سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأحد، 4 نوفمبر 2012

وصفات سحرية لعلاقة حب وزواج بأذن الله ناجحة ومستمرة.....اذا كل واحد منا عرف شخصية الاخر المخفية لاستطاع التقرير بالاستمرار ام لا

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يمكنك ان تميز بين شخصيتك التي تظهر بها وتتحرك بها في بيتك --غرفتك مطبخك فناء بيتك صالة بيتك امام التلفاز مائدة طعامك--وبين الشخصية التي تظهر بها خارج بيتك في العمل او ربما في الشارع او السوق او اي مكان غير بيتك؟
هل يمكنك ان تميز بين طريقة طعامك حينما تكون لوحدك وحينما تكون مع الناس الاغراب؟
هل يمكنك ان تميز بين طريقة جلوسك لمشاهدة التلفاز في غرفتك وبين طريقة جلوسك مشاهدة التلفاز في بيت صديق او شخص بصدد توثيق علاقة تعارف معه؟
هل فهمت ما اقصده؟
اريد ان اقول ان لكل واحد منا شخصيتين
شخصية يظهر بها حينما يكون لوحده او بين اخوته واقرب الناس اليه وشخصية يظهر بها مع غير هؤلاء حيث يلتزم بنوع من -الايتكيت -ويجتهد في اخفاء بعض سلبياته
هذه الشخصية تظهر في طريقة كلامه ونوع الالفاظ التي يستعملها وطريقة جلوسه وطريقة تناوله للطعام وكيفية تعامله مع المواقف الطارئة--اي سجيته الخاصة
قال تعالى
--قل كل يعمل على شاكلته--
قال ابن عباس رضي الله عنه اي ناحيته وقال لاغيره رضي الله عنه اي سجيته وطبيعته التي جبل عليها واليوم نسميها شخصيته تقريبا
ببساطة لو كل واحد عرف السجية والطبيعة الحقيقية للشخص الذي يريد ان يقترب منه بقصد صداقة او حب وزواج لعرف امكانية حصول التوافق من عدمه لان اكثر الاشخاص يحاولون الظهور خصوصا عند بدايات التعارفات بسجية وشخصية وطبيعية تجعله محبوبا ومرغوباعند الطرف الاخر
والناس في هذا الشأن
نوع لديه المقدرة على ممارسة سجيته الحقيقية بينه ونفسه وبينه ومن يثق انه متقبل لها واخفاءها عن الاخرين ..وهذا يعتمد على قوة التفاوت بين الشخصية الظاهرة والشخصية المخفية الباطنة لانه قد يكون هناك قوة تفاوت بين ما يظهر به وما يخفيه او يستطيع ان يخفيه لفترة او دائما من حيث شدة السوء والقبح لان كل واحد فينا فيه نسبة من السوء والزلل واللغط والقبح ...كل واحد فينا ولكن هناك درجات في هذا السوء والقبح والزلل فمنهم من يكون التفاوت كبيرا وقويا ومنهم من يكون خفيفا وصغيرا
ومنهم من يستطيع ان يخفيه ويستمر باخفاءه حتى وان كان صغيرا ومنهم من يستطيع اقناع الناس بتقبله وذلك من خلال المراهنة على صفات اخرى ايجابية يجتهد في ممارستها مع الاخرين لتغطية هذا القبح الذي لايستطيع ان يخفيه في سجيته..مثلا اعرف صديق لي منذ اكثر من عشرين عاما وكان ولايزال يشرب الخمر ويعرف انني بحمدالله ومنذ مراهقتنا معا لم اقترب من هذه المنكرات ولله الحمد ولكنني حقيقة افضل صداقته عن كثير من الاصدقاء المتدينين الذين لايمكنهم ان يتناولوا مثل هذا المحرمات لصفات نبيلة في شخصيته مثل النجدة واكرام الضيف والنصح في الاستشارة والوقوف مع الصديق عند الشدة والحاجة..وقد اصبح هذا الشخص مرغوبا ومحبوبا لكثير من الناس ومع علمهم بشربه الخمر لتلك الصفات
ولكنني هنا اتحدث عن الصفات السيئة المتعلقة بشخصية الشخص التي عاداته وطبيعته المتصلة بممارساته اليومية في داخل البيت لانها محل القبول من عدمه استمرارا لعلاقة حب وزواج ناجحة من عدمه
هل يمكنك ان تدرج معرفة صفاتك هذه للشخص الذي تريد العلاقة معه كي تضعه امام المحك الحقيقي فاما ان يتقبلها فيستمر او ان يعرفها فيذهب عنك فتتجنب خوض علاقة زواج فاشلة تسبب لك الما وندما نفسيا وعاطفيا
هذا هو المحك الحقيقي للوصفة السحرية بعدم اخفاء عيوبك عن الشخص واظهارها بطريقة مؤدبة له كي تضعه امامها فيقررعن علم من عدمه استمرارا او نفورا
بالنسبة لي حقيقة اكره اعيش مع اشخاص في بيت واحد واضطر الى اظهار بشخصية غير الشخصية الحقيقية لي
انني رجل احب ان اعيش بحمدالله بظاهر وباطن واحد في بيتي بل وفي خارج بيتي ولعل هذا ما يجعل الكثير ممن يقرأون لي ويلحظون انني احاول الظهور بشخصية تكاد تكون بأذن الله ذات الشخصية الاخرى عنهم لان ذلك عنوان الاستمرار في علاقة صحيحة ومستمرة بأذن الله تعالى بنجاح
والافضل لي ان افشل من بداية الطريق عن ان اسير فيه خطوات كبيرة ثم اجد ان الطرف الاخر وبسبب اخفائي بعض جوانب في شخصيتي قد اصبحت بالنسبة له جحيما لايطاق التعايش معه فينفر مني ويكرهني
ان هذه بظني ان شاء الله افضل طريقة لجعل الناس يستمرون معك بما فيك من حسن وقبح ومعروف ومنكر ....وذلك من خلال تشجيعهم على نقدك وتوبيخك وتجريح سلبياتك فتستمر مجتهدا بتنقية نفسك واصلاح عيوبك من خلال انتقاداتهم وتجريحاتهم التي سيوجهونها لك من خلال ظهورك بمثل هكذا شخصية عادية بسيطة يكمن فيها سر القوة والحكمة..لانه ليس من المهم ان تظهر بصفات عظيمة الروعة على حساب بذلك مجهودا جبارا في ممارساتك وسلوكياتك لتستمر على ابقاءها ثابتة في عيون الاخرين يجعلك دائما حذرا ومترصدا بينما الاسهل ان تكون سلسا ومرنا تتقبل الانتقادات والتوبيخات مع ضمان عدم النفور عنك بل والاستمرار معك لشعورهم ببشريتك وتواضعك واتراحمك عطفهم عليك لانك بشر ولست ملكا
وهذا النوع من الشخصية حقيقة تجد ان اغلب الناس يثقون به ويطمئنون له فيستشيرونه ويقصون عليه بعض جوانب القصور البشرية التي تصادفهم لانهم يشعرون ببشريته الطبيعية مثلهم فيكون مؤثرا فيهم ومتأثرا بهم بتبادلية بينهم البين
انت بين خيارين بموجب المقدمات السابقة
انك لابد لك من جوانب قصور وسلبيات لانك بشر
هل تستطيع اخفاءها عن الطرف الاخر والاستمرار بالعيش معه وهي مخفية على حساب راحتك النفسية بسبب القيود التي ستفرضها على نفسك مع الطرف الاخر في نفس المكان
هل يمكنك ان تهذبها كي تستمر الحياة خصوصا اذا كانت عيوب مقززة ومنفرة
هي يمكنك ان تتبادل مع رفيقك الاخر نوع من التقبل المتبادل فتتقبل انت عيوب فيه يتقبل هو عيوبك بحيث لاضرر ولاضرار
هل يمكنك ان تكون واضحا فتدرج للطرف الاخر معرفة عيوب فيك لتجعله امام المحك الحقيقي في الاختيار استمرارا او انقطاعا
هل يمكنك ان تهذبها او تعالجها طمعا في زيادة درجة حب الطرف الاخر لك؟
هل يمكنك ان تكون واضحا فلاتخفي عليه كي يطمئن لك وتجعله شريكا وطبيبا وناصحا لك في معالجتك وتقويمك بحيث تحمله المسؤولية فيكون لك استاذا وابا وحبيبا وان كانت امراة-زوجة-طبعا
اجعل الاخر بمثابة الطبيب والاستاذ لك فلاتكابر عليه ليكون ارأف بحالك وارحم لك من ان تحاول ان تكون كبيرا فتسقط من عينيه بسب اكتشافه هذه العيوب مع الايام وتضعف قدرتك على الاستمرار باخفاءها
اجعله مستشارا لك ناصحا لك كي يتعامل معك برحمة وحنان وعطف وتتعامل معه انت باحترام فتستمر الحياة بينكما ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق