بسم الله الرحمن الرحيم
لتركيا وباكستان منا الحب والامل
اتذكر انني حينما نشرت موضوع فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب بموقع حوار اليمني ..ان هناك من قال لي ان منطقك هذا سيسبب الاقتتال الطائفي ..وقد وقع عنده ومن عنوان الموضوع انني متعصب للقومية العربية على حساب القومية الاسلامية ...فقلت له كلامك صحيحا اذا كان نبيل العوذلي كتب عنوان الموضوع –فلسفة المؤامرة على العرب السنه في جزيرة العرب- أي ان واو العطف التي بين العرب والسنه غير موجودة ..ولكنني جعلت وبتوفيق من الله تعالى واو العطف لابين ان مقصودي بالعرب هنا عامة بنصرنيهم ويهوديهم وقصودي بالسنة بعجميتهم من الشرق والغرب والشمال والجنوب ....
بل قد اكدت الاحداث الماضية ان العرب مجملا بنصرانيهم ويهوديهم بما فيهم نحن المسلمين مستهدفين كجنس وذلك لان العقيدة التي تتحرك بها المسيحية الصهيونية انما هي عقيدة آرية ترى ان جنس معين بغض النظر عن ديانته محل الوعد الكوني الذي سيذهب الرب به ملكوتهم الكوني ...اما العقيدة البدعية للباطنية والصفوية فتنظر للامر من جهة الشرعة والمنهاج للسنة بغض النظر عن الجنس ..والنبي صلى الله عليه وسلم وكما بين لي كما احب ان اسميه الشيخ ناصر عطروس ان السنن التي اخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث
" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلو جحر ضب لدخلتموه " .
قالوا [أي الصحابة]: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟!
قال: " فمن " [أي فمن غيرهم].
والحديث الثاني لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع ".
فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟
قال: ومن الناس إلا أولئك ؟
فاصبح هناك عنصرين في الموضوع
العنصر الاول الدين او الشرعة والمنهاج
العنصر الثاني الجنس او القومية
لان قول النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى فيه اشارة الى دين ويقابله الدين الاسلامي..وقول النبي صلى الله عليه وسلم فارس والروم فيه اشارة الى جنس وقومية ويقابله جنس العرب ...ومن هنا اما ان يدخل الخبث من جهة الجنس مسخفيا بالدين او الشرعة والمنهاج او يدخل من جهة الدين ومستخفيا بالجنس والقومية ...وهذا ما حدث بالضبط للامة بقوميتها ودينها خلال المائة السنه التي مضت ..فمع بزوغ القومية العربية ودعاتها كان اهل الدين النصراني واليهودي ومن شابههم من بعض الوجوه كما اخبر شيخ الاسلام رحمه الله حينما قال في اقتضاء الصراط المستقيم
فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضاً، وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود أو النصارى وإن كان الرجل لا يكفر بكل انحراف، وقد لا يفسق أيضاً، بل قد يكون الانحراف كفراً وقد يكون فسقاً وقد يكون معصية وقد يكون خطأ، وهذا الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويزينه الشيطان؛ فلذلك أمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهودية فيها ولا نصرانية أصلاً
اتضح ان هناك من كان بين صفوفنا وباسم العرب والعروبة والقومية العربية انما كان يخدم الدين الذي ينتمي اليه او الى تلك الشرعة والمنهاج البدعية والتي فيها مشابهة لاحدى شعب اليهود او النصارى كما بين شيخ الاسلام رحمه الله
كذلك الحال وباسم الاسلام الذي ويفرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوى كما حصل مع مدرسة الاخوان وحزب التحرير والسلفية العلمية....والذين يجعلون من الاصل الديني للدين او للشرعة والمنهاج اساسا للقبول والرفعة والتقديم والتأخير ..ولكن اتضح انه وبأسم هذه الابعاد كان من الداخلين في هذا المقام انما كانوا يخدمون الجنس او القومية التي ينتمون اليها ..باسم تلك النصوص وبالاستظلال بها
فكان اهل القومية والعنصر يرون في صفوف الدينيين الاسلاميين وبحكم فراستهم في هذا البعد العنصري ..يرون ان هناك من يخدم قومية معينة وجنس محدد باسم (((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ام اكرمكم عند الله اتقاكم))) وباسم – اسمعوا واطيعوا ولو كان عبدا حبشيا كأن رأسه زبيبة ---والاسلاميين يرون ان هناك ممن هم في صفوف القوميين وباسم الجنس العربي والامة العربية والقومية العربية من يخدم يهودديته او نصرانيته اعتقادا او تشبها كبعض الفرق البدعية
وهكذا سارت الامة بمسارين متناقضين متعارضين ..حكاما ومحكوميين كونيين وشرعيين
لعل هذه الكلمات بالضبط ما قصدها الوالد المناضل عبدالقوي رشاد مستشار رئيس الجمهورية اليمنية وابن عم الرئيس قحطان الشعبي حينما التقيته في عدن وشرح لي ما اثمرت خبرته وتجربته ..فقلت له ياعم عبدالقوي من الواضح ان القادم والمنشود ان يحمل هم الامة لابد ان يجمع بين المسارين مسار القومية والعنصر ومسار الدين الشرعة والمنهاج ..ولعل هذا ولله الحمد ما اردت به في فلسفة المؤامرة على العرب والسنة في جزيرة العرب ..ولعل هذا بكل تأكيد ما سبقتنا اليه المملكة العربية السعودية الى حد جيد نطمح في تحسينه وزيادة تكميله بالرؤى الاجتهادية الجديدة ...ولعل هذا بالضبط ما اردت ان اقوله لاخواني من غير العرب والسنه خصوصا تركيا وباكستان واللتين نعول بعد الله تعالى ان يحملا معنا هم اثبتت التجربة اننا لانستطيع ان نحمله نحن العرب لوحدنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق