من فقه دعوة الاوربيين خاصة واهل الكتاب عامة
حينما كنت عصر يوم امس في مندوبية دعوة الجاليات لغرض تقديم ما يمكنني ان اسميه انشاءالله معززا لاستقطاب قطاع هام من الاوربيين والامريكيين والغير مسلمين للاسلام بأذن الله تعالى(((انك لاتهدي من احببت ولكن اله يهدي من يشاء))) ..وهو قطاع الرياضيين –ممن يمارسون الالعاب الرياضية الفردية- كالملاكمة والمصارعة والكونغ فو والكاراتيه والعاب السيف والعصا ..الخ- والذي يشكل قطاعا عاما وقويا لامم عشقت الرياضة حالا وعلما...فجل افلام هيلوود والسينما الاوربية والشرق الاسيوية تكاد تقدم نموذج للبطل القوي المصارع صاحب القوام الرياضي المتناسق الرشيق الخفيف السريع مرة كونه خبير في الملاكمة ومرة كونه مصارعا ومرة كونه كونغوفيا او ..الخ
لقد كانت فكرتي ببساطة والمقدمة لمندوبية الجاليات والذي يمكنني القول انهم انشاءالله ولا ازكي على الله احد من افقه الناس بحاجات الواقع للدعوة خصوصا الاوربيين والامريكين ممن استعملتهم الصهيومسيحية عصا غليظة يضربون بها المسلمين ..فصارت الحاجة ماسة للتفاهم معهم والتحاور معهم لسببين
السبب الاول
لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم
السبب الثاني
من اجل تخفيف وتقليل كثرة السواد الملتم علينا
لقد كانت فكرتي ببساطة تقول لهم يااوربيين ويا امريكيين ..ماذا تقولوا لو اثبتنا لكم ان هذه الفنون الرياضية الفردية والي اشربت قلوبكم بها وتعشقونها عشق قيس لليلى يمكننا اسنباطها من اية واحدة من القران الكريم؟؟
معتبرين للدلالات العقلية والبراهين اليقينية تلك التي ينكرها كثير من اهل الحديث والسنه بسبب انهم لم يعتادوا على تحصيل وتقرير العلوم سوى بطريقتهم المعروفة فينكرون الدلالات العقلية التي تحصل مع البعض لمجرد انها لم تتوافق مع طريقتهم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الحادي عشر
وكذلك كثير من اهل الحديث والسنة قد ينفي حصول العلم لاحد بغير الطريق التي يعرفها، حتى ينفي اكثر الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك. وكذلك الامور الكشفية التي للاولياء من اهل الكلام من ينكرها، ومن اصحابنا من يغلو فيها، وخيار الامور اوساطها.
فالطريق العقلية والنقلية والكشفية والخبرية والنظرية طريقة اهل الحديث واهل الكلام واهل التصوف قد تجاذبها الناس نفيًا واثباتًا، فمن الناس من ينكر منها ما لا يعرفه، ومن الناس من يغلو فيما يعرفه، فيرفعه فوق قدره وينفي ما سواه. فالمتكلمة والمتفلسفة تعظم الطرق العقلية وكثير منها فاسد متناقض، وهم اكثر خلق الله تناقضًا واختلافًا، وكل فريق يرد على الاخر فيما يدعيه قطعيًا.-انتهى-
خصوصا وان السي دي الذي اعانني الله تعالى على اخراجه بأمكانياتي البسيطة والمتواضعة بالغة الانجليزية
والسيرة تبين ان اسباب دخول الصحابة رضي الله عنهم الاسلام واقتناع البعض منهم رضي الله عنهم متنوعة منها قصة مصارعة النبي صلى الله عليه وشسلم لابي ركانة رضي الله عنه
قال ابن اسحاق وحدثني أبي اسحاق بن يسار قال وكان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف أشد قريشا فخلا يوما برسول الله A في بعض شعاب مكة فقال له رسول الله A يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك اليه قال إني لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك فقال له رسول الله أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق قال نعم قال فقم حتى أصارعك قال فقام ركانة اليه فصارعه فلما بطش به رسول الله A أضجعه لا يملك من نفسه شيئا ثم قال عد يا محمد فعاد فصرعه فقال يا محمد والله إن هذا للعجب أتصرعني قال وأعجب من ذلك ان شئت أريكه إن اتقيت الله واتبعت أمري قال وما هو قال أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني قال فادعها فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله A فقال لها ارجعي الى مكانك فرجعت الى مكانها قال فذهب ركانة الى قومه فقال يا بني عبد مناف ساحروا صاحبكم أهل الأرض فوالله ما رأيت أسحر منه قط ثم أخبرهم بالذي رأى والذي صنع
هكذا روى ابن اسحاق هذه القصة مرسلة بهذا البيان وقد روى أبو داود والترمذي من حديث أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبي A فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحتقر مطلب ابي ركانة كوسيلة لاقتناعه رضي الله عنه بصحة كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما اريد ان اسطره هنا
ومن هذا الباب يأتي اصرارنا مع نكران البعض لنا ان هذا سبيل دعوي ممتاز بأذن الله تعالى لاستقطاب اهل الكتاب من الامريكيين والاوربيين للاسلام
على ان علي ان اسطر بعض القواعد الفقهية والتي اكرمني الله تعالى بها خلال مطالعاتي لكتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والتي اكاد لا احيد الى سواها من الكتب
اولا مراعاة التدريج في الدعوة
تحقيقا لقول النبي صلى اله عليه وسلم حينما ابتعث معاذ رضي الله عنه لاهل اليمن فقال عليه الصلاة والسلام
إنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه توحيده تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم بأن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ..." الحديث
فالتدريج وترتيب الاولويات
التوحيد الاصل الذي ينبغي الاهتمام به ..اما مطالبتهم بتغيير نمطية السلوك المتصل ببيئة الغربيين فنصيحتي الاعتبار لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد19
وكذلك الكفار، من بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم انه رسول الله فامن به، وامن بما انزل عليه، واتقي الله ما استطاع، كما فعل النجاشي وغيره، ولم تمكنه الهجرة الى دار الاسلام، ولا التزام جميع شرائع الاسلام؛ لكونه ممنوعًا من الهجرة وممنوعًا من اظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الاسلام، فهذا مؤمن من اهل الجنة. كما كان مؤمن ال فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت امراة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ مع اهل مصر؛ فانهم كانوا كفارًا، ولم يمكنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الاسلام؛ فانه دعاهم الى التوحيد والايمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن ال فرعون: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى اِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا} [غافر: 34].
وكذلك النجاشي، هو وان كان ملك النصاري، فلم يطعه قومه في / الدخول في الاسلام، بل انما دخل معه نفر منهم؛ ولهذا لما مات لم يكن هناك احد يصلي عليه، فصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، خرج بالمسلمين الى المصلي فصفهم صفوفًا، وصلي عليه، واخبرهم بموته يوم مات وقال: (ان اخًا لكم صالحًا من اهل الحبشة مات). وكثير من شرائع الاسلام ـ او اكثرها ـ لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت، بل قد روي انه لم يصل الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدي الزكاة الشرعية؛ لان ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفتهم. ونحن نعلم قطعًا انه لم يكن يمكنه ان يحكم بينهم بحكم القران، والله قد فرض على نبيه بالمدينة انه اذا جاءه اهل الكتاب لم يحكم بينهم الا بما انزل الله اليه، وحَذَّرَه ان يفتنوه عن بعض ما انزل الله اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق