سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الجمعة، 3 فبراير 2012

هل المملكة العربيه السعودية مستثناه مما يجري في العالم العربي من تغيرات؟

بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.sahatksa.com/forum/showthread.php?t=74592ماهي الحكمة في اسقاط النصوص المتعلقة بطاعة ولاة الامور وعدم الخروج عليهم والصبر على فجورهم على حكام بعض البلدان العربيه كمصر وتونس وليبيا واليمن من قبل بعض مشايخ العلم في السعودية مع ان هذه النصوص لايمكن ان تنطبق كثيرا اليوم سوى على المملكة العربيه السعوديه؟
لماذا يتم ادخال حكام بعض الدول العربيه المتواتر عند الناس ظلمهم وفجورهم وغيهم وزيغهم ضمن اطار اسقاطات تلك النصوص من خلال الخطب الملقاة فنسبب الضرر من حيث لانعلم للمملكة العربيه السعودية لما ينشأ بالتلازم الذهني عند السامع للخطيب؟
هل يرى هؤلاء الخطباء ان وضع المملكة العربيه السعودية دينيا واجتماعيا وسياسيا هو ذات الوضع في الدول الاخرى كليبيا ومصر وتونس والجزائر والمغرب بحيث يسقطون هذه النصوص على ولاة امر تلك البلاد فيعممون خطبهم على الكل ليجعلوا السامع ينحاز ضد دين وعقيدة اهل السنه والجماعة؟
هل تسبب مثل هذه الخطب التي يتم التعميم وعدم التفصيل ليفهم السامع ان وضع المملكة يكاد يكون الوحيد الذي يتميز بامكانية اسقاط النصوص عليه تلك الكره والسخط من دينية علماء المملكة العربيه السعودية بعقيدتهم السلفيه ؟
من الواضح ان خطيب الجمعة اليوم في جامع الراجحي الذي ناهز عمره الستين تقريبا لايعرف ان جل الحاضرين السامعين لخطبته يشاهدون القنوات الفضائية وعرفوا يقينا ان من اثار الفوضى والغوغائية في مصر هو حسني مبارك وزمرته وان من خرج المجرمين من السجون ومنحهم السلاح لاثارة الفوضى هم متنفذين في نظام حسني مبارك وان من دفع بالبلاطجة للقتل والطعن والنهب هم نفس المتنفذين وان من حافظ على الممتلكات وروح المؤسات هم الذين وصفهم الخطيب بالخوارج وان المحاكمات والمحاسبات التي تنكشف اليوم بعد الاخر تكشف ان النظام السابق في مصر هو سبب الفتنة والفساد والظلم والنهب
من الواضح ان الخطيب لايشاهد التلفزيون ولهذا ظهر هزيلا لايثبت سوى تقرير السخط ضد المملكة العربيه السعودية كردة فعل يجدها البعض الذين لايحيطون بمجمل الامورويعرفون مفصلها
ان هذا الخطاب يتعارض مع فقه الخطيب المعتاد الاستماع اليه في كل جمعة المتميز بالحكمة والفطنة ....كيف؟
خطيب الجمعه فسرالامور الحاصلة اليوم بالفتنة كعادة هذه الطبقة الذين لايفهمون في السياسة منذ مئات السنين سوى الفتنة وطاعة ولاة الامور والخروج على الحكام وقد قلت لاحد المنتقدين اياي مدافعتي عن سلفيي المملكة العربيه السعودية انهم ومع فهمهم هذه الاشياء الثلاثة في السياسة سوى انه لايمكن للمرء ان يثق في احد اليوم بعد الله تعالى لفهم الطريق الصحيح لعبادة الله تعالى سوى من خلال هذه الطائفة وقلت فخذوا عنها دينكم ولاتأخذوا عنها سياستكم للواقع
ان اسقاط النصوص بالمطابقة احيانا عند طبقة منهم على الحكام دون التفصيل والاستثناء للبعض منهم بحجة طاعة ولاة الامور وعدم الخروج عليهم يوقع عند السامع مساواة الملك عبدالله وولي عهده والنائب الثاني حفظهم الله بالعقيد معمر القذافي وبن علي وعلي حسني مبارك ويجعل السامع يظن ان المملكة العربيه السعودية ببنيتها الدينية الحكوميةهي ذات البنية الموجودة في تونس وليبيا ومصر الحكومية وليست الشعبيه فالاسلام هو الاصل في الشعوب الاسلاميه وان ضعف الدين او نقص
اما الخطيب السابق ففسر الامور بمراد الله تعالى التدافعي بين الناس لاحقاق الحق وازهاق الباطل ولابد من الاعتبار
ان الفتن ليست دائما بمحل الذم عند العارفين لان ما يصيب المؤمن خيرا ام شرا هو خير

(( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

والفتنة هي التقلبات التي يغيرها الله تعالى بمشيئته الكونية(((وكل يوم هو في شأن)))
ليميز الخبيث عن الطيب
انني اخيرا وبكل صدق لم اتمالك نفسي من الدعاء خلال الجمعه لهذه البلد بالحفظ والامن والامان وادعوا ولاة امر هذه البلاد الى ضرورة تبني ما بدأه الملك عبدالله حفظه الله من سياسات اصلاحيه جادة
استمعوا الى دعاة الاصلاح لاتستمعوا الى المداحين

استثمروا الوقت في بناء الثقة معهم الاصلاحيين الذين يقدمون مصلحة حفظ بيضة اهل السنه بوحدة الامة في جزيرة العرب بولاة امرها الصالحين من ال سعود الكرام وغيرهم على مصلحة طبقة معينه من الناس اسرية او جهوية او قبلية بغض النظر عن تعميق التناقض بين الناس فيستثمره عدوا خبيث مخالف يتربص بنا نحن العرب واهل السنه الدوائر
ارجوكم نحن نحبكم ونخاف على بيضة الامة العربيه السنية في جزيرة العرب
المؤمن يتمايل مع الرياح مع محافظته على الاصل فلاتتصلبوا
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

مثل المؤمن مثل السنبلة ، تستقيم مرة ، و تخر مرة ،
و مثل الكافر مثل الأرزة ، لا تزال مستقيمة حتى تخر ، و لا تشعر
(صحيح الجامع)


فالمؤمن مثل الزرع الذي يميل مرّة يمينا ومرّة شمالاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق