سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الاثنين، 6 فبراير 2012

الاعتراف باسرائيل بين المراد الكوني والمراد الشرعي...

رغم علمي ان كلامي قد يثير سخط اخوتي العرب وذلك بسسب ما رسخت في عقيدتهم العقلية من ان الاعتراف باسرائيل ردة قومية ..وعند اصحابي
جماعة الجهاد- ردة دينية ..سوى انني احب ان اسطر هذه الكلمات التي انما قد اكون مصيبا فيها او مخطئا منتظرا تصحيح خطأي
بقول تعالى
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

ويكاد قد استقر الاتفاق على ان العلو الحاصل اليوم لبني اسرائيل هو العلو الحاصل معهم اليوم...ويكفيك ان امريكا اليوم لايستطيع رئيس ان يعلو على رءاسة البيت الابيض فيها الا بعد ان يصدع بموالاته لاسرائيل ..بل ان اوربا كذلك اليوم لاتستطيع ان تخرج عن طور السيطرة القوية لاسرائيل ..وهو مما تواطىء عليه الناس من انه حقيقة متقررة

ما يهمني هنا ان العلو الحاصل اليوم يفسره البعض ..هكذا

ياجماعة الله سبحانه وتعالى مكن لليهود بارادته التي بشر بها في كتابنا ..فلابد ان ذلك يريده الله تعالى ويحبه ..فلماذا اذا نقاوم هذه الارادة الالاهية

والمسألة هذه حقيقة تندرج ضمن قاعدة استقام فيها اهل الصراط المستقيم على عقيدة سليمة وانحرف عنها الاخرين بنسب زيغ قد تكون مكفرة او مخطئة او...مفسقة

هذه المسألة
هل الله خالق الخير والشر..؟
وهل يرد الله تعالى الخير والشر؟
وكيف يريد الله تعالى الخير والشر ويعاقب عليه؟

بعض الفرق ارادت ان تنزه الله تعالى عن خلق الشر ...وارادته جلى وعلى بخلق الشر ...فجعلت في ملكوت الله تعالى خلق وامر لانعرف من اين جاء .. ومن خلقه...فوقعوا في التعطيل رغبة منهم في تنزيه الله تعالى عن خلق الشر

فقال اهل السنه وهم اكما ولله الحمد في عقيدة البشر الموصلة سبيل النجاة
ان الله تعالى له ارادتين
ارادة كونية خلق بها الخير والشر والحسن والقبح والصح والخطا
وهذه الارادة التي خلق الله تعالى بها الخير والشر للحكمة والابتلاء..ولايلزم ان الله تعالى يحبها ويرضى بها الا ان كانت موافقه للمراد الشرعي
الارادة الثانية هي الارادة الشرعية التي يحبها الله تعالى ويرضى بها..

ولكل من الارادتين خلق وامر وصراع واتفاق..فالصراع في الارادة الكونية يكون بين الخير والشر والصح والخطا وبين الكرامة والعبودية ..اما الصراع في الارادة الشرعية فهو بين الكفر والايمان والحلال والحرام والسنه والبدعة

ويمكن الاستفاضة في ذلك بقراءة ما كتبه ابن القيم في شفاء العليل
بالضغط على هذا
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل

السؤال هنا هل هناك علاقة بين الارادة الكونية والشرعية في الانسان ام انهما منفصلتان فيه؟

وهو ما توهمه البعض وسطروا لانفسهم اما سبيل يستند على
المراد الشرعي من الكتب السماوية او من المراد الكوني من الحكمة والعلل

وحتى نفهم هذه المسألة يجب ان نستبين شيء هام

في الانسان ارادتين
ارادة اختيارية وارادة لا اختيارية ..ولها اعضاء اراديه واعضاء لاارادية ..فحركة ضخ القلب لا ارادية والمعدة وكثير من العمليات التي تحدث في الجسم يقوم بها الجسم بدون قدرة اختيارية من الانسان اما مثلا الاكل والشراب والنوم واوضاع الجلوس والمشي والكلام ..الخ ارادات اختيارية للانسان ..اليس كذلك؟

هل هناك علاقة بين الارادتين؟

نعم من الممكن ان تؤثر في الارادة اللاارادية من خلال الطعام والشراب واوضاع النوم والجلوس والمشي ....الخ بالسلب –مرضا وهدما- وبالايجاب- صحة وبناءا-

كذلك العلاقة بين الارادة الكونية والارادة الشرعية سلبا وايجابا مرضا وصحة ولهذا شرع الله تعالى العبادات وهو جلى وعلى في غنى عنها ولكن من اجل تهذيب منافع واضرار الارادة الكونية في الخلق والامر


بعض الناس جعلوا علم وثقافة وولاء وبراء الارادة الكونية هو المهيمن على الارادة الشرعية مطلقا والبعض العكس مطلقا والبعض خلط بتناسب وتفاضل بناء والبعض الاخر بتناسب وتفاضل هدام

الموضوع الاساسي
وجود اسرائيل بين الارادة الكونية والارادة الشرعية ..؟

لابد من ان يكون هناك سياسة وعلاقةوتدابير وولاء وبراء تفرضها موجبات الارادة الكونية ..لانستطيع انكارها او القفز عليها ...ولابد من ان تكون هناك سياسة وعلاقة وتدابير وولاء وبراء من مقتضى وموجب الارادة الشرعية

خذ مثلا الشيطان خلقه الله تعالى ومكنه من تلك القدرات للارادة الكونية
ولكن الله تعالى شرع لنا من السياسات والتدابير والعلاقة والولاء والبراء التي تقينا من الوقوع في مزالق وبراثن الشيطان ...ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي هريرة لما علمه الشيطان ان اية الكرسي من قرأها في ليلته لم يكن للشيطان عليه سبيل ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم –صدقك وهو كذوب—

وكذلك الحال مع اليهود ..قد شرع الله تعالى لنا من سياسات وتدابير تجاههم لكن ذلك لايمنع من العدل معهم قال تعالى (((ولايجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا)))
وعن قتيلة بنت صيفي الجهنية، رضي الله عنها: أن يهوديًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: «ما شاء الله ثم شئت»، حديث صحيح، أخرجه الطحاوي في «المشكل»، وأحمد، والبيهقي، كما رواه النسائي وصححه، وأخرجه الحاكم، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، ثم الألباني،

هذه العلاقة بين
المراد الكوني والشرعي كسياسة وتدابير وولاء وبراء
يشترط فيها
اولا
القدرة والتمكن
ثانيا
المصالح والمفاسد والتعارض بينهما

لان الاسلام جاء بحفظ الدين والنفس والعرض والمال والعقل..ولاينبغي حصر الدين وحكر نصوصه على مراد الله تعالى الديني- الدين- والذي اصلا لايستقيم الا بأنفس بشرية ولها عقول راشدة واموال واعراض...فتشرع سياسات وتدابير وولاء وبراء شرعي لمقتضى
المراد الديني فقط دون الاعتبار لمقتضى المراد الكوني..انها مسألة كبيرة ان تجمع بين الاعتراف باسرائيل كوجود كوني كياني سياسي علاقاتي يجب ان تتعامل معه بمقتضى العرف المتقرر اليوم اقتصاديا وسيايا ودبلوماسيا واجتماعيا وثقافياوفي نفس الوقت تجاهده كعدو صائل تتقرب الى الله تعالى بدفعه وجهاده اما نصر او شهادة ولكنها واقعة وعلينا الاقرار بها والالتزام بحقيقتها قولا وعملا وفق القدرة والتمكن والمصلحة والمفسدة والتعارض بينهما ..هذا هو الاسلام اما عقيدة الافناءالمطلق—ولاتغادر منهم احدا ولاتبقي منهم احدا- تلك التي تتعارض مع نصوص المراد الكوني ببقاءهم حتى المعركة الاخيرة التي ينزل فيها عيسى عليه السلام يجب ان تستقيم مع عقيدة المراد الديني لشرعة ومنهاج محمد صلى الله عليه وسلم- والله اعلم بالصواب-)(((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)))







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق