سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأحد، 4 نوفمبر 2012

الزواج عن طريقة تعارف خارجي .حسن الظن ببناتنا حينما يجلبن لهن من يتزوجهن بعد تعارف خارجي

بسم الله الرحمن الرحيم
نعرف كلنا الطريقة التقليدية للزواج عن طريق الام او الاخت .ذلك العرف المتفق على اغلب وقوعه في حياتنا ولكن واقعنا اليوم اتاح فرصة لان يتحقق تعارف بين الرجل والمراة ربما في الوظيفة في بعض الدول التي تسمح بالاختلاط في الوظائف ..وقد وجدت بنفسي في مستشفى حكومي سعودي بجدة حينما ذهبت لاقدم ملف لاختي الاستشارية ان بعض الاقسام فيها مكاتب لرجال ونساء يعملوا معا ..كذلك عبر مواقف قد تحصل للرجل والمراة في الشارع مثل ان يحصل للمرأة موقف حرج في الشارع فتج رجلا يقدم لها المساعدة لتكون سببا فيما بعد للزواج او من خلال وسائل العصر كالانترنت الذي قد يتيح فرصة للتعارف ..فهل مثل هذه التعارفات غير التعارف التقليدي عن طريق الام والاخت يكون سببا لزيجة مشروعة...وهل جرى لبعض الصالحين تعارفات خارجية كانت سببا في الزواج؟
قال تعالى
--ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهما امراتين تذوذان قال ما خطبكما قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا -الى ان قال تعالى --قالت يا ابي استئجره ان خير من استئجرت القوي الامين
هذه القصة تبين ان الموقف الرجولي لكليم الله تعالى موسى عليه السلام تجاه المرأتين كان سببا للتعارف الخارجي وحصول الزواج..وقد قال العلماء ان افرس الناس ثلاثة منهم هذه المراة التي قالت --يا ابت استئجره ان خير من استئجرت القوي الامين--فدلت والدها على ان يزوج موسى عليه السلام احدى بناته الصالحات بطريقة مؤدبه وهو ما يكشف من ان المرأة
وهو يكشف من كون المرأة من تجلب لنفسها الزوج وتقوده الى ابيها بطريقة سلسة ذكية تمهد له القبول عند اهلها
لان لازم هذا الموقف ان المرأتين حينما ذهبتا الى البيت اخذتا تقصا على والدهن الشيخ كبير من شأن موسى عليه السلام ورجولته وقوته وعفته عليه السلام...ليدفعنه الى تقريبه اليهن بقصد الزواج الحلال من اجداهن...ويتبين ان الرجل الصالح يثق كل الثقة ببناته ولم يعنفهن في كيفية التعرف على رجل من الخارج ولم يسيء الظن بهن..انه حسن الظن بالفتاة
لقد وجدنا من خلال التجربة ان من يشك ببناته ويسيء الظن بهن يدفعهن من حيث لايعلم الى التحايل ومن يربيهن على الثقة بانفسهن من خلال تشجيعهن على عرض ما قد يحصل لهن في حياتهن من تعارفات قد لانتحكم في امكانية منعها ابدا فنجعلهن لايخشين ان يقصصن علينا ما قد يعرض لهن لنكون مراقبين متابعين لسير مثل هذه العلاقات خصوصا في زمن لانستطيع اطلاقا منعهن او منع ذلك
اننا حقيقة امام امرين
اما ان نمنع امكانية التواصل بين الفتيات والفتيان وهذا ومع واقع العصر بات شبه مستحيل بل قد يسبب الكبت
واما ان نتعامل مع الواقع بشفافية بحيث نكون مراقبين لمثل هذه العلاقات التي يندفع اليها ابناءنا في مراحل التحولات العمرية فنكون اصدقاء لهم مستشارين ومتابعين مراقبين لهم افضل من ان نمارس ديكتاتورية الشرف على حساب وضع لايمكن ان يتحكم فيه احدنا بسبب ارتباطاته واشغاله
لقد تعرف النبي صلى الله عليه وسلم على اول زوجة له وتعرفت اول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال الاشتراك في عمل تجاري تثبتت منه خديجة رضي الله عنها من حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وامانته صلى الله عليه وسلم..وهو ما يؤكد ان الواقع الكوني القدري المكتوب في اللوح المحفوظ ليس كما يتصوره بعض المشايخ من انه واقعا كونيا لايختلط ولايشترك فيه النساء والرجال ببعض انواع الاتصالات والاشتراكات ابدا ابدا تلك التي تتيح نوع من تبادل الكلام والعلاقات العملية بين النساء والرجال ليقرروا لنا واقعا حياتيا يخالف اصلا جوهر ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ من اقداره الكونية للخلق والامر..ولايعني ذلك اننا ندعوا الى التميع والاختلاط الغير منضبط بقواعد العرف والشرف والدين كما قد يتوهم ويفسر كل من يقرا مثل هذه الدعوات على انها دعوات للاختلاط والاباحية
انني بحمدالله من اسرة يمنية بدوية لم يسمع عنها ولله الحمد في حارة عشنا فيها اكثر من اربعين عاما ما يخل بالشرف والمروءة والدين والعفة وهذا من فضل ربي علينا ليبلونا انشكر ام نكفر ولله الحمد ولايعني ان كلامي هذا يجعل البعض يفسره انني قد جئت من اسرة منحلة ولاحولى ولاقوة الا بالله كما يحلو للطرف الاخر ان يفسر كلام كل من يتكلم بمثل هذا الكلام
ان تربية بناتنا على ان يحترمن انفسهن وشرفهن لهن احتراما لشخصياتهن افضل من ان نربي فيهن الخوف والاحساس باننا مراقبين عليهن لاننا اذا لم نفعل ذلك فانهن سينحرفن ويزغن عن سبيل الشرف والعفة
<photo id="1" />

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق