سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الاثنين، 6 فبراير 2012

الاتصال والانفصال بين العقيدة والسياسة والدين

الاتصال والانفصال سنه من سنن الله الكونية والشرعية .. وهو يكون
اولا
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق
ثانيا
الاتصال والانفصال بين المخلوقات
اولا
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق
تعلقت الصلاة والتي كما يفسرها العلماء بانها صلة العبد بربه بمذهب وطريقةوسياسة
الاتصال والانفصال العبد بربه تعالى .. والتي تبين ان القول باطلاق تغيير مذهب وطريقة وسياسة الاتصال والانفصال بين العبد وربه تعالى ليست سليمة لان الله تعالى فرض الصلوات بزمكانية معينة وحركية معينة ا- اي اوقات الصلاة والاماكن المحدده لها والحركات المتكونه من القيام والركوع والسجود- بثباتية معينة لايمكن لاحد ان يقول ان تغيير هذه المحكمات سيحقق نتائج جديدة ولكن الذي يحصل هو تغيير الاحوال الباطنية من الخشوع والتركيز والتدبر للانسان فيحدث ان ثمة نتائج جديدة تظهر لك تحصلت بفعل التغيير الداخلي من الخشوع والتفكر في كلام الله وتمثل الوقوف بين يدي الله تعالى .. والسؤال المهم هل هذه النتيجة متحققة ايضا بين المخلوقات .. وهو ما سيتضح لنا انشاء الله في الجزء المتعلق بالاتصال والانفصال بين المخلوقات
ونبقى في
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق .. والذي ضل فيه كثير من الناس وظنوا ان الاتصال والانفصال متحقق حسيا ومعنويا بين الذات الالاهية والذات المخلوقة معتمدين مثلا على احاديث مثل . فاكون اليد التي يبطش بها و....-
لقد وقع كثير من الناس في الظن بان تغيير مذهب وطريقة وسياسة
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق قابلة للتجديد فابتدعوا صلوات جديدة كالطرب واليوجيات والتشيقونغيات و.....الخ وهذا غير صحيح ابدا .. بل ان للثباتية المحكمة في حركات الاتصال مع الله تعالى في الصلاة لها من الحكمة منها ان الله تعالى يبين ان الاصل في تحقيق نتائج جديدة متعلق بالباطن كاصل ثابت وليس بالظاهر .. حتى تجد احيانا ترى الشخص المقزز جميلا بسبب فكرة ما قد صار جذابا ومرغوبا عندما تغيرت فكرتك السابقه عنه...
واذا كانت الصلاة تكشف لنا ان ثباتية الصلاة في شرعة ومنهاج محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الزمكانيات والحركات والاقوال - من سورة الفاتحة- تبين لنا ان من يظن بان تغيير كيفيات
الاتصال مطلقا ليس صحيحا وانما هو مقيد بالمحكمات الكونية والشرعية حتى بين الناس كما سيتضح لنا انشاء الله

وبذا يتبين لناان
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق يزيد وينقص ويتفاضل ويتبعض..؟
الزيادة والنقصان في
الاتصال والانفصال
وهو يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي..
التفاضل في
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق في الناس
فقد يجعل الله تعالى لبعض الناس تفاضلا بصريا في
الاتصال والانفصال بالرؤيا او المكاشفات والشهود .. حتى كأنه يرى الله تعالى واثار رحمته .. ولكن الذي يحصل عند البعض من قوة هذه الملكة انهم ظنوا برؤيتهم الله تعالى في الدنيا عيانا وهذا غير صحيح لان الله تعالى لايرى في الدنيا وانما يرى باذن الله تعالى في الاخرة .. ولذا فعندما طلب موس عليه السلام الرؤيا قال له الله تعالى(( قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني)).. هذا وقد يجعل الله تعالى لبعض الناس قدرات سمعية فيسمعون موجبات ومقتضيات ولوازم ايات الله السمعية حتى يظنوا انهم يسمعون كلام الله تعالى عيانا .. وكذلك هناك من يهبهم الله تعالى التفاضل في الحسيات فيحسون باثار رحمة الله واياته الحسية باحاسيسهم الوجدية...
التبعض في
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق في الناس
وهذا صحيح فقد يكون عندك بعض من قدرات
الاتصال والانفصال مع الله تعالى في عبادات معينة ولايكون عندك نفسها في عبادات اخرى ..
المهم في هذا المقام ان
الاتصال والانفصال بين الخالق والمخلوق يكون للناس اجمعين وفق الهداية الكونية والشرعية لربوبية الله تعالى العامة والخاصة.. ومن هذا الاصل فاننا نحترم كثير من العلوم الكونية كعلم البرمجة اللغوية العصبية التي هدى الله تعالى الغربيين الى معرفتها بهدايته الكونية ولكننا نتعامل معها من مقام الهيمنة المحمودة بان نتعامل مع النصوص التي تأتي منهم بهذه الكيفية ؟
لانأخذ النص ونبحث عن الدليل الذي يثبته فقط ولكن نبحث عن الدليل الذي يثبته والدليل الذي ينفيه ثم ننظر في قوة دليل النفي وقوة دليل الاثبات وننظر الى مراد الله الكوني الغالب والسائد تحقيقا لفقه الموازنات بالمفاسد والمصالح للحال والمآل .. فقد تكون المنفعة متحققة في الحال- اي الحاضر- ولكنها مضرة في المآل - اي المستقبل- فننظر الى درجة المضرة هذه ..فان كانت متعلقة بثوابت
العقيدة والتوحيد المحكمة فيجب نفيها لان الله تعالى ىيبين ان الشرك في الناس قد يتحقق تدريجيا على نحو المسارقة والتدريج الخفي قال تعالى(( فخلف من بعدهم خلف..)).. فالضرر قد لايكون علينا نحن ولكن قد يكون على ابناءنا . ...وهكذا
الاتصال
والانفصال بين المخلوقات

هذا الباب اختبط فيه كثير من الناس .. حتى نشأ بسبب ذلك التطرف والغلو بين متشدد ولين وبين مندفع ومتراجع.. وما المشاكل هذه الايام الا بسبب اخذ البعض باجتهادات متشددة تستوجب ان لايكون في الكرة الارضية صنف معين من الناس والموت والفناء للاخرين تارة باسم الدين وتارة باسم الجنس وتارة باسم الشعوبية او القبلية او الاسريه او...
اولا
الاتصال والانفصال بين الدينيين
اي اهل الذين عندهم كتب سماويى سليمة او محرفه وطبعا الكتاب السليم من التحريف هو القران الكريم كما اثبت ذلك الداعية احمد ديدات رحمه الله
اولا علينا ان نسأل ما الحكمة في مراد الله الكوني والشرعي بان يشرع الله تعالى قبول الجزية من اهل الكتاب مع بقاءهم على دينهم المحرف ؟
لماذا لا يأمر الله تعالى المسلمين باستئصالهم ابدا كما يحلو للبعض وهو ما يظهر في الدعاء .. اللهم اقتلهم بددا ولاتبقي منهم احدا- والذي يتعارض مع مراد الله الكوني والذي يبين انهم باقون حتى ينزل عيسى عليه السلام...
لان رحمة الله تعالى سبقت غضبه وقال تعالى (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)) اي لكل الاجناس من دينيين ولادينيين

ان المشكلة اليوم هو التمسك باجتهادات شرعية لاتنسجم مع المراد الكوني .. والذي يستدعي اللين والرفق.. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بما معناه في اقتضاء الصراط المستقيم ص220 تحقيق د ناصر العقل
- ثم ان المسلم اذا كان في دار حرب او دار كفر غير حرب لم يوجب عليه مخالفتهم في الهدي الظاهر بل يستحب له وقد يجب عليه موافقتهم في بعض هديهم الغير مضر بالمحكمات الدينية ان كان في ذلك مصلحة دينية من دعوتهم الى دين الاسلام-
نحن باذن الله تعالى لايمكن ان نحرف الكلم من مواضعه او نشتري بايات الله ثمنا قليلا كما قد يتوهم البعض فمدافعة العدو المحتل المغتصب للاوطان من الحقوق المشروعة والواجبة نقلا وعقلا .. ولكن كيف تتم المدافعة؟.. اذا كان الله تعالى قد اخر فتح مكة بسبب عدم التمييز بين المسلمين والكفار فقال تعالى ((ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطءوهمفتصيبكم منهم معرة بغير علم)) الفتح 48....ارجع لتفسير ابن كثير والسعدي وغيره ستجد ان عدم التمييز بين المؤمنين وغيرهم وحده سبب كاف لعدم القيام بالعمل المشروع الواجب على المسلمين حتى يتحقق التمييز بينهم ثم ان هناك امر اخر وهو كيفية التمييز بين الحربيين والمدنيين لقوله تعالى((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين)) ويقول تعالى (_( ولا تزر وازرة وزر اخرى)) ويقول تعالى (( ولايجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)).. وسيكون انشاء الله تفصيل حول هذه النقاط لانها من اهم النقاط في
الاتصال مع الاخرين وخصوصا مع اهل الكتاب والذي هو محل شد وجذب بين الناس اليوم
اسال الله تعالى العون والسداد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق