بسم الله الرحمن الرحيم
ومقصودنا للمكاملة ان نكمل بعضنا البعض(( وتعاونوا على البر والتقوى)) ومقصودنا للمفاضلة ان نقر ب
افضلية بعضنا على بعض فنجعل الرجل المناسب في المكان المناسب(( ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم عبى بعض))
ويمكن حصرها الى
1- المكاملة والمفاضلة الاقتصادية
2- المكاملة والمفاضلة العقلية
اولا المكاملة والمفاضلة الاقتصادية
ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر والمهاجرين رضي الله عنهم الى المدينة كان اول ما قام به صلى الله عليه وسلم هو تحقيق المكاملة والمفاضلة بين المهاجرين- اهل الارادات العلمية- والانصار- اهل الارادات العملية- وذلك بان آخى صلى الله عليه وسلم بينهم في الاقتصاديات - المال السكن الطعام..- ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين العمل بمقام الرضى كأن يقول لهم عليكم ان ترضوا يامعشر المهاجرين بما قسمه الله تعالى لكم من رزق وطعام ..ولكنه صلى الله عليه وسلم وهو الذي لاينطق عن الهوى عرف ان مطالبة الناس الفقراء بتحقيق مقام الرضى والقناعة لايكون الا بعد استنفاذ العمل بمقامات الاخوة والمناصرة والتعاضد والمحبة لقوله صلى الله عليه وسلم- لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه-... بل ان النبي صلى الله عليه وسلم عمل ايضا بمقام المفاضلة عندما اراد الانصار رضوان الله تعالى عليهم ان يقسموا للمهاجرين من اراضيهم ليعملوا بها .. فأبى النبي صلى الله عليه وسلم لان قريش لاتحسن العمل بالزراعة .. ليثبت كما يقولوا الرجل المناسب في المكان المناسب تحقيقا لمقام المكاملة والمفاضلة تعزيزا لاواصر القوة والتعاضدللمجتمع
ولذا فان علينا اولا ان نعتقد بعقيدة المكاملة والمفاضلة بين الناس .. بان نعتقد اننا لم ننال الاستطاعة والقدرة والطاقة الكاملة كجماعات وكافراد بل دون تحقيق المكاملة والمفاضله
ان المسألة تكاملية وتفاضلية بيننا وبين الناس..لان الكمال المطلق والافضلية المطلقة هي لله تعالى وحده لاشريك له..وتزداد الحاجة للعمل بهذه المقامات عند الشدائد كما في سورة يوسف عليه السلام وكما في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حصار قر يش له مع من ناصره من المشركين في شعب ابي طالب وكما في عام الرمادة في عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ... ولعل الامة الاسلامية بشكل عام واهل الجزيرة بشكل خاص بحاجة للعمل بهذا المقام فيما بينهم بعد ظهور بوادر النوايا السيئة من الاخرين تجاههم الا وهو تقسيم بلاد الجزيرة واستخدام التفاوتات الاقتصادية والعقلية لايجاد التناقض والنزاع
وتكمن اهمية العمل بالمكاملة والمفاضلة الاقتصادية بين الناس من حيث تعلقها بالتوحيد..
قال تعالى ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين))..
ولعل في هذا المقام من البراهين القاطعة بضرورة تحقيق المكاملة الاقتصادية وتعلقها بتفريد وتجريد التوحيد لله تعالى ما يجعلنا نستقزم انفسنا احيانا عندما نخاف على المال ان يذهب او ينقص .. وسنشعر ان القوة تزداد عندما نعمل بتحقيق هذا المقام المحمود بينا وبين الاخرين ..
قال تعالى(( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين)).. حيث ينفي الله تعالى عن نفسه جلى وعلى الحاجة للرزق والطعام ليثبت هذه الحاجه تبارك وتعالى للبشر .. ويبين تعالى ان السيطرة على اسباب الرزق- المال الذهب وكل الثروات- والطعام- المواد الغذائية- ا بمحموديتها او مذموميتها وكذلك
العلاقات بين الناس في المجتمعات تتعطل في ظل السيطرة المذمومة على اسباب الرزق والطعام سواء من جهة الترف او التبذير او الكنز او البخل في الانفاق
ذلك ان المجتمع يتكون من ثلاث طبقات لمقتضى مراد الله الكوني في الرزق
1- طبقة الاغنياء
2- الطبقة الوسطى
3- الطبقة الفقيرة
ولكن الذي يحدث عند الهيمنة الغير محمودة لاسباب الرزق والطعام بين الناس سواء اكانت صورة هذه الهيمنة كنز للثروات او بخل في الانفاق او اسراف او تبذير ان الطبقة الوسطية تسحق ويتحول المجتمع الى طبقتين
1- طبقة الكبراء
2- طبقة الضعفاء
وتتاثر احوال هاتين الطبقتين الحسية والمعنوية تدريجيا على نحو المسارقة والتدريج الخفي نحو الاستكبار لفئة معينة في المجتمع والاستضعاف لفئة اخرى , الامر الذي يكون ثلاث صور من العلاقات الشاذه بين هاتين الطبقتين ينفيها الله تعالى عنهما يوم القيامة وهي
الصورة الاولى
للعلاقة الشاذة بين الطبقتين
التعذر بالسببية الكونية- الاحتجاج بالقدر-
قال تعالى ((يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين)) سبأ 31
ذلك ان قول الطبقة المستضعفة (( لولا انتم لكنا مؤمنين)) - اي لولا انكم انتم السبب الكوني في ما نحن فيه لكنا مؤمنين-.. وهذا غير صحيح ولكنه ينشأ بسبب الهيمنة الغير محمودة على اسباب الرزق والطعام بين الناس بالكنز والبخل او بالاسراف والتبذير .. ذلك ان صور العبودية لغير الله لاتقيد بالركوع والسجود كما قد يحصر ذلك بعض الناس ولكن لها من الصور العديدة والتي تبين ان كثير من الناس ما يقع في بعض عبودية غير الله تعالى بسبب الحاجة للرزق والطعام كالطاعة للكبراء في الحلال والحرام.. ومن هنا تأتي اهمية دعوة الناس الى تحرير الناس عامة من عبودية العباد الى عبودية رب العباد, وتزداد اهمية هذه الارادة في حق بعض الناس المستضعفين والفقراء والذين بتحريرهم يتحرر كثير من الناس كما حرر الصديق رضي الله عنه بلال الحبشي رضي الله عنه.. ولعل من صور التحرير ان توفر للناس المستضعفين ما يسدون به حاجتهم ولعل هذا ما تتميز به كثير من الدول الغربية ... وبعض الدول العربية .. كل ذلك حتى لايندفع هؤلاء الى التطرف والكفر بسبب الفقر والذي قرن بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعاءه عليه الصلاة والسلام- اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر-
ومن الاشياء الاخرى التي تتقرر في علاقات الناس بسبب الاحتكار المالي لاسباب الرزق والطعام بالبخل والكنز والتبذير والاسراف هو
الصورة الثانية
الانحراف في علاقات الاتباع
قال تعالى(( فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء)) ابراهيم
والعلاقات بين الناس بناء على اساس الاتباع اما ان تكون في
1- اتباع الاوامر الرشيدة
2- اتباع الاوامر الغيّة
قال تعالى)) واتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد)) .. وعكس الرشد هو الغي .. فتضطر الطبقات الفقيرة الى اتباع الطبقات الغنية من اجل الرزق والطعام والذي يحتكر بسبب البخل او الكنز او الاسراف او التبذير في الاوامر الرشيدة والاوامر الغيّة .. والعجيب ان احسن من ادرك هذه السنن الكونيه هم الغربيين ولذا تجدهم احسن الناس سبقا الى تبني معالجات الفقر ومراقبته في الدول النامية بينما انك تجد ان نحن اهل الاسلام مجرد مقلدين في هذا المقام.. ولكن للاسف ان الكبراء من اهل المال كثيرا ما يعرقلون مثل هذه الجهود الحسنة من النوايا الجيدة عند كثير من الغربيين ليبقوا هم على الغنى الفاحش..
والمسألة عندما تدرك لاهل الاعتبار من الناس سيشعر كل واحد منا ان عليه مسؤولية فيما ملكه الله تعالى , وان عليه ان يمارس دورا ايجابيا في حل ما يستطيع ان يقوم به لبعض الناس لتحريرهم من العبوديات الباطلة ..خصوصا اذا ما كان مثل هؤلاء الناس نشعر انه بتحريرنا اياهم سيتحرر اناس كثير لعظم الهمة والعزم التي يمتلكونها في اراداتهم العلمية والعملية.
وما يعزز رأينا هذا والذي هو الزامية ان يعمل الفرد منا بهذا الاعتبار ولايتحجج بان هذه مسؤولية السلطان فقط هو ان الاسلام سن من الاحكام والتي يتم ممارسة حل هذه المشاكل عبر العمل الجماعي من جهة السلطان كما في الزكاة وسن من الاحكام الخاصة للافراد لممارسة هذا الدور الايجابي عبر النفقة (( وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)) والصدقات وقد اسماه الله تعالى (( حق معلوم)) ككناية ان هناك حق معلوم لبعض الاحاد من الناس في اموالهم .. حيث جعله الله تعالى في سنن الاحقيات وليس في سنن الموازنات والتي هي محل الاختيار , ذلك ان كتاب الله فيه من الاحقيات وفيه من الموازنات
قال تعالى(( الله الذي انزل اليك الكتاب بالحق والميزان)) .. فميز تعالى بين الحق والمتعلق بالاحقيات والحقوق وبين الميزان والمتعلق بالموازنات والاختيارات بناء على المصالح والمفاسد .. حتى انك تجد في هذا المقام من يقول هذا يأخذ بمبدأ الموازنات في اقواله واعماله .. وهذا يأخذ بمبدأ الاحقيات في اقواله واعماله
اما الصورة الثالثه للانحراف في علاقات الناس فهو في الطاعة
قال تعالى (( وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا))الاحزاب67
والطاعة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم تكون في المعروف اذ لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق .. ولكن حيث ان الله تعالى ربط بين الرزق والطعام ومقام العبودية (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون..)) فدل ذلك على ان مقام العبودية في الناس قد يتأثر بسبب الرزق والطعام اذا ما انحرف الناس فيه بسبب البخل او الكنز او الاسراف او التبذير
اي ان تركيبة العلاقات الاجتماعية بين الناس ستتأثر بسبب ذلك فيختبط المجتمع .. وينجرف في علاقات غير سليمة
وللحديث بقية انشاء الله تعالى
ومقصودنا للمكاملة ان نكمل بعضنا البعض(( وتعاونوا على البر والتقوى)) ومقصودنا للمفاضلة ان نقر ب
افضلية بعضنا على بعض فنجعل الرجل المناسب في المكان المناسب(( ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم عبى بعض))
ويمكن حصرها الى
1- المكاملة والمفاضلة الاقتصادية
2- المكاملة والمفاضلة العقلية
اولا المكاملة والمفاضلة الاقتصادية
ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر والمهاجرين رضي الله عنهم الى المدينة كان اول ما قام به صلى الله عليه وسلم هو تحقيق المكاملة والمفاضلة بين المهاجرين- اهل الارادات العلمية- والانصار- اهل الارادات العملية- وذلك بان آخى صلى الله عليه وسلم بينهم في الاقتصاديات - المال السكن الطعام..- ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين العمل بمقام الرضى كأن يقول لهم عليكم ان ترضوا يامعشر المهاجرين بما قسمه الله تعالى لكم من رزق وطعام ..ولكنه صلى الله عليه وسلم وهو الذي لاينطق عن الهوى عرف ان مطالبة الناس الفقراء بتحقيق مقام الرضى والقناعة لايكون الا بعد استنفاذ العمل بمقامات الاخوة والمناصرة والتعاضد والمحبة لقوله صلى الله عليه وسلم- لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه-... بل ان النبي صلى الله عليه وسلم عمل ايضا بمقام المفاضلة عندما اراد الانصار رضوان الله تعالى عليهم ان يقسموا للمهاجرين من اراضيهم ليعملوا بها .. فأبى النبي صلى الله عليه وسلم لان قريش لاتحسن العمل بالزراعة .. ليثبت كما يقولوا الرجل المناسب في المكان المناسب تحقيقا لمقام المكاملة والمفاضلة تعزيزا لاواصر القوة والتعاضدللمجتمع
ولذا فان علينا اولا ان نعتقد بعقيدة المكاملة والمفاضلة بين الناس .. بان نعتقد اننا لم ننال الاستطاعة والقدرة والطاقة الكاملة كجماعات وكافراد بل دون تحقيق المكاملة والمفاضله
ان المسألة تكاملية وتفاضلية بيننا وبين الناس..لان الكمال المطلق والافضلية المطلقة هي لله تعالى وحده لاشريك له..وتزداد الحاجة للعمل بهذه المقامات عند الشدائد كما في سورة يوسف عليه السلام وكما في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حصار قر يش له مع من ناصره من المشركين في شعب ابي طالب وكما في عام الرمادة في عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ... ولعل الامة الاسلامية بشكل عام واهل الجزيرة بشكل خاص بحاجة للعمل بهذا المقام فيما بينهم بعد ظهور بوادر النوايا السيئة من الاخرين تجاههم الا وهو تقسيم بلاد الجزيرة واستخدام التفاوتات الاقتصادية والعقلية لايجاد التناقض والنزاع
وتكمن اهمية العمل بالمكاملة والمفاضلة الاقتصادية بين الناس من حيث تعلقها بالتوحيد..
قال تعالى ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين))..
ولعل في هذا المقام من البراهين القاطعة بضرورة تحقيق المكاملة الاقتصادية وتعلقها بتفريد وتجريد التوحيد لله تعالى ما يجعلنا نستقزم انفسنا احيانا عندما نخاف على المال ان يذهب او ينقص .. وسنشعر ان القوة تزداد عندما نعمل بتحقيق هذا المقام المحمود بينا وبين الاخرين ..
قال تعالى(( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين)).. حيث ينفي الله تعالى عن نفسه جلى وعلى الحاجة للرزق والطعام ليثبت هذه الحاجه تبارك وتعالى للبشر .. ويبين تعالى ان السيطرة على اسباب الرزق- المال الذهب وكل الثروات- والطعام- المواد الغذائية- ا بمحموديتها او مذموميتها وكذلك
العلاقات بين الناس في المجتمعات تتعطل في ظل السيطرة المذمومة على اسباب الرزق والطعام سواء من جهة الترف او التبذير او الكنز او البخل في الانفاق
ذلك ان المجتمع يتكون من ثلاث طبقات لمقتضى مراد الله الكوني في الرزق
1- طبقة الاغنياء
2- الطبقة الوسطى
3- الطبقة الفقيرة
ولكن الذي يحدث عند الهيمنة الغير محمودة لاسباب الرزق والطعام بين الناس سواء اكانت صورة هذه الهيمنة كنز للثروات او بخل في الانفاق او اسراف او تبذير ان الطبقة الوسطية تسحق ويتحول المجتمع الى طبقتين
1- طبقة الكبراء
2- طبقة الضعفاء
وتتاثر احوال هاتين الطبقتين الحسية والمعنوية تدريجيا على نحو المسارقة والتدريج الخفي نحو الاستكبار لفئة معينة في المجتمع والاستضعاف لفئة اخرى , الامر الذي يكون ثلاث صور من العلاقات الشاذه بين هاتين الطبقتين ينفيها الله تعالى عنهما يوم القيامة وهي
الصورة الاولى
للعلاقة الشاذة بين الطبقتين
التعذر بالسببية الكونية- الاحتجاج بالقدر-
قال تعالى ((يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين)) سبأ 31
ذلك ان قول الطبقة المستضعفة (( لولا انتم لكنا مؤمنين)) - اي لولا انكم انتم السبب الكوني في ما نحن فيه لكنا مؤمنين-.. وهذا غير صحيح ولكنه ينشأ بسبب الهيمنة الغير محمودة على اسباب الرزق والطعام بين الناس بالكنز والبخل او بالاسراف والتبذير .. ذلك ان صور العبودية لغير الله لاتقيد بالركوع والسجود كما قد يحصر ذلك بعض الناس ولكن لها من الصور العديدة والتي تبين ان كثير من الناس ما يقع في بعض عبودية غير الله تعالى بسبب الحاجة للرزق والطعام كالطاعة للكبراء في الحلال والحرام.. ومن هنا تأتي اهمية دعوة الناس الى تحرير الناس عامة من عبودية العباد الى عبودية رب العباد, وتزداد اهمية هذه الارادة في حق بعض الناس المستضعفين والفقراء والذين بتحريرهم يتحرر كثير من الناس كما حرر الصديق رضي الله عنه بلال الحبشي رضي الله عنه.. ولعل من صور التحرير ان توفر للناس المستضعفين ما يسدون به حاجتهم ولعل هذا ما تتميز به كثير من الدول الغربية ... وبعض الدول العربية .. كل ذلك حتى لايندفع هؤلاء الى التطرف والكفر بسبب الفقر والذي قرن بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعاءه عليه الصلاة والسلام- اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر-
ومن الاشياء الاخرى التي تتقرر في علاقات الناس بسبب الاحتكار المالي لاسباب الرزق والطعام بالبخل والكنز والتبذير والاسراف هو
الصورة الثانية
الانحراف في علاقات الاتباع
قال تعالى(( فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء)) ابراهيم
والعلاقات بين الناس بناء على اساس الاتباع اما ان تكون في
1- اتباع الاوامر الرشيدة
2- اتباع الاوامر الغيّة
قال تعالى)) واتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد)) .. وعكس الرشد هو الغي .. فتضطر الطبقات الفقيرة الى اتباع الطبقات الغنية من اجل الرزق والطعام والذي يحتكر بسبب البخل او الكنز او الاسراف او التبذير في الاوامر الرشيدة والاوامر الغيّة .. والعجيب ان احسن من ادرك هذه السنن الكونيه هم الغربيين ولذا تجدهم احسن الناس سبقا الى تبني معالجات الفقر ومراقبته في الدول النامية بينما انك تجد ان نحن اهل الاسلام مجرد مقلدين في هذا المقام.. ولكن للاسف ان الكبراء من اهل المال كثيرا ما يعرقلون مثل هذه الجهود الحسنة من النوايا الجيدة عند كثير من الغربيين ليبقوا هم على الغنى الفاحش..
والمسألة عندما تدرك لاهل الاعتبار من الناس سيشعر كل واحد منا ان عليه مسؤولية فيما ملكه الله تعالى , وان عليه ان يمارس دورا ايجابيا في حل ما يستطيع ان يقوم به لبعض الناس لتحريرهم من العبوديات الباطلة ..خصوصا اذا ما كان مثل هؤلاء الناس نشعر انه بتحريرنا اياهم سيتحرر اناس كثير لعظم الهمة والعزم التي يمتلكونها في اراداتهم العلمية والعملية.
وما يعزز رأينا هذا والذي هو الزامية ان يعمل الفرد منا بهذا الاعتبار ولايتحجج بان هذه مسؤولية السلطان فقط هو ان الاسلام سن من الاحكام والتي يتم ممارسة حل هذه المشاكل عبر العمل الجماعي من جهة السلطان كما في الزكاة وسن من الاحكام الخاصة للافراد لممارسة هذا الدور الايجابي عبر النفقة (( وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)) والصدقات وقد اسماه الله تعالى (( حق معلوم)) ككناية ان هناك حق معلوم لبعض الاحاد من الناس في اموالهم .. حيث جعله الله تعالى في سنن الاحقيات وليس في سنن الموازنات والتي هي محل الاختيار , ذلك ان كتاب الله فيه من الاحقيات وفيه من الموازنات
قال تعالى(( الله الذي انزل اليك الكتاب بالحق والميزان)) .. فميز تعالى بين الحق والمتعلق بالاحقيات والحقوق وبين الميزان والمتعلق بالموازنات والاختيارات بناء على المصالح والمفاسد .. حتى انك تجد في هذا المقام من يقول هذا يأخذ بمبدأ الموازنات في اقواله واعماله .. وهذا يأخذ بمبدأ الاحقيات في اقواله واعماله
اما الصورة الثالثه للانحراف في علاقات الناس فهو في الطاعة
قال تعالى (( وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا))الاحزاب67
والطاعة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم تكون في المعروف اذ لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق .. ولكن حيث ان الله تعالى ربط بين الرزق والطعام ومقام العبودية (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون..)) فدل ذلك على ان مقام العبودية في الناس قد يتأثر بسبب الرزق والطعام اذا ما انحرف الناس فيه بسبب البخل او الكنز او الاسراف او التبذير
اي ان تركيبة العلاقات الاجتماعية بين الناس ستتأثر بسبب ذلك فيختبط المجتمع .. وينجرف في علاقات غير سليمة
وللحديث بقية انشاء الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق