سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الاثنين، 6 فبراير 2012

الرياض(1986م-2008م)..كارثة حلت باليمنيين والسعوديين

الرياض(1986م-2008م)..كارثة حلت باليمنيين والسعوديينhttp://sahatksa.com/forum/showthread.php?t=33565
لازلت اتذكر اول جيئة الى الرياض 1986م..في وقت كنا فيه نحن الجنوبيين من ابناء واهل ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية __لا اعادها الله تعالى__حينما نريد الهجرة الى المملكة نهاجر اولا الى ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية فنستخرج هوية وجواز من تعز للذين يجيدون اللهجة العدنية ومن البيضاء لاهل يافع وابين وشبوة ومن اب وقعطبة لاهل الضالع وردفان والصبيحة...لان الجنوب سابقا حال الماركسية الشيوعية الملحدة تتناقض مع الاسس المتجذرة في بنيان دولة التوحيد المملكة العربية السعودية ..فكانتا كل من المملكة واليمن الديمقراطي على حال من العداء ..وكانت الجمهورية العربية اليمنية على حال من الوفاق مع السعودية ..فكنا نحن اهل الجنوب نستفيد من الاساس الاداري الهش والمبني على الرشوة في الجمهورية العربية اليمنية لنستخرج هويات وجوازات سفر للهجرة الى المملكة ..
وما يهمني هنا هو الحال الذي كان عليه اليمنيون هنا في المملكة ...اقامة حرة تمنح اليمني وضع لايكاد يختلف كثيرا عن السعودي..والبطحاء مثلا مليئة ومكتظة
باليمنيين ..بل جل الرياض ..معززين مكرمين في هذه البلاد المباركة ....وكانت الكارثة هي حرب الخليج بتلك النزعة القحطانية الباطنية لاقطاب المدرسة الاسماعيلية لعبدالكريم الارياني والتي تريد ان تجعل من يمنية اليمنيين القحطانية لما قبل الاسلام اصلا يشنون به العداء على يمنية اليمنيين الانصارية لما بعد الاسلام مخفين حنينهم الدفين لدين التوراة والانجيل والذي كان يدين به اهل اليمن وهو ما يؤكده ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما ابتعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن قال له صلى الله عليه وسلم – انك ستقدم على قوم اهل كتاب...او كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث
فلم يكن اهل اليمن اميين اذا والذين قال الله فيهم
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
قال ابن كثير رحمه الله

وَقَوْله تَعَالَى" هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ " الْأُمِّيُّونَ هُمْ الْعَرَب
وهذه مسألة هامة ينبغي معرفتها لدى الرغبة في التعامل مع الملف اليمني..ذلك انه حينما جاء الدين الجديد لاهل اليمن
انقسم اليمنيون عقلا الى
الصنف الاول من تعامل مع الدين الجديد والنبي الجديد كناسخ للقديم
الصنف الثاني من رأى امكانية الجمع بالايمان والعمل بالقديم من التوراة والانجيل وبالجديد من القران
الصنف الثالث الذي لم يؤمن بالجديد-القران- وظل على توراتيته وانجليته
ان المشكلة في اليمن بالامس واليوم هي في الصنف الثاني والذي يخفي هذا الحنين بالنزعة القحطانية لليمن واليمنيين لما قبل الاسلام فتجده يحي في اليمنيين الاعتزاز والفخر بقحطانيتهم هذه ليخفي العداء على الاميين العرب تارة باسم العداء على القرويين كما يحلو للدكتور محمد ناصر ان يصفنا نحن والعميد ناصر النوبة كما في مقاله – المناطقية وتهافت الخطاب
http://www.almotamar.net/news/52836.htm
مع احترامي واتفاقي للكثير من النقاط الجيدة في كلامه ..وتارة باسم العداء على الاعراب من النجديين وغيرهم كأهل مأرب وشبوة والجوف وتارة باسم العداء على البدو والذي التصق عندهم في اليمن شمالا وجنوبا بنا نحن اهل العواذل ودثينة وردفان وشبوة ....الخ او تارة باسم العداء على الوهابية ....الخ اذ هناك عدة صور تظهر فيها جذور هذا الحنين لدين التوراة بالنزعة القحطانية ليمنية اليمنيين لما قبل الاسلام على انصاريتهم لما بعد الاسلام
لقد شكلت هذه المرتكزات احد اهم الاسباب لتعميق الخلاف بين السعوديين واليمنيين ..وجعلت اليمني حينما يريد خطابا من كفيله الى ادارة المرور ليستخرج رخصة قيادة سيار يتعرض للابتزاز المقزز ليدفع كحد ادنى ثلاثمائة ريال سعودي ثمن هذا الخطاب ولا حولى ولا قوة الا بالله

في المقابل السعوديين حينما فكروا ان بمقدورهم ان يركلونا نحن اليمنيين باقدامهم عقب احداث حرب الخليج ليحلوا محلنا البنغال والفلبينيين والبينيان من اهل الشرك والبدع والسحر والاجرام ..وجدوا انفسهم اليوم امام خطر جسيم يحدق بهويتهم العربية ودينيتهم السنية وقد فصلت في هذه المسألة في – فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب-
وفي الوقت الذي يتشدق به بعض السعوديين ويتحذلق ليدخل بهذه الحذلقة بوباة القومية العربية ممجدا اهمية الوحدة اليمنية ..وهو ما يستحسن لنا الاتفاق معه مجملا ..يتغافل هذا عن تلازم صار حتمي بين بقاء الوحدة اليمنية وفناءها وتعلق ذلك بانضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي...بالنسبة لنا نحن الجنوبيين لسنا خسرانين في كلتا الحالات ولله الحمد فاذا ما انضمت اليمن الى مجلس التعاون باذن الله تعالى فسنكون انشاء الله اصحاب السبق والاولوية هنا لاننا مجربين ولله الحمد في اخلاقنا ووفاءنا ..سبقنا الى ذلك اباءنا واخواننا من الحضارم واهل شبوة وابين ويافع والمهرة ...اما اذا صار الاحتمال الثاني هو القائم فمما لاشك فيه ان السعودية ستضطر الى الاتفاق مع توجهات الحكمة الكونية وحكماءها الكونيين العظام كما بينا في قراءتنا لحكمة بيغ بن في فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب وهو ما يتفق زمكانيا مع مصالحنا ان شاء الله تعالى
نبيل العوذلي
الرياض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق