سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأحد، 4 نوفمبر 2012

هل لديك علاقة خاصة مع الله سبحانه وتعالى.....؟--العلاقات الخاصة والعلاقات العامة فن له فلسفة وعنوان-

بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة العامة ....العلاقة الخاصة
<photo id="1" />
حينما تكون موظفا في شركة او مرفق حكومي وتربطك بين مدير الشركة والمرفق علاقة بحسب وضعك العملي فمثلا حينما اا كنت في المستود فستكون العلاقة بحسب الوضع الذي قد يحصل بينكما فتتكون علاقة اتصال اذا طرىء موقف ما لتتعرف على هذا المدير واذا كنت في قسم السكرتارية فقد تكون علاقتك اكثر قربا ولكن تظل ان العلاقة بين المدير والموظفين هي علاقة وفق اطر العمل التي تتصل من خلها مع المدير ..ولكننا نجد ان بعض الناس لديهم مقدرة خاصة على ربط علاقة خاصة مع المدير...تجده ذكيا متفنن في ابتكار الاسباب المندرجة تحت مظلة العمل ليخلق نوع من الود والعلاقة الخاصة مع المدير..وانت تريد ان تستحوذ على نوع من العلاقة الخاصة مع مديرك كي تكون لك خصوصية ومراعاة عند التقصير او الخطأ او عند الدرجات والمكافآت بحيث لاينساك هذا المدير في مثل هذه الظروف والاستثناءات..اليس كذلك؟
والناس في هذا الباب من يتفنن في بناء علاقات خاصة بالطرق المشروعة المحترمة ومن يتحيل الحيل لبناء العلاقات الخاصة مع مدراءه ورؤساءه مثل ان يظهر لهم بالمظهر الناصح من خلال كشف عورات بقية الموظفين والتحريش بهم كي يظهر انه الحريص على مصلحة الشركة والمدير بحيث يقربه اليه وكلها من الطرق المشروعه ولكن يظل من يطرق الاسباب المشروعه في بناء العلاقة الخاصة عند المدراء والرؤساء العقلاء هو الاكثر قربا لانه يجعل الالتزام بالاشياء الواجبة الاساسية المكلف بها كل موظف بمثابة عنوان التقريب اما غير ذلك فلايجعله الا مكملا فقط وليس الاصل
واردت ان اجعل هذا المثل ولله المثل الاعلى من باب التقريب لكيفية تكوين علاقة خاصة مع الله تعالى
كلنا لدينا علاقة عامة مع الله سبحانه وتعالى ...كيف؟
الصلاة ....هي باب العلاقة بين العبد وخالقه تعالى
بقية الطاعات التي يشترك فيها معك كل العباد هي بمثابة الاتصال العام الذي يكون علاقة مع الله تعالى مثلك مثل اي شخص اخر
ولكن كيف تكون لك علاقة خاصة....؟
لماذا يريد ان يكون كل واحد منا له علاقة خاصة مع الله تعالى؟
عندما اكتشف كثير من السالكين الى الله تعالى ان العلاقة الخاصة مع الله تعالى تسهل لك اشياء كثيرة مثلها ولله المثل الاعلى كعلاقة الموظف مع سيده-رئيسه -في العمل انقسم الناس على هذا الامر الى طرق
بعضهم انه حينما يأتي باسباب وطرق جديدة غير تلك التي يتصل بها الاخرين مع الله تعالى قد تساعده على ان يحظى بعلاقة خاصة مع الله تعالى مثل الموظف الذي لايريد ان يلتزم بواجبات عمله المكلف بها في قسمه او مرفقه فيخترع اسباب اتصال مع المدير...مثل ان يتقرب للمدير عبر ابناءه بالحب وتقديم الهدايا اوان يتقرب للمدير بتشجيع المدير عن اموره الخاصى ليتعرف عن بعض جوانب حياته الشخصية فيعرف نفسيته ورغباته ..الخ
وهكذا ظن بعض السالكين ان ابتكار اساب غير الاسباب وسلوك غير السلوك المتفق الكل على انه بمثابة الواجب الذي يشترك الكل معه فيه ليجعل من نفسه متميز ومختلف عن الاخرين ستجعلهم اكثر اتصالا بالله تعالى
هذا التميز عنوان السفه
قال تعالى
---واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لايعلمون--
كلمة الناس هنا المتصلة كما في بداية الاية بالايمان بقوله تعالى --واذا قيل لهم امنوا--تدل على انه الايمان الذي يشترك فيه كل الناس فلم يقل الله تعالى --واذا قيل لهم امنوا كما امن المؤمنو--بل قال تعالى الناس ..والناس تدل على نوع من الايمان العام الذي يشترك فيه الكل ولكن هؤلاء يبحثون عن التميز والاختلاف عن الشيء المشترك مع بقية الناس..فتجدهم يحرصون على التميز بلبسهم وبكلامهم واحيانتا باسم اتباع الدين الصحيح-الكتاب والسنة- وهذا شيء قد لايخطر على ذي بال..اما الذين يبحثون عن التميز عن بقية الناس بطرق بدعية متعارف على بدعيتها فهذا متفق على زيغه
ان الاسباب والطرق والسلوك المتفق بين كل الناس على انه الشيء الذي يقرب الى الله تعالى بعلاقة اتصال خاصة هو عنوان الحكمة والبوابة الصحيحة لمثل هذه العلاقات الخاصة--هذا العنوان الاول تذكره جيدا
قم بالواجب المفروض عليك بشكله المتعارف بين الكل على انه الصحيح
ومن خلال هذه البوابة سيتبين لك سبل وكشوفات نورية كونية وشرعية يهديك الله تعالى بها الى اختيار الراي الصحيح او المناسب للموقف واتباع الطريق المعين والوجهه المحددة من خلال قول عالم او شيخ او ترجيح يحصل في قلبك من خلال نوع من الاستهداءات تكتشف ان الله تعالى يقول لك اتبع هذا الرأي
مثلا
قريبة لي طالما اختلفت وزوجها على المال الذي تساعد به اهلها ويصر هو على انهم ليس لهم حق فصنع مكيدة بسرقة ثلاثة الف ريال متهما اخوها وامها كي يحرش بينهما مما جعلها تحتار فطلب الاخ ان يحلف الكل على كتاب الله تعالى فحلفوا فدعت قريبتي هذه بتوجه وتوسل الى الله تعالى
-اللهم ان كان زوجي هذا قد اخذ المال بنية ان يفتن بيني وبين اهلي فلاتجعله زوجا لي --
فقالت ووالله منذ ان دعوت الله تعالى بهذا الدعاء ومنذ اشهر حتى وجدته انه كلما يقترب مني فلايتمكن من مباشرة الجماع معي ابدا من تلقاء نفسه بعجز جنسي فعرفت ان الله تعالى يقول لي قد اجيبت دعوتك ايتها الامة وهو من اخذ المال بنية التحريش بينك واهلك ولايصلح ان يكون زوجا لك لان الفتنة اشد من القتل واكبر من القتل..وهو قد نوى الفتنة وبعينها وليس سرقة المال فقط
فهذا نوع من الكشف الذي نعرف من خلاله كيف ان الله تعالى يجعل للعبد والامة نصيب من الخصوصية عند الالتزام بالمشروع من الدين الصحيح والواجب بشكله المتفق عليه من غير تنطع ولاتكلف ولا ابتداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق