إيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
يقول شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد 20
ذا تبين ذلك فغالب الفقهاء إنما يتكلمون به في الطاعات الشرعية معالعقلية وغالب الصوفية إنما يتبعون الطاعات الملية مع العقلية وغالب المتفلسفةيقفون على الطاعات العقلية. ولهذا كثر في المتفقهة من ينحرف عن طاعات القلبوعباداته: من الإخلاص لله والتوكل عليه والمحبة له. والخشية له ونحو ذلك.وكثر في المتفقرة والمتصوفة من ينحرف عن الطاعات الشرعية فلا يبالون إذا حصل لهمتوحيد القلب وتألهه أن يكون ما أوجبه الله من الصلوات وشرعه من أنواع القراءةوالذكر والدعوات أن يتناولوا ما حرم الله من المطاعم وأن يتعبدوا بالعبادات البدعيةمن الرهبانية ونحوها ويعتاضوا بسماع المكاء والتصدية عن سماع القرآن وأن يقفوا معالحقيقة القدرية معرضين عن الأمر والنهي، فإن كل ما خلقه الله فهو دال على وحدانيتهوقائم بكلماته التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر وصادر عن مشيئته النافذة ومدبربقدرته الكاملة. فقد يحصل للإنسان تأله ملي فقط ولا بد فيه من العقلي والملي وهوما جاءت به الرسل بحيث ينيب إلى الله ويحبه ويتوكل عليه ويعرض عن الدنيا، لكن لايقف عند المشروع من الأفعال الظاهرة فعلا وتركا وقد يحصل العكس بحيث يقف عندالمشروع من الأفعال الظاهرة من غير أن يحصل لقلبه إنابة وتوكل ومحبة وقد يحصلالتمسك بالواجبات العقلية. من الصدق والعدل وأداء الأمانة ونحو ذلك من غير محافظةعلى الواجبات الملية والشرعية. وهؤلاء الأقسام الثلاثة إذا كانوا مؤمنين مسلمين،فقد شابوا الإسلام إما بيهودية وإما بنصرانية وإما بصابئية، إذا كان ما انحرفواإليه مبدلا منسوخا وإن كان أصله مشروعافموسويةأو عيسوية.
وما نجده اليوم في الصورة التي يريد ان يقدمها لنا صنف من المطاوعة المنتمين للشرعة والمنهاج العلمية سواء اكانوا متفقهة او متسننة او منتسبين الى العلم ..هو تلك النمطية لذلك المطوع الذي لايخطىء ابدا بيحيويته اليحيوييه –على غرار الموسوسة والعيسوية التي ذكرها شيخ الاسلام- فيحي عليه السلام لم تكن له خطيئة وقد قال الله تعالى في شأنه (((يايحي خذ الكتاب بقوة))) ..وهذه النمطية المذهبية والسياسية والطرقية لهذا الصنف من المطاوعة والذين يريدون ان يقدموا لنا انموذجا يحيويا يأخذ الكتاب بقوة ..كيف؟
قال ابن كثير رحمه الله
يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَاب بِقُوَّةٍ " أَيْ تَعَلَّمْ الْكِتَاب بِقُوَّةٍ أَيْ بِجَدٍّ وَحِرْص وَاجْتِهَاد
اما في تفسير القرطبي فقد جاء
" بِقُوَّةٍ " أَيْ بِجِدٍّ وَاجْتِهَاد ; قَالَهُ مُجَاهِد . وَقِيلَ الْعِلْم بِهِ , وَالْحِفْظ لَهُ وَالْعَمَل بِهِ , وَهُوَ الِالْتِزَام لِأَوَامِرِهِ , وَالْكَفّ عَنْ نَوَاهِيه
ويريد هذا الصنف من المطاوعة ان يقنعونا ان هذه الشرعة والمنهاج اليحيوية في الاخذ بالكتاب وعدم الخطأ وارتكاب الاخطاء انما هي شرعة ومنهاج محمد صلى الله عليه وسلم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد ى19
فالمـذاهب والطـرائق والسياسـات للعلماء والمشايخ والأمراء إذا قصدوا بها وجه اللهتعالى دون الأهواء؛ ليكونوا مستمسكين بالملة والدين الجامع الذي هو عبادة الله وحدهلا شريك له، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم من الكتاب والسنة ـ بحسب الإمكان ـ بعدالاجتهاد التام ـ هي لهم مـن بعض الوجوه بمنزلة الشِّرَع والمناهج للأنبياء،-
كيف تتحقق لهؤلا الشرعة والمنهاج؟؟؟
يقول شيخ الاسلام رحمه الله
وهم مثابون على ابتغائهم وجـه الله وعبادتـه وحـده لا شريك له، وهو الدين الأصلىالجامع، كما يثاب الأنبياء على عبادتهم الله وحده لا شريك له، ويثابون على طاعةالله ورسوله فيما تمسكوا به لا من شرعة رسوله ومنهاجه، كما يثاب كل نبي على طاعةالله في شرعه ومنهاجه.
ويتنوع شرعهم ومناهجهم، مثل أن يبلغ أحدهم الأحاديث بألفاظ غيرالألفاظ التي بلغت الآخر، وتفسر له بعض آيات القرآن بتفسير يخالف لفظه لفظ التفسيرالآخر، ويتصرف في الجمع بين النصوص واستخراج الأحكام منها بنوع من الترتيبوالتوفيق، ليس هو النوع / الذي سلكه غيره، وكذلك في عباداته وتوجهاته، وقد يتمسكهذا بآية أو حديث وهذا بحديث أو آية أخرى.
وكذلك في العلم، من العلماء من يسلك بالاتباع طريقة ذلك العالم،فتكون هي شـرعهم حتى يسمعـوا كـلام غـيره، ويروا طريقته، فيرجح الراجح منهما،فتتنوع في حقهم الأقوال والأفعال السالفة لهم من هذا الوجه، وهم مأمورون بأن يقيمواالدين ولا يتفرقوا فيه كما أمرت الرسل بذلك، ومأمورون بألا يفرقوا بين الأمة، بل هيأمة واحدة، كما أمرت الرسل بذلك، وهؤلاء آكد، فإن هؤلاء تجمعهم الشريعة الواحدةوالكتاب الواحد.
ولذا فاننا نقول لهم حفظكم الله انتم لا تمثلون سوى شرعة ومنهاج يحي عليه السلام من بعض الوجوه بيحيويتها اليحيويه بمرادها الشرعي ومرادها الكوني والذي يحتمل الخير والشر طبعا وجبلة وغريزة
ولذا ان اصحاب هذه الشرعة والمنهاج يستعظمون تلك الاخطاء التي قد تصدر من الاخرين ..مع ان الله تعالى يبين ان هذه البشرية تكون ايضا في الانبياء..اي نعم ان الامر والنهي يحقق بالكسب تجابلا سلوكيا يؤثر في حياة الناس والا ما كان هناك ثواب وعقاب ...ولكن علينا ان نعرف اين نحن وما نمثله ولانقنع الاخرين اننا من يمثل الشرعة والمنهاج المحمدية الكاملة بينما لانمثل سوى شرعة ومناهج لنبي من الانبياء من بعض الوجوه ضمن اطار الدين الكلي الجامع
لقد تحدثنا في بحث تحت اسم الهيمنة الامية فيما فوق البرمجة اللغوية العصبية مبينين عقليا ان الامية ليست كما يتوهم البعض فقط عدم القراء والكتابة بل هي كما نلاى شرعة ومنهاج مذهبية وسياسية وطرقية وسلوكية ..انها البساطة والسماحة بحسناتها وسيئاتها ....اما من يريد ان يقدم انموذجا نمطيا طوباويا لدين محمد صلى الله عليه وسلم لايخطىء فيه المرء فهذا يخالف الاصل الكوني الذي في البشر قال صلى الله عليه وسلم:كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
سئل الشيخ سفر الحوالي
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]
السؤال: ما هو الحديث الذي ذكره الأخ الذي لبس عليهم الشيطان { ساعة وساعة } فهل معناه أن ساعة في المعصية هي أمر طبيعي؟
الجواب: ليس المقصود ساعة فيما يغضب الله ويقرب من النار، وساعة فيما يرضي الله ويقرب من الجنة، محال هذا! والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقصد ذلك، بل إن المقصود هو ساعة جد وعمل وساعة راحة، كما في حديث [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] ، فنذكر الله ساعة في مجلس ساعة ما بين المغرب والعشاء، مثلاً ثم نأكل ونشرب ونتحدث حديثاً طيباً في ساعة تالية، فحياة المؤمن دائرة بين الطاعة وبين المباح، أما أن يكون البديل عن الطاعة هو المعصية والذنوب والإجرام فهذا هو المفهوم غير صحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق