سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الاثنين، 13 فبراير 2012

صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة اليك جملة من النصائح فعضي عليها بنواجذك


 بسم الله الرحمن الرحيم
صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة اليك جملة من النصائح فعضي عليها بنواجذك
تسبح صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة حفظها الله بزورقها الفكري والاصلاحي هذه الايام بحسب اتجاه امواج التغيير الكونية التي ارسلتها ارادة الرب تبارك وتعالى بمشيته الكونية في الخلق والامر مميزا ومختبرا جلى وعلى بذلك ردود افعال الناس حال ركود واستقرار مياه الحياة على نمطية معينة يجهل فيها المرء امكانية التمييز بين المصلح والمفسد وبين الطيب والخبيث والصادق من الكاذب لوضع مشتبه يستلزم تحريك المياة الراكدة والاستقرار الرمادي المجمل المتشابه سياسيا واجتماعيا ودينيا امام القضايا الاممية والقومية والاسلامية
قال تعالى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
((
الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))قال الشيخ السعدي رحمه الله :

يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه ، فإنهم لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل ، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن
وقال تعالى
)) ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب(((
فحينما يستقر الوضع على نوع من الركود والكسل والخمول يضعف فيه التمييز بين الصادق والكاذب والخبيث والطيب تارة بسبب اجادة نوع من الناس ربما باسم التمسك بالدين او المحافظة على الجذور والاصول تقليدا وعادة وتعصبا لهذا لرأيهم واجتهادهم  الذي اصبح جزء من شخصياتهم المجتمعية  فترأسوا بها على الناس واصبحوا مميزين بذلك  ومفضلين ومكرمين به فلايريدون الانفكاك عنه لانه صار جبلتهم الطبعية وشاكلتهم العملية والسلوكية التي يستطيون من خلالها التفوق والرءاسة على الناس بها ولكن الله تعالى يعلم انه  تقليدا وسلوك اعتياديا أكثر من ان يكون ضرورة شرعية وكونية لازمة للفترة الزمنية المعنية والمعينة فيبين الله تعالى في كلامه عز وجل انه لابد من تحريك المراد الكوني –القدري-بحسب مشيته جلى وعلى ليختبر معادن الناس ومميزا لهم بتلك التغيرات والتحولات الصادق من الكاذب والخبيث من الطيب كاشفا عن جوهر ومخزون اولئك البشر فيما اذا كانوا كالمؤمن الذي وصفه الرسول صلى الله كالشجرة التي تتمايل وتتلاين مع الحفاظ على جذورها واصولها وليس كالشجرة الصلبة التي لاتتلاين ولاتتمايل فتنكسر من جذورها

  

وهو مايدل على ان الاصل في المؤمن هو انه قابل للتعديل وقابل للتحويل والتجدد دائما ولايدل الثبات على الاراء والافكار بتمسك وثبات دائما على انه علامة صحية والمقصود عنا ما هو ما هو بمحل الاجتهاد والتجديد وليس الثوابت العقدية والتوقيفات المحكمة المتفق على انها اصولا وجذورا محكمة
وبناء على ما تقدم  فاننا نرحب وندعم تلك التفاعلات النشطة الاصلاحية لصاحبة السمو الاميرة بسمة حفظها الله ونقدم لها بعض النصائح التي قد يتردد الكثير من الرجال بالبوح لها بها
اولا
 انه في خضم ظهور دعاة الى الاصلاح والتوزيع العادل للثروة لاية خلافة اسلامية او حتى حكم سياسي دائما بحسب سنن التاريخ يكون هناك صنف من الناس يريدون هدم الدين باسم الاصلاح والعدل والمساواة في الحقوق بين الكبير والصغير ويجعلون هدر حسنات الحكام السابقين ولعنهم وسبهم وشتمهم عنوانا للمصداقية الثورية لكل من يريد ان يدخل معهم تماما مثلما حصل مع الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لما خرج عليه البعض وكان مما قالوه له
---رأيناك خالفت أعمال أهل بيتك، وسميتها مظالم، وسلكت غير سبيلهم؛ فإن زعمت أنك على هدى وهم على ضلال فالعنهم وتبرأ منهم، فهذا الذي يجمع بيننا وبينك أو يفرق.----
ولكن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه عرف ان القوم لايبحثون عن مايظهرونه من الدعوة الى الاصلاح والتوزيع العادل للثروة والمساواة بيبن الصغير والكبير امام القضاء والنظام ولذلك قال لهم رشي الله عنه
قال :إني قد علمت أنكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب دنيا ومتاعها؛ ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم سبيلها، إن الله -عز وجل- لم يبعث رسوله لعانا، وقال إبراهيم { فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم }. وقال الله -عز وجل- { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }. وقد سميت أعمالهم ظلما وكفى بذلك ذما ونقصا، وليس لعن أهل الذنوب فريضة لا بد منها؛ فإن قلتم إنها فريضة فأخبرني متى لعنت فرعون؟
قال :ما أذكر متى لعنته.قال :أفيسعك ألا تلعن فرعون وهو أخبث الخلق وشرهم ولا يسعني ألا ألعن أهل بيتي وهم مصلون صائمون.قال :أما هم كفار بظلمهم.قال :لا، لأن رسول الله دعا الناس إلى الإيمان فكان من أقر به وبشرائعه قبل منه؛ فإن أحدث حدثا أقيم عليه الحد.فقال الخارجي :إن رسول الله دعا الناس إلى توحيد الله والإقرار بما نزل من عنده.قال عمر :فليس أحد منهم يقول : لا أعمل بسنة رسول الله. ولكن القوم أسرفوا على أنفسهم على علم منهم أنه محرم عليهم؛ ولكن غلب عليهم الشقاء.قال عاصم :فابرأ ممن خالف عملك، ورد أحكامهم.قال عمر :أخبراني عن أبي بكر وعمر، أليسا من أسلافكما، وممن تتوليان وتشهدان لهما بالنجاة؟
قالا :اللهم نعم.قال :فهل علمتما أن أبا بكر حين قبض رسول الله فارتدت العرب قاتلهم فسفك الدماء، وأخذ الأموال، وسبى الذراري؟
قالا :نعم.قال :فهل علمتم أن عمر قام بعد أبي بكر فرد تلك السبايا إلى عشائرها بفدية؟
قالا :نعم.قال :فهل برئ عمر من أبي بكر؟ أو تبرؤون أنتم من أحد منهما؟
قالا :لا.قال :فأخبراني عن أهل النهروان، أليسوا من صالحي أسلافكم، وممن تشهدون لهم بالنجاة؟
قالا :بلى.قال :فهل تعلمون أن أهل الكوفة حين خرجوا كفوا أيديهم فلم يسفكوا دما، ولم يخيفوا آمنا، ولم يأخذوا مالا؟
قالا :نعم.قال :فهل علمتم أن أهل البصرة حين خرجوا مع مسعر بن فديك استعرضوا الناس يقتلونهم، ولقوا عبد الله بن خباب بن الأرت صاحب رسول الله فقتلوه وقتلوا جاريته، ثم صبحوا حيا من أحياء العرب فاستعرضوهم فقتلوا الرجال والنساء والأطفال حتى جعلوا يلقون الصبيان في قدور الإقط وهي تفور؟
قالا :قد كان ذلك.قال :فهل برئ أهل البصرة من أهل الكوفة، وأهل الكوفة من أهل البصرة؟
قالا : لا.قال :فهل تبرؤون أنتم من إحدى الطائفتين؟
قالا : لا.قال :أرأيتم الدين واحدا أم اثنين؟
قالا :بل واحدا.قال :فهل يسعكم فيه شيء يعجز عني؟
قال لا .قال :فكيف وسعكم أن توليتم أبا بكر وعمر وتولى أحدهما صاحبه، وتوليتم أهل البصرة وأهل الكوفة وتولى بعضهم بعضا وقد اختلفوا في أعظم الأشياء في الدماء والفروج والأموال، ولا يسعني فيما زعمتم إلا لعن أهل بيتي والتبرؤ منهم؟
ثانيا
الاعتبار لضرورة مفرزات بعض الفترات فيتم كتم ما هو صحيح من العلم لحاجة الضرف ذلك الى نوع من الاصطفاف الضروري لتحقيق مصلحة راجحة حتى وان كانت ليس في نفس المكان .......واقصد سوريا خاصة واليمن ايضا
ونحن نتفق مع صاحبة السمو الملكي الاميرة المبجلة الصالحة المنبثق من كلامها شعاع الرشد والحكمة والنوايا الصادقة ان شاء الله لاصلاح مافسد في بلدها بسبب ركود واستقرار حكمي وطبعي اصبح عادة وسمة للمجتمع السعودي لمؤامرة واضحة المعالم عليهم لاجل تأخيرهم كثيرا من اللحاق بركب العديد من الدول الاخرى حقوقيا وعلميا وخير دليل على ذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت في ابريل 1979 بينما تأسست المملكة العربية السعودية في عام 1932 ولكن التقدم العلمي الحاصل في ايران فاق ما حصل في السعودية  بكثير وهو مايكشف عن مؤامرة بجعل السعودية والشعب السعودي شعبا كسلا خاملا استهلاكيا راق للكثير من ولاة الامر في السعودية حكام وعلماء دين هذا الحال لهم ولايريدون مفارقته كسلا وعجزا باسم نصوص القناعة والزهد والعبادة والتوحيد والسنة والسلفيه ....الخ وهذا مما لاينبغي السكوت عليه لدولة اسلامية عظيمة الاثر والحضور في المعترك العالمي الاقتصادي والسياسي والديني للامة الاسلامية كرمز لخلافة المسلمين لايجحده الا سفيه وحاسد وحاقد على سابقة وخير ولاة امر المملكة العربية السعودية المتميز هديهم وسياستهم عن بقية الدول الاسلامية بنصيب كبير من العرف الاسلامي والعربي المحترم...ولكن علينا ان نقول لصاحبة السمو الملكي بضرورة التعلم من اعظم قائدة قادت الرجال وذكرها القران الملكة العظيمة ==بلقيس عليها السلام-ما يلي
قال تعالى
1.      (((قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ )))))
والكامن في احترامها مكانة العلماء والحكماء الذين شكلوا في هذه الاية –الملأ—وهم اعلم واحكم الناس كما في التفسير الذين هم محل الفتوى لقولها—افتوني—والذين يمثلون اليوم هيئة كبار العلماء ومشايخ وعلماء السعودية الاجلاء ...حيث تبين الاية الكريمة احترام وتخفض الملكة العظيمة بلقيس لمكانتهم العلمية والحكمية كما هو ظاهر من دلالة اللفظ—ما كنت قاطعة امر حتى تشهدون—وهو يشبه حال الشخص الذي يبجلك ويقدرك ويحترمك فيقول لك –لن اتخذ اي قرار الا باطلاعك عليه وموافقتك عليه—كما هو حاصل في العرف السلوكي الارتجالي في حياتنا عندما تعبر عن احترامك وتقديرك وتبجيلك للشخص الاخر قولا وعملا ظاهرا وباطنا ...وهذا الذي ندعوه صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة حفظها الله تعالى من الاعتبار له كي يكون لدعوتها الاصلاحية أثرا وقبولا منسجما—ولابد من وضع مائة خط على كلمة منسجما—مع واقع المجتمع السعودي وخصوصيته ودمتم صاحبة السمو الملكي حفظك الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق