدفعهم لاقحام انفسهم في مواقف يمكن حلها بالحكمة والحوار ولكن عدم الثقة بالنفس ومالدى الانسان من قوة تجعله يقاوم هذا الشعور الباطني بعدم الثقة بقوته وبنفسه ليقنع نفسه بأنه قويا مقحما نفسه في مواقف لاتستدعي ذلك الاقحام
انها فلسفة القتال
حينما امتلك الغربيون القوة الخارقة من القنابل النووية والاسلحة المتطورة منحتهم الثقة بالنفس في استخدام الاطر القانونية عبر المنظمات لان لديهم القناعة والثقة بأن القوة التي لديهم كفيلة بحل مشكلتهم تلك التي كانت مع صدام رحمه الله ولكنهم ظلوا اكثر من عشر سنوات يتعاملون بالسياسة والانتصار عبرها ووسائلها قانونيا واعلاميا كي يستخدموا اخيرا القوة وهكذا يفعلوا اليوم مع ايران
انها فلسفة القتال
حينما تعلم انك تمتلك قوة فتاكة تنهي الخصم بضربة واحدة تعرف انك ستكون بشعا في نظر الناس لظهورك بتلك القوة فتلجىء الى الحكمة والسياسة لحشد اكبر ممكن من الادلة والقناعة العامة المبررة استعمالك تلك القوة الفتاكة
انها فلسفة القتال
يقحم الانسان نفسه في مشاكل صغيرة كي يقنع وعيه الباطني ومن حوله بأنه قويا ولكن حينما يعلم انه فعلا قويا يفكر باستخدام الذكاء والحكمة والسياسة
ان القتال يجعلك تفكر بذكاء ...يعلمك كيف تحقق الانتصار باقل الخسائر واسرع الاوقات ويعلمك كيف تتحين الفرصة لتنقض وتندفع وتباشر ومقدار الجرعة المندفعة منك من تلك القوة نحو الهدف
انها ذات مبادىء الانسان في صراعه التجاري والسياسي والاعلامي
تحين الفرص
تقدير حجم الخطر
تحديد اللحظة المناسبة
تقنين كمية الاندفاع
تشخيص حركات الخصم
تحليل نواياه
قراءة نواياه –حركاته
انها نفس الاشياء التي يواجهها الانسان في صراعه في عمله في معترك حياته
انه الصراع
الصراع مع نفسك مع اهواءها مع نزواتها
الصراع مع الشيطان
الصراع مع من يحسدك يكرهك يحقد عليك
هذه هي الحياة....الصراع ...المنافسة ...المزاحمة...المدافعة
وازاء هذا لابد من صقل النفس والقلب والعقل ولايتم ذلك الا بموجب علاقته مع الجسد –العلاقة بين الظاهر والباطن-
قال الله تعالى
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
صدق الله العظيم سورة البقرة260
ماعلاقة الاطمئنان وهي حالة باطنية بهذا الجهد الجسدي الصعود الى اعلى تلك الجبال لوضع جزء من الجزء المعين من الطيور المقطعة؟
وقال تعالى لموسى عليه السلام لما اشتكى لله تعالى شعوره بالرهب)))) وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ)))))
 فما علاقة حركة اليدين بالنحو المذكور وهي حركة جسدية لليدين بذهاب الرهبة
انها العلاقة بين الجسد والروح بين الباطن والظاهر ....فيحدث تأثير بموجب هذه العلاقة بين الجسد والقلب ....وهنا ظهر التدريبات ظهرت الاعدادات تلك التي تصقل القلب والعقل والفكر
لقد خلق الله تعالى الناس لعبادته وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
--متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا—
ان القتال يحرر العقل والقلب من الاستعباد لانه يقوي الجسد على طاعة الفكر والقلب للتمرد على الاستعباد لغير الله ولكن حينما يكون الجسد ضعيفا ينعكس ذلك على عزم القلب وارادة النفس فيستكين المرء بحجة العجز وعدم الاستطاعة وولايقوى على الهجرة والابتعاد عن الاماكن التي يرى انه سيتحول الى عبدا لغير الله
ان القتال يجعلك تفكر بالسلم كحل للامور والحوار كداء للانحراف لانك تكون قد حررت عقد قلبك من الشعور بالضعف ذلك الذي يرافق كل شخص غير قوي فيلجىء الى التهور كي يثبت انه قويا
ان القتال يكمل شخصيتك ويجعلك جامعا بين اللين والشدة والبساطة والتعقيد والمرح والجد لانه يزيدك ثقة بالله اولا ثم بنفسك 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق