سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الخميس، 9 فبراير 2012

ايتها المليونير؟؟؟سلمي نفسك البيت كله محاصر--العزة بالاثم وتعبيد الناس باسم النصيحة

بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.facebook.com/note.php?saved&&note_id=167237936723153


قال تعالى
---واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم---
تبين هذه الاية العلاقة بين طرفين
طرف ناصح يقدم نصائح
وطرف منصوح يأخذ النصيحة
اي طرف مرسل وطرف مستقبل
وهذه العلاقة بين الناس عامة  طرف مرسل وطرف مستقبل
نريد مناقشتها بنوع من الحكمة اليمانية ان شاء الله
الطرف المرسل سواء اكان ارساله هذا على شكل نصيحة او دلالة او هداية او تحذير او تنبيه او كشف او تبيين.............الخ
لايخرج عن اطار اما كونه يريد بذلك الاصلاح ما استطاع الى ذلك سبيلا باخلاصه عمله هذا لله وصدقه في تقديم النصح
او ان يجعل من شخصيته تلك ذريعة ليحكم الناس ويقودهم ويمارس عليهم دور الامام او المفكر او المرشد الناصح والهادي
فمن الناس من يتخذ النصح والتوجيه والارشاد والتبين للناس سببا وشماعة كي يقنعهم انه صالح لقيادتهم ويجب ان يحترموه ويبجلوه ويعظموه على ظهر هذا السلوك النصحي والتوجيهي والارشادي الذي يمارسه كجزء من شخصيته مع الاخرين من خلال الانتقادات والنصائح والارشادات التي يقدمها لهم ولكنه يبطن في صدره شعورا دفينا يريدهم له ان يحترموه ويتخفضوا له وينحنوا له ويعظموه دون ان يصرح بمطلبه هذا الدفين
ونوع اخر من الناس لايريد من ذلك السلوك سوى الاصلاح وتقويم الاعوجاج وتصحيح الانحرافات ومعالجة الامراض القلبية عند الناس لانه يشعر بمسؤلية تجاه المجتمع تجاه الاخرين
كيف نميز بين هذين النوعين من السلوكين لهذين النموذجين؟
لازلت اتذكر صاحب النادي الذي افتتحته واياه بالشراكة في صنعاء حينما دخل علي النادي وكان احد طلابي الموكل اليهم عمل استقبال الطلاب وتسجيل الرواد واخذ الاشتراك جالسا على الكرسي الاساسي للمكتب بينما انا كنت جالساامام المكتب في احد الكراسي التي كانت مخصصة للضيوف والطلاب وهي كراسي عادية وكنت جالسا اسوة مع بقية الطلاب بينما طالبي المكلف بذلك العمل كان جالسا على كرسي المدير -فاشار الي صاحب النادي ان اقدم علي لاسر علبيك بكلام فانفردت معه فقال لي
ياكابتن ليش انت تخلي الطالب بتاعك يجلس على الكرسي اللي مفروض انت تجلس عليه هذا موكويس لك امام الزبائن--
فقلت له هذا الكرسي مخصص له بطبيعة عمله كمسؤول عن الاستقبال والتسجيل وانا مكاني الصالة وهذا اولا وثانيا انا شخصيتي لا احب ان اتعامل مع طلابي على اساس انني حالة خاصة ينبغي الانحناء لها من قبلهم فاحرص دائما ان اظهر بمظهر الشخص  الكامل الغير ناقص لان هذا السلوك يقتضي ان الطلاب حينما يأتون الي بداية وبسبب حداثة عهدهم سينبهرون بي وبتلك شخصيتي ولكن ما ان تتطور شخصيتهم وتتراكم تجربتهم ويتحسن ادراكهم حتى يعرفوا شخصيتي الحقيقية فتسقط مكانتي بل سيحتقرونني لانهم علافوا شخصيتي الحقيقية وما كنت اخفيه عنهم بذلك المظهر وانا اريهم ان يحترمونني ببشريتي وطبيعتي البشرية بخيرها وشرها وحسنها وقبحها كي يكونون جريئين على مراجعتي ونصحي اذا ما وجدونني ارتكب حماقة فأنا لا اريد اتباع
لقد ثبت ان الصديق رضي الله عنه حينما انفذ امر سول الله صلى الله عليه وسلم ببعث جيش اسامة بن زيد الى الروم وكان لايتجاوز العشرين من عمره فكان اسامة على الخيل والصديق خليفة رسول الله يسير بجانبه ماشيا على قدميه فاستحى اسامة رضي الله عنهما من هذا الموقف فاراد ان ينزل من على الحصان فرفض الصديق قائلا وما يضرني ان تغبر قدماي في سبيل الله بهذه السيرة معك قليلا ولم يحس الصديق انه لابد ان يكون هو فوق الحصان وهذا الشاب الذي هو مثا ابنه من يسير راكبا على قدميه في التراب
من الطلاب يوافقونني على كل ما اقوم به لشخصيتي تلك لانني ساقودهم ويقودونني الى المهالك في الدنيا والاخرة
انا لست نمرا واريد من حولي ثعالب وقرود انا نمر واريد من حولي اسود وصقور ونسور كل واحد منهم له شخصيته القوية يقومني ان اعوجيت ويردني عن غيي ان انزلقت عن جادة الصواب..ولهذا لا بد ان اربيهم على انني بشر عادي يمكنهم ان يقدموا لي النصح ويردونني لانني بشر وهذه مسألة قد انزلق فيها ممن كانوا قبلنا حينما جعلوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فساقوهم الى النار بهذه الربوبية الضالة تحت عنوان القائد والمرشد والهادي
اذا عنوان التمييز بين الناصح الصادق للناس والناصح الكاذب للناس هو شخصيته التي يظهر بها مع الاخرين
هل يحرص دائما ان يكون هو فقط الموجه والمرشد والناصح والهادي؟
هل يتقبل النصيحة والانتقاد البناء من الاخرين حتى لو كانوا ممن هم دونه سنا او فهما؟
هل يسمع النصائح ويتغير ام فقط يسمعها ولايتغير؟
هل يحرص ان يخفي عوراته البشرية التي يشترك فيها مع الكل؟
مثلا
هل يمكن ان يظهر بلبس متواضع ام انه يحرص على ان يكون لبسه دائما يوحي بالامامة الدينية او القيادة او الاوبهة؟
هل اذا زرته الى بيته يتصرف معك بطبيعية بشرية ام يحرص على ان يتعامل معك كقائد متكلم وانت مستمع؟
هل يتحاور مع الاخرين بطريقة الاخذ والعطاء في الكلام ام انه فقط يريد ان يتلكم والناس تستمع له؟
لقد دخل يوما اعرابيا على الصحابة وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الامام الالباني رحمه الله دلالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متميزا بجلسة او بلبس او بهيئة او ....الخ
اما يتعلق بالطرف المنصوح
فلابد من تمييز اشياء في شخصيته
هل يتقبل النصيحة من الاخرين ام تأخذه العزة بالاثم
ما هي العزة بالاثم
انواع
الاول ان تأخذه الحمية لشرف نسبة او شرف قبيلته او شرف وطنيته كما هو اليوم مثلا حاصلا معي تجد ان الكثير قد لايقبل مني النصح لانني --ابو يمن--ولست خليجيا..وهذا من العزة بالاثم وكذلك ان يكون اعتزازه باسرته الغنية او غناه المالي او ثروته فلايقبل النصيحة لانها جاءت ممن هو دونه بالمال او النسب او الشرف الاجتماعي ولهذا كثيرا مايجعل الله تعالى الهداة الناصحين على حال من الفقر او الضعف في القوة او المكانة الاجتماعية او الحسبية او الوطنية كما هي اليوم ليبتلي الاخرين بهذا الناصح وبكلامه الصادق لهم
الثاني
ان يستمع الى النصيحة ويشكرك عليها ولكنه لايطبقها ولايعمل بها ولايتغير بسببها وهذه دائما مشكلة كل من كان فيه شبه بسلوك اليهود لان مشكلة اليهود كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ليس في العلم الصحيح ولكن في الارادة الفاسدة فلايعملون بموجب العلم الصحيح لانفصاميتهم الشخصية بين ما يؤمنون به ويعلمونه ويفهمونه وبين مكابرتهم ومعاندتهم من تطبيق الكلام الصحيح لانه جاء ممن يرونه دونهم
الثالث
يستمع لك ويطبق كلامك ولكنه يظل حاقدا غيظا وحسدا لانه يشعر انك قد تفوقت عليه في شيء ما ويظل يتربص بك حتى تظهر بموقف ضعف فيتطاول عليك بالانتقاد  والتجريح باسم النصيحة وهو يخفي حقده الدفين عليك المخزون من قبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق