سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأحد، 4 نوفمبر 2012

حقوق المواطن السعودي تحت حكم الوهابية........ماوراء الخبر بكل شفافية!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
استقيت عنوان الموضوع من تعريج قرأته على صفحة الاميرة بسمة بنت سعود حفظها الله حول مشاركتها في ندوة بمجلس الشيوخ الفرنسي حول حقوق الانسان لتتفاجىء الاميرة ان موضوع الندوة كانت يتعلق بحقوق المواطن السعودي تحت حكم الوهابية مما دفعها الى ان تكون صاحبة الصوت المنافح عن حقوق المواطن السعودي تحت ظل حكم مذهب وطريقة وسياسة اسلافها العظام كجزء من استراتيجيتها النفسية قبل الفقهية في احترام تاريخ اهلها وأتيان البيوت من ابوابها وليس من ظهورها كجزء من سمت الاميرة الحسن واعتزازها بتاريخ اسلافها ولعل مايفسره اصدار مكتب سموها بيان توضيحي عن الندوة ومشاركتها اضطرارا وتبنيها الموقف الوحيد المعارض لتوجه الندوة لصالح المملكة العربية السعودية وهذا من فطنتها حفظها الله

<
وكجزء من شخصيتي النقدية والتعديلية تلك المطروحة والمشهورة في كتاباتي المنتشرة باسم-نبيل العوذلي-في مواقع عدة فانني ولله الحمد افضل احيانا مواجهة الاثبات باثبات اكمل منه واحسن منه يهذبه ويقومه وليس بنفي يعارضه ويخالفه مدافعا عن الشيء الذي يهاجمه الطرف الاخر من خلال اثباتاته وانتقاداته نفيا واثباتا والتي قد تكون في جزء منها صحيحة وعلى هذه السجية احب تناول هذا الموضوع الحساس لان التعامل معه بنظري بتكتيم ودفن في التراب ظنا من بعضنا انه من باب سد ذرائع الفتنة وقطع بواعث وموجبات الفرقة والاختلاف لن يتيح له سوى النمو والتوسع في الظلام يوم بعد يوم لنجحد انفسنا رهن سيناريوا يحاول الغربيون حقيقة رسم خطوطه في السعودية خاصة ولها مع دول الخليج على نار هادئة من خلال البحث عن ادوات له فيما يبدوا ان المرأة وموضوع المرأة تاجه خصوصا بعد ان تم الترويج له من خلال دور المرأة في اليمن بمنح المناضلة اليمينة التي نحمل لها قدرا كبيرا من الاحترام-توكل كرمان-والتي باتت جسر عبور لنساء اخريات قد يكن لهن ذات الدور الكبير في المنطقة الحرجة -جزيرة العرب-وما تحمله طيات صحراءها من ثروة طاقية تسد حاجة العالم ربما لمائة عام اخرى واكثر لابد ان تكون بنظرهم بيد يستطيعون التعامل معها بسهولة وسلاسة
ان الغربيون يحترمون الواقع الذي يقراونه من خلال دراساتهم واحصاءاتهم الاستخباراتية والمدنية لاي مجتمع الذي يشكل بنظرهم قوام تحليلاتهم واستنباطاتهم في رسم الحلول المستقبلية عبر سيناريوهات ممكنة التحويل بحسب الظرف والحاجة ..وهم بتلك العقيدة وقد اسميتها عقيدة نظرا لقوة احترامهم لها لا يميلون الى الاستمرار في الوقوف او التضحية مع الزعيم او الطائفة او الاسرة التي لاتقدر عقيدتهم تلك كما حصل مع حسني مبارك وغيره ويفضلون التعامل مع الواقع بمفرزاته ومفرداته المتجددة والمتبدلة والمتحولة ولو بالظفر بالحد الغير موافق للحد السابق الذي كانوا يحصلون عليه خصوصا اذا ما باتت افرازات الواقع ضرورة حتمية سيكون من الصعب المغامرة لفرض حقيقة غيرها على الواقع بعد تجربتهم في دول اثبتت التجارب ان الاستعمار المباشر بات واقعا غير صالح لفرضه على شعوب العالم عامة اليوم فما بالك بشعوب عرب جزيرة العرب
ان الغربيون يدركون ان التغيير قادم الى جزيرة العرب كلها وهو ما تدركه ايران بالضبط مجسدين نمط التنافس التاريخي بين الروم وفارس بصورة عصرية جديدة متطورة على المنطقة صار الروم اكثر ادبا في جشعهم بينما ظهر الفرس بصورة جشعة مقززة لايمكن ان يقبلها عرب المنطقة.ولايستبعد ابدا ان يتم التوافق فيما بينهم على نصيب التركة مثلما كان يحصل بينهم خصوصا اذا لم يستوعب حكام وشعوب الجزيرة العربية ان الفرس والروم قد يصلوا الى استقرار مفاده ان دخولهم في صراع فيما بينهم البين يحركه عرب السنة بناء على معطيات تاريخية ودينية كونية ربما بنظرهم لايستحق المغامرة لاجلها ولاجل شعوب وحكام يرون انهم غير صالحين لحكم هذه المنطقة وقد اصبحوا في المكان الغلط قدرا ولابد من تصحيح القدر كما هو في ابجديات العقيدة الصهيومسيحية والرافضية المجوسية تجاه تصحيح القدر لجزيرة العرب واهلها مما قد يجعلهم يصلون الى اتفاق لاعادة ترتيب المنطقة بين النفوذ الفارسي والرومي تفاديا للحرب فيما بينهم لصالح اناس يرونهم قابعين في قصورهم على موائد كبيرة بكروش اكبر يريدون الاخرين ان يقاتلوا لاجلهم
هذا بنظري محور اتفاق الصهيومسيحيين والصفويين وارباب الرأسمال العالمي الغربي واطرافه السياسية والاقتصادية
ازاء ذلك علينا ان نعيد ترتيب ثقافة البيت الداخلي لجزيرة العرب لنا كعرب سنة من الحكام الى الشعب ..ترتيبا يتوافق مع المعطيات الجديدة للحيلولة دون حدوث اسوأ الاحتمالات الامر الذي يستلزم عرض الامور بشفافية ومناقشتها بأكثر من شفافية بءا من عنوان الموضوع الذي كتبناه وكان محورا للندوة التي نظمتها الاكاديمية السياسية بباريس
حقوق المواطن السعودي تحت حكم الوهابية
بكل صراحة لايوجد دخان بدون نار
نعم هناك مشكلة في السعودية ساهمت المؤسسة الدينية في ان تجعلها جزء من الذريعة والسبب والدواعي التي يراهن عليها الاخرون في رسم سيناريوتاتهم للمنطقة..ولكن علينا ان نكون منصفين ان هذا الجزء من الريحة المزعجة في نظر المجتمع الغربي والذي ظهرت بمسمى==حقوق المواطن السعودي رجالا او نساء----انما هي بطبيعة الحال جزء من شخصية المذهب الديني المشهور بالوهابية نسبة للامام محمد بن عبدالوهاب..وحينما نقول المذهب يعني اننا نقر بأنه ليس وليد الفراغ والعدم كما يريد ان يصوره الاحرين بل هو كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد التاسع عشر
--فالمذاهب والطرائق والسياسات للعلماء والمشايخ والامراء اذا قصدوا بها وجه الله تعالى مستمسيكن بالملة والدين الجامع الذي هو عبادة الله تعالى دون الاهواء واتبعوا ما انزل اليهم من الكتاب والسنة بحسب الامكان بعد الاجتهاد التام هي لهم من بعض الوجوه بمنزلة الشرع والمناهج للانبياء--
فهو اذن مذهب وطريقة وسياسة دينية ودنيوية صاحبتها ظروفا سياسية واجتماعية حال نشوءها وظهورها ينبغي النظر فيها لاهمية هذا النظر في مقدماتها التاريخية ..فما هي؟
لقد كان عرب جزرة العرب بيمنهم وشامهم وحجازيهم خاصة وعرب غير جزيرة العرب مصريهم ومغربيهم وافريقيهم ...الخ ينظرون الى عرب نجد واعرابها كحالة شاذة لايمكن قبول امر ظهور دعوة دينية صحيحة ومشروع سياسي كبير عظيم من هؤلاء البدو الاعراب..ولهذا لما ظهرت الدعوة الدينية والسياسية عبر التحالف التاريخي بين ائمة المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية التي اشتهرت بالمملكة العربية السعوية منذ اول يوم واجهت رفضا نفسيا من قبائل وشعوب عرب جزيرة العرب الذين لم يكن احسنهم يجد نصا دينيا يطمئنه ان مثل هؤلاء قد يأتي منهم خيرا ..فهم بنظره اولئك القوم الذي تسقط عليهم نصوص الاعراب والنجدية البدوية الجافة القاسية.اهل الابل اهل الكبر والخيلاء والافتخار
قال تعالى
--وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب--
جاء في تفسير هذه الاية
اي شددناه بالجاه والسلطان والجند والقوة والعسكر والمال والنفوذ والمعرفة بالاحكام والاعراف والقضاء
لقد اضطر المؤسسين الاوئل للملكة العربية السعودية الى الشدة والقوة والجندية وتجييش المجاهدين لشد ملكهم ونفوذهم وسلطانهم على قبائل وشعوب كانت متصارعة متناحرة فيما بينها ومستكبرة بازدراء النجديين اعرابيتهم وبدويتهم وعدم الظن ابدا من ان النجديون آهلين للحكم نظرا لثقافة الانتقاص لهم كاعراب بدو جفاة قساة

-
<
لقد اضطر النجديون الى التعاصب الاسري القبلي الجهوي حفظا لدولتهم وكيانهم المؤسس بنيانه منذ اول يوم على اساس
-قال الله تعالى وقال نبيه صلى الله عليه وسلم--
واليوم وبعد اكثر من سبعين عاما لايزال اثر ثقافة تلك الحقبة ظاهرة عند البعض بصورة او اخرى من خلال تصوير الاسرة وربما القبيلة والعشيرة والجهة على انها قابعة على شيء ليس لهم احقية في امتلاكها....اليوم وبعد هذا النجاح الكبير لدولة تحوي اكثر من عشرة ملايين وافد على شكل عمالة ومئات الشركات والاف الاستثمارات وملايين الاتصالات الفردية والجماعية مع المجتمع الراسمالي والغربي والشرقي...نجد من يصر على ان السبيل للتغيير هو حصر مفاهيم ثقافته حول العداء للاسرة وربما القبيلة والجهة بشكل مبطن

< />
ان الوطنية بنظري تعني شعور الفرد سواء اكان في الحكم او في الشارع بأن هذا الوطن جزء من ملكيته وعليه ان يحافظ على كل نواحي تفصيلاته ..ولم يقل احد ان هذا الشعور تجاه الوطن في كل مكان وزمان مربوط بالنظام السياسي ونمطه وشكله سواء اكان جمهوريا او ملكيا او ديكتاتوريا او غير ذلك من الانماط السياسية للحكم فهو شعور داخلي لدى اصحابه بان الوطن ملكهم ويجب المحافظة على شرفه وعزته ومكانته واحترامه..فقد كان هتلر ديكتاتوريا ولايستطيع احد ان يشك في وطنيته وانتمائه القومي وكان ستالين ايضا ديكتاتوريا ولايستطيع احد ان يشك في وطنيته وقوميته الروسية وكان القياصرة الروس اسريون ولايستطيع احد ان يشك بوطنيتهم وايضا الاسرة المالكة البريطانية وغيرها من الاسر المالكة عبر التاريخ ..فالوطنية ليس لها علاقة بشكل النظام السياسي لانها ذلك الشعور القوي والمسؤول تجاه ما يملكه الانسان من ارض او مسؤولية او امانة يتقلدها مرحليا او دائما باستمرار..ولقد رسم ملوك المملكة العربية السعودية عبر تاريخهم حبهم للارض التي ملكهم الله تعالى اياها وسعيهم الحثيث لتطويرها وتنمية البشر الساكن عليها امرا لاشك فيه
<
ان الخطا الذي يمكننا ان نتحدث عليه وتتحمله المؤسسة الدينية خاصة لانهم العلماء والمشرعين واهل الحل والعقد هو تقيدهم ما يمكنني ان اسميه بفلسفة المذهبية والطريقة والسياسة الحنبلية التي تجسدت وانبثقت منها الوهابية المعتمدة على نصوص عدم محاسبة الحاكم في التصرف بالمال حتى كادت ثقافتها هذه وللاسف تشرع السرقة للحاكم واغتصاب المال واضطهاد الناس واقهار الناس بمبرر ان اية محاولة للانتقاد تعد من الخروج على الحاكم حتى وصل بهم الامر الى تصوير مجرد الكلام المنتقد لسياسة الحاكم على انه اخطر انواع الخروج وربما يكون اخطر من الخروج المسلح بتكريس الذل والاستكانة في الناس تحت تلك الذرائع
--تسمع وتطيع الامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع--
الامر الذي اورث بالتلازم مع الشدة الاضطرارية التي ظهرت في عمل المؤسسات الامنية والعسكرية في مراحل سابقة في التاريخ الداخلي السعودي نتيجة للابعاد التي ذكرناه من اضطرار النجديون الى الشدة لتثبيت ملكهم كجزء من حل مشكلة تكاد تكون نفسية لدى قبائل العرب تجاههم يخالفون واقعا بات حقيقيا لصالح الاسرة السعودية والدين الذي حكمت به العرب خوفا ورعبا لدى السعوديين تجاه اي شيء يرونه او حتى يفكرون بانتقاده مما خلق واقعا سلبيا لدى السعوديين تجاه مجتمعهم لاثر تلك الحقبة المتمثل في كون البعض من اقطاب الحكم لم يستطيعوا ان يتحرروا من الاثار السلبية للفترة السابقة ولايزالوا مصرين على التعامل مع السعوديين اليوم بعد سبعين سنة بذات النظرة الالى وبات الوضع كما قلت سابقا
--اقتنع العرب بآآآهلية النجديون والاسرة الحاكمة ولم يقتنع الكثير من النجدييد وبعض اقطاب الاسرة بأن العرب قد اقتنعوا بذلك--
مما انعكس على مجرى سير الحياة السياسة والعملية في المؤسسات السعودية المدنية والامنية والعسكرية والسياسية وربما ايضا الدينية التي ظلت تسير على ثقافة التعاصب القبلي الجهوي الغير مبرر له اليوم وبات من الذرائع التي يستعملها اعداءهم
ان الواقع اليوم يبرهن بما لايدع مجالا للشك ان التغيير قادم لامحالة كسنة كونية قدرية لامفر منها وان افضل سيناريوهاته بالنسبة للسعودية ان يكون التغيير من الداخل ..فقريش جاء التغيير فيها من داخلها بمحمد صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعلي وعمر ..رضي الله عنهم والتغيير في الدولة الاموية كان ايضا في احسن مراحلة بعمر بن عبدالعزيز منهم ايضا ولايصلح للسعودية تغييرا بنظري الا من الداخل السعودي لان الشعب السعودي حقيقة لايستطيع ان يتقبل تغييرا من غيرالمؤسسين خصوصا الصالحيين منهم   نظرا لاحترامه مكانتهم وسابقتهم وعلينا ان نقر بذلك ونحترم رغبتهم -
ان كثير من الناس يفسر الانتقاد الذي قد يوجهه احدنا للمؤسسة الدينية على انه جحد لخير هذه المؤسسة العظيمة الفائدة في التاريخ القومي لعرب جزيرة العرب والمسلمين عامة وهذا من الخطأ فلايعقل هدر حسنات هذه المؤسسة الدينية لمجرد خطأ في الممارسة او في الاستقرار على نوع معين من الفقه يريدونه لكل زمان ومكان ونشعر انه من خلال انتقاداتنا هذه ان هناك من الراسخين في العلم والفهم والحكمة منهم حفظهم الله ممن يثمنون النقد والتجريح ويعملون على معالجة الاخطاء وهذا حقيقة ما نأمله بأذن الله من كلامنا


ودمتم-نبيل العوذلي
كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق