سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

السبت، 18 فبراير 2012

سب آل-سعود والبراءة منهم ليست العنوان الصحيح للاصلاح يا-د-سعد الفقيه






بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ





 سب آل-سعود والبراءة منهم ليست العنوان الصحيح للاصلاح يا-د-سعد الفقيه



هل البراءة من بيت الحكم ايا كان يكون العنوان الصحيح للمبدأية والوطنية ؟

اذا كان الجواب نعم .فهذا يستلزم ان يكون كل افراد بيت الحكم الاسري من اولهم الى اخرهم ومن صغيرهم الى كبيرهم ومن رجالهم الى نساءهم خاليين من اي وجه لاوجه الخير....اليس كذلك؟

لم يكن هذا موجودا حتى في بيت فرعون مصر الذي ادعى الربوبية

قال تعالى

(((وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه)))

(((وضرب الله مثلا للذين امنو امراة فرعون اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون وعملة ونجنى من القوم الظالمين)))

فلماذا يصر الدكتور سعد الفقيه على انعدام الخير مطلقا في بيت ال سعود مع ان الله تعالى يبين وجود الخير في بيت ال فرعون مع الفارق بأن اولئك كفار وهؤلاء مسلمين..هذا بافتراضنا ان الاصل في بيت ال سعود كما يقدمه الدكتور للناس هو محض الشر والانانية والاستئثار بانفسهم وعدم تفكيرهم واحساسهم بروح المسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم   كما ولو انه يريد ان يقول ان الحكم الاسري يكون دائما هكذا وهذا غير صحيح تاريخيا..   فالله تعالى يبين    كما في  قصة يوسف عليه السلام وجود الاستعداد النفسي لدى ملك مصر لتقبل النصيحة بل وتولية الحفظة الامناء على ادارة الازمات رغبة منهم صادقة باخراج لبهم وشعبهم من تداعيات الازمات الكونية مع ان ذاك الملك واسرته وحاشيته كانوا على كفر وشرك كما وصفهم يوسف عليه السلام ولكن لم تنعدم في القيادة العليا الشعور بالمسؤولية تجاه البلاد والشعب والجد في انقاذ البلاد من تداعيات الازمات الكونية بتولية الصالحين من الناس كتولية الملك ليوسف عليه السلام على خزائن الارض...وهذا يدل على ان تقديم الدكتور سعد الفقيه لبيت ال سعود على انها اسرة خالية من الشعور بالمسؤولية والوطنية ولاتفكر الا بنفسها ليس محل تدقيق للحقائق والسنن التاريخية الكونية التي تبين ان بيوت كانت على كفر وشرك ولكنها كانت تنظر بعين المسؤولية للمجتمع فكيف ببيت يعترف هو انهم على ملة الاسلام

 فلابد لهذا البيت مثله كمثل اي بيت حكم اسري ان يكون فيه الخير والشر والمحسن والمسيء وعلى هذا رفض الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لعن اسلافه من بني امية كعنوان للعدل والبراءة منهم لما قال له الخوار

--قال رايناك خالفت اعمال اهل بيتك --وسلكت غير طريقهم --وسميتها مظالم --فان زعمت انك على هدى وهم على ضلال فابرا منهم والعنهم --فهذا الذى يجمع بيننا وبينك او يفرق---

لقد عرف عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ان لعن تاريخ اباءه والبراءة منهم ليس العنوان الصحيح للمصداقية لان له تداعي سلبية غير راشدة على سياسات واخلاقيات المجتمع الاسلامي المنضبط بضوابط الشريعة المحددة اطر العداوة والصداقة والحب والبغض فقال لهم رحمه الله

إنه لا يسعكم فيما خرجتم له إلا الصدق ، أعلموني هل تبرأتم من فرعون ولعنتموه أو ذكرتموه في شيء من أموركم ؟ قالوا : لا ، قال : فكيف وسعكم تركه ، ولم يصف الله عز وجل عبدا بأخبث من صفته إياه ، ولا يسعني ترك أهل بيتي ومنهم المحسن والمسيء والمخطئ والمصيب "



وهذا الكلام سيدل بالتلازم على ان في جزء مما يطرحه الدكتور سعد الفقيه صحيحا كما هو ذاك الذي طرحه الخوارج لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ,.,,ولكن لماذا لانستجيب نحن لمثل هكذا طرح مع ان فيه صحة أسوة بعدم استجابة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بموافقته لصحة ما جاء في جزء من كلام الخوارج عن الاثرة والظلم والتوزيع الغير عادل للثروة  في بني امية مثلما هو حاصل حقيقة في جزء من سياسة ال سعود المالية وربما.....الخ  ايضا ؟

السبب هو في توظيف جملة من الحقائق والوقائع الصحيحة لهدم الدين الصحيح او لاظهار دين بدعي محرف...وهذا هو بالضبط جوهر معارضتنا وعدم استجابتنا لكلام ايران وحزب الله ومن كان على شاكلة سياستهم الكيدية هذه عن فلسطين وامريكا واسرائيل الكامن في انهم يوظفون تلك الحقائق والوقائع ليس لذاتها كما قد يبدوا ولكن لاجل نفي نوع من العرف والدين الصحيح مقابل اثبات نوع اخر من العرف والدين البدعي.....اي اننا لاننكر صحة مايقولونه في كثير من كلامهم حول ابتزاز الغرب للخليج وتحالفه المطلق مع اسرائيل واصراره على ابقاءنا تحته دائما راكعين ومحتاجين له ....فهذا مما نقره لهم ونعترف بوجوده معهم ولكننا لانرحب بالاستجابة لدعوتهم تلك لان الظاهر من بواطنهم هو توظيف تلك الحقائق السياسية لاثبات دين بدعي بات اليوم سمة لدينهم على قنوات الشيعة يريدونه دينا للمسلمين ...ونحن بحكم نظرتنا الموفقة بحمدالله بتوفيق الله نوازن بين شر نراه ونعلمه في سياسة بيت الاسرة الحاكمة لآل سعود الكرام المتواجد كما اسلفنا في كل بيت حتى بيت النبوة حسنا وقبحا   ومع ما يثبتونه من دين يجعلون اهل التخصص له هم المسؤولون عليه هو عندنا بحمدالله الدين الصحيح للمسلمين على عكس دعوة اولئك الذين يريدون من خلال توظيف تلك الحقائق والوقائع من اثبات دين بدعي لايلزم ان يكون شيعي لان الخوارج الذين ناظرهم عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لم يكونوا يسبون الصحابة ولايغالون في علي رضي الله عنه بل كانوا قد قاتلوه رضي الله عنه ولكن هذا الدين الذي يدعون اليه باسم الحقوق والتوزيع العادل للثروة والبراءة ممن اقتراف ذنبا في حكمه السابق كعنوان للجمع والتفريق هو ليس دين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي جعل باذان الفارسي على حكم اليمن مع ما كان في حكمه السابق من ولاء لكسرى لما اسلم ولم يطلب صلى الله عليه وسلم البراءة منه ومن طريقة حكمه السابقة كعنوان للاصلاح والتصحيح كما يفعل صاحبنا الدكتور سعد الفقيه هداه الله الى معرفة كيفية دخول البيوت من ابوابها الشرعية المعروفة للاصلاح والتغييربأذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق