سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الأربعاء، 1 فبراير 2012

الاميرة بسمه بنت سعود آل عبدالعزيز هل تصبح توكل كرمان السعودية؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق وان قلت ان دواعي الثورة للنساء في السعودية ادعى من دواعي ثورة الرجال وعقب مشاهدتي برنامج اجندة مفتوحة على قناة البي بي سي البريطانية الذي استضاف بداية الاميرة بسمة بينت سعود ثم اربع سعوديات بعد استضافة الاميرة عملا بالعرف البريطاني الذي يضع للناس قدرهم حتى في الاعلام كما يفعلونه مع ملوكهم وامراءهم وهو عرف تحترمه احيانا بجعل قدرا من الخصوصية للناس تتناسب مع مكاناتهم وهذا ما لاحظته بالضبط بين طريقيتين للكلام تناولنها كل من الاميرة بمفردها واربع سعوديات اخريات مجتمعات لوحدهن عن الاميرة بسمة...تشعر ثمة فارقا كبيرا بين نضوج ورشد لصالح واحدة مقابل الاربع
المشكلة اننا ومع ترحيبنا بدور نضالي سلمي للمرأة في السعودية سوى اننا نقع في مشكلة
فنحن بين متجرءات على المطالبة بحقوقهن الكونية وليست الشرعية لان واقع الحال بات يجبرنا على العمل بحاجة الحكمة الكونية بالنسبة للمرأة عن الحكمة الشرعية التي اصلا تنفرد بها السعودية قولا وعملا...ولكن واقع الحال يفرض علينا ان نقدم العمل بالحكمة الكونية عن الحكمة الشرعية كي نحافظ على القدر المحترم من الحكمة الشرعية بدلا من ان تسقط كلها او ربما تنفر الناس منها
بسمة بنت سعود
امرأة تجبرك على احترامها تعكس صورة مشرقة للاسرة الحاكمة وتفرد جميل لصفات رائعة ميزتها عن الآخريات حقيقة ظهرت في كلامها وطريقته وحكمتها في اختيار الالفاظ المتناسبة مع طبيعة المقام بينها ومذيعة البي بي سي المرموقة البعيدة عن عنتريات الثوريات والتحديات الغير متناسبة مع سابقة وفضل دولة عظيمة كالمملكة العربية السعودية--تحترم اسلافها ودينيتهم ودورهم واعرافهم ولكنها ادركت واحاطت بما لم يحيطوا به كثير من الامراء كثير من المشايخ كثير من الساكنين في ابراج عاجية وفلل يؤكد ذلك فلسفة النظرية النسبية ؟؟؟؟
ماتفرد بع اينشتاين في نظريته النسبية انه يمكن ان يكون لطبيعة حدث ما او حال ما او موقف ما عدة نتائج لعدد من المقيسين شريطة ان يكون لكل منهم مكان غير المكان الذي قاس به الاخر--هذا هو السر
مامدى انعكاس هذه الفلسفة على واقع المجتمعات عامة والمجتمع السعودي خاصة؟
هناك مستويات متعددة يعيش عليها الناس بين الفقر والغنى وبين الغنى نفسه والتخمة فيه ايضا كما هو حاصل في السعودية...هذه التفاوت في المستويات وكما تقول النسبية يجعل لكل منهم قياس متغاير عن وقائع الحال المجتمعية قد تكون غير ذات نتيجة القياس لنفس المقيس بنفس الزمان احيانا
ببساطة الناس اللي فوق في السعودية لايمكنهم سوى ان يروا السعودية حلوه وجميلة ورائعة لان الوضع الذي يعيشون فيه يفرز لهم هذه النظرة البصرية والسمعية خصوصا اذا احاط بخطوط الايصال بينهم وبين المستويات الدنيا طبقة من المداهنين والمنتفعين بل والانتهازيين الذي عرفوا ان ابقاء الطبقة الاعلى على حال من السكرة التضليلية سواء بنصوص دينية او تقارير امنية او نحوه يتيح لهم ان يشكلوا مؤسسات تحكم البلاد وباسم اولئك العباد الراقدين في سبات تلك السكرة ونشوتها على ان البلاد بخير والعباد بالف خير ايضا وان كل من يشكك في ذلك فهو متآمر على الوطن ومندس يريد ان يمزقه الى غير ذلك من مصطلحات المنتفعين الوطنيين والانتهازيين الاسلاميين الذين شكلوا طبقة حالت دون الاحاطة الناضجة لواقع لايستطيون ان يحيطون به طالما انهم يقيسون الامور من مستواهم القياسي ذلك ليفرز لهم نتائج تتناسب مع المكان الذي يقيسون به الواقع المجتمعي
هنا يبرز دور الحكماء والحكيمات والعقلاء والعاقلات الذي اجد ان شاء الله ان صاحبة السمو احداهن بماظهر لي عيانا من كلامها مع ماعكر صفوه في صفاء نظرتي لها هو ذلك الحذاء بكعبه العالي الذي لا اعرف كيف يمكنها ان تسير عليه دون ان يحدث قرعات طبليه خفيفة على الارض تلفت انتباه الغافل يقلل من اكتمال تلك النظرة الحسنة لها مع الاشارة الى استحساننا ارتداءها حجابها وعدم وضع كمية مقززة من المكياج السخيف على وجهها لتظهر معتزة بما في رأسها اكثر مما هو في وجهها
اننا نرحب بدور المرأة النضالي بالطرق السلمية واعظمه كلمة الحق عند المعاندين والمتغطرسين ولكن لماذا نجد ان كثير من النساء عندما يطرقن هذا المقام السامي يظن ان عليهن ان يهجرن حجابهن ويكشفن بشعرهن كما ظهرت في الاخت التي كانت مع المذيعة في لندن ..لماذا لايظهرن بحجاب مكشوف الوجه ويرتدين من اللبس الانيق المحتشم ويقمن بدورهن المحمود المنضبط بضوابط الشرع
لقد كشفت الحلقة تلك عن توثب لثوريات سعوديات قد يقدنهن اميرات عاقلات اذا لم يدرك الرجال في السعودية حاجة المجتمع السعودي للاصلاح وتجديد مياهه الراكدة عملابضرورة العمل بمقام الحكمة الكونية احيانا عن مقام الحكمة الشرعية اذا كان ذلك سيعزز بقاء الحكمة الشرعية بالحد المطمئن والضروري في الاصول والقواعد الضرورية
ماذا نقصد بذلك حتى لايساء فهمنا؟
نقصد ان مايدعوا اليه مشايخ الدين هو الحالة الصحيحة والمثالية لان البعض يظن اننا بمثل هذا الكلام نجعل من انفسنا وماندعوا اليه هو الصح وما يتحدث عنه المشايخ هو الخطأ وهذا سفه
لان الصحيح هو ما يتحدثون عنه ولكن لما فشى فينا الضعق الايماني وتبعض عندنا الاحسان بل واحيانا الاسلام وصار هذا حال الاغلبية لزم علينا الحكمة بمراعاة هذا الطارىء المجتمعي المتفشي للحفاظ على النسب المطمئنة والضرورية والهامة والمناسبة من الاسلام والايمان والاحسان مراعاة لواقع مجتمعي ضعف ايمانيا مع قوة المؤثر الخارجي الذي يدعوه اصلا للانقلاب التام باسم حقوق المراة والتحرر من القيود
ازاء هذه المقدمة فاننا لانرحب بمبرر التحرر من القيود التحريض على مؤسسات دينية هامة كهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المكنر او هيئة كبار العلماء او العرف المتأسس في المملكة منذ عشرات السنين بل ندعوا الى الرشد في مثل الدعوات كي لايستثمرها بعض الحاقدين على نظام المملكه فيسعون الى خلخلة النسيج الامني في المملكة تحت هذه الدعوات ولذلك وجدنا في كلام مثل هذه العاقلة مايستحق الاشارة اليه كونها لم تجنح الى دعوة تحرض على اسلافها الاخيار بل بالحكمة الموعظة الحسنة وهذا حسن ان شاء الله
نبيل العوذلي
كاتب وباحث وناشط سياسي واجتماعي
مدرب وخبير في الفنون القتالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق