سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الجمعة، 3 فبراير 2012

--انا سعودي--هل يحق لكل مواطن هنا ان يتلفظ بها؟


 
 
اتاحت لي فرصة العمل في مكتب –المستعجل في بريدة-لتخليص المعاملات المتعلقه بالوافدين من اصدار وتجديد اقامات وتاشيرات خروج وعودة وشكاوى الوافدين بكفلاءهم لمكتب العمل وايضا السعوديين الذين يسعون للحصول على تاشيرات مكفولين جدد من الاطلاع على ماوراء الكواليس للعلاقة الاجتماعية بين المقيم والمواطن التي سطرتها قوانين وزارة العمل بجملة تلك الانظمة التي تقرر من خلال العمل بها علاقة اجتماعية تؤثر بنظري سلبا وايجابا على صورة المسمى العام الذي ينطوي تحته ملايين العرب في اكبر مساحة تضمهم المملكة العربيه السعودية الا وهو ((السعودي اللاسعودي))....ففي الوقت الذي يقدم فيه البعض بسلوكه واخلاقه الراقيين صورة حسنه للانتماء الذي يعتز به حينما يقول –انا سعودي---نسبة لسلالة عظيمة جعل الله تعالى لاحاد منها صفات فردية قوية في القيادة والامامه نجد البعض يقدم صورة هزيلة للفظ الذي يتلفظ به للاخرين حينما يقول –انا سعودي—وهو لايمت بصلة الى الانتماء الطبعي والاخلاقي لكلمة—سعودي—المنسوبة الى اسرة طالما عرف عن افرادها الترفع عن سفاسف الامور اوالانزلاق في سقطات السحت والابتزاز

مقيم باكستاني من قومية البشتون تلك القومية التي كان ولايزال اباءهم في افغانستان وباكستان يمجدون العرب ويرون في المطوع السعودي بشماغه الذي يسدله على عارضيه صورة للملاك الطاهر الذي ينبغي الاستبسال لانقاذه وعدم التفريط بتسليمه لاعداءه نجد من الاقزام الذين لايعرفون قدر هؤلاء ولا قدر الاسم الذي يحملونه ومن اين اخذوه وهو –انا سعودي—يشوهون صورة الاسم –انا سعودي---في عملية ابتزازية تعرفها من خلال شكوى وشكاوى الوافدين بمثل اولئك الاقزام كمثل هذا البشتوني الذي قاربت فترة اقامته على الستة الاشهر وهو يعمل مع كفيله في سياقة شاحنه لجلب الماء دون ان تستخرج له رخصة سير او اقامه قائلا له كفيله حال مطالبته بذلك –مش شغلك انت اشتغل انا المسؤول—
اخر بقي له على انتهاء فترة الرخصة المصرحه له في جوازه لاستخراج اقامه ايام والا سيدفع غرامة تاخير ماليه وكفيله الذي لمته واردت استحثاث وطنيته السعوديه حينما قلت له يا اخ محمد انتم تشوهون صورة السعودي امام الاخرين بسلوككم هذا ..وانتم دولة عظيمه يجب ان تجتهدون في اظهار صورة حسنه امام الاخرين ولكنه لم يعبه بكلامي بل واسغفل لحيتي بجلب ختم لي غير الختم المخصص لاتمام المعاملة
واخر يريد كفيله ان يمنحه خروج نهائي لانه اراد ان يراجعه على جملة اخطاء له والحديث –لاطاعة في معصية الله--

اقزام ورويبضات ....لو كان الامر بيدي لجعلت لهم انتماء وطني كلا بحسب انتماءه القبلي او الشعوبي لتسلم اسرة طالما عرف عن افرادها الترفع عن السفالة والاتصاف بالكرم والنخوة ---ال سعود الكرام-----من تصرفات قزمية لايخجل الواحد منهم حينما يقول—انا سعودي---

(ابو محمد الله يهديك لاتضع الفلوس هنا على الدرج)
كلمات يهمس بها الي اذني شاب حربي في السادسة والعشرين من عمره
هو صاحب ذات المكتب-عبدالله بن عباس الحربي—صرت له تلميذا في مكتبه الذي سحرني بأدبه الرفيع وتوجيهاته الراقيه في تصحيح اخطاءي التي تظهر بين الفينة والاخرى ..لشخص هو ذات الكاتب لم يعتاد العمل على الادارة المكتبية وبات الحال بالنسبة لي كذاك الذي يحسن الرؤية للاشياء البعيدة ولايستطيع ذاتها للاشياء القريبة التي تتطلب في مثل هكذا عمل قدرة تركيزية دقيقة على الاشياء الصغيرة التي حال الاعتياد عليها يصبح تأديتها بطريقة آليه قد احسن في تهذيبها هذا الشاب السعودي الحربي..بالنسبة لي احسب ان نموذج هذا الشاب للسعودي من النماذج الجيدة التي تعكس صورة حسنه للاخرين وان كان استحضار مقام المعية الالاهيه (((قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين))) في شأنه اليومي لدى ممارسته عمله لايزال طريا يحتاج الى صقل وتقوية وحضور مستمر له في القلب لانه لاصل فيه التوفيق من الله تعالى كون التأثر البارز في شخصية كثير من الشباب السعودي بعلوم العلاقات الانسانية والاجتماعية لروادها كدايل كارنيجي صاحب اكثر الكتب مبيعا ككتاب كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس وكتاب دع القلق وابدا الحياة وفن الخطابه التي شكلت لبعض الدعاة السعوديين بمثابة الوحي الكوني الذي يهبه الله تعالى للمؤمن والكافر في تأصيل كتب نحت نفس النحو ككتاب لاتحزن للداعية القرني وكتاب للداعية محمد العريفي لا اتذكر اسمه واخرى .....الخ كمحاولة طيبة منهم لتوطيد حضور معية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في شخصية المسلم بمسلمات قال الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلا من ان يتخذ كلام الغربيين في تلك العلوم وقواعدها كنصوص قطعية لصقل شخصية الانسان وتعليمه فن الحياة فيتخذها الشاب دينا جديدا دون ان يشعر على حساب قال الله تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

الناظر لقوانين العمل التي تنظم العلاقه بين المواطن والوافد يجدها من حيث الجملة محاولة طيبة لوزارة العمل لاتاحة الفرص وتوسيع رقعتها وصلاحيتها لصالح المواطن السعودي ....بل ان الناظر لجملة القوانين النظاميه في هذه الدولة المباركه تجدها تصب في مصلحة المواطن لتجعله سيدا محترما معزوزا من اذلال الاخرين له وتتيح له الفرص للاستثمار ولتكوين شخصيته العمليه من خلال تلك الجملة من القوانين التي تصب في مصلحته ..ولا اوافق بعض المنتقدين على كثير من جملة انتقاداتهم بمبرر حقوق الانسان ليجعلوا من تلك الانتقادات وسيلة لتعزيز الفرص وتقويتها لصالحنا نحن الاجانب –الوافدين- الذي نأتي الى هذه الدولة بعزم وارادة تفوقان ماعند السعودي للنجاح مما قد يحول الكثير منه الى طبقات منافسة بشرف او مبتزة للوافد كتعويض عن عجزه للحاق بحركة القادم الى بلاده كما هو حاصل لدى الكثير من السعوديين –مع تخصيصي لهذه الكلمة كما اشرت—لتنزلق الدولة المباركة على نحو تدريجي في الوقوع بظلم السعوديين للوافدين مع غض الطرف عن ذلك من الجهات المسؤوله بل وربما تشجيعه للانزلاق في واقع كوني وشرعي طالما انهارت دول عظمى بسببه بما يسببه من تعاضد بين الوافدين وتناصر بالحيل والكيد بالسعودي الذي لن يستطبع مجاراة الوافدين على ذلك مما يشكل طبقات يمكن استثمارها واحوالها النفسية في اية تغيرات سياسية اقليمية ودوليه خصوصا مع طموحات الفرس واسرائيل في تفتيت معقل الخلافه السنيه للمسلمين –المملكة العربية السعوديه—او على الاقل المعارضه الخارجيه ذات الصبغه السنيه القاعديه السياسيه والعسكريه التي تتربص وتتخذ من هذه الثغرات وسيلة لتشويه صورة نجاح عظيم لولاة امر هذه البلاد ويجدر بي ان اقدم علماؤهم على حكامهم مخالفا القاعدة المتفق عليها هنا في تقديم الحكام على العلماء كوني على يقين بالدور العظيم الغير ظاهر لطبقة العلماء الذين استطاعوا ان يوظفوا احترام ومحبة حكام هذه البلاد للدين في تكوين معقل بارز لخلافة اسلامية –خلافة ملك--اسأل الله تعالى الحفظ لهم حكاما ومحكومين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق