سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

السبت، 4 فبراير 2012

المطلقات هل هن متحررات من استعباد الرجال ام متمردات على سيادة الرجال؟

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى(((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)))ويقول ايضا عز وجل(((ولقد بعثنا في كل امة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت))ويقول ايضا تبارك وتعالى(((اتخذوا احبارهم واربابهم اربابا من دون الله)))ويقول تعالى ايضا(((وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)))ز
التوحيد هذا باخلاص العبادة والقصد لله تعالى ليس فقط للرجل بل هو للمراة والرجل
هذا ما لم يفهمه كثير من الرجال الذين اختلط عندهم مقام اخلاص العبادة لله تعالى وافراد العبادة لله تعالى للرجل والمرأة وبين مقام طاعة المرأة لزوجها المتحققة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة احاديث بما معناها
اولا
لو امرت ان يسجد عبد لعبد لامرت المرأة ان تسجدلزوجها لعظم حقه عليها
ثانيا
--اذا دعا الرجل امراته الى فراشه فأبت فبات عليها غضبان تلعنها الملائكة حتى تصبح-
ونحو ذلك من الاحاديث ووصايا العلماء والفقهاء المتعلقة بشأن طاعة المراة لزوجها
ولكن المشكلة هنا عند كثير من الرجال انه قد يختلط عليهم مقام تجرد الافراد والاخلاص للعبادة لله تعالى في الزوجة وبين متطلبات هذا المقام المتعلق بطاعة المرأة لزوجها
فينشأ شرك الطاعة التي تجعل المرء رجل ام امرأة الطاعة في معصية الله او الاجابة لدعوة استحلال الحرام وتحريم الحلال كما حصل مع بني اسرائيل الذين قال الله تعالى فيهم--اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله--
فقال عدي
يارسول الله ما عبدناهم
فقال صلى الله عليه وسلم الم يحلوا لكم الحرام ويحرموا عليكم الحلال فاطعتموهم
فقال عدي بلا--اي نعم-
فقال صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتهم
وهذا هو جوهر المصيبة التي يسقط فيها الرجل بربويته البشريى التي لاتكافىء ربوبية الرب تبارك وتعالى الذي ليس كمثله شيء فليس له كفؤا احد وهي ان الرجل قد يجعل من المراة باسم تلك الاحاديث تطيعه على هواه ظانا ان ذلك مقصد تعبدي تتقرب الى الله تعالى به
وقد ادركت كثير من النساء العارفات هذه الحقيقة التي تحس انها ليست ملكا للرجل يتحكم فيها وتشعر انها يجب ان تجرد القصد والطلب لله تعالى فتخاف من الله تعالى وتشكر الله تعالى كما فعلت عائشة رضي الله عنها لما انزل الله تعالى فيها ايات البراءة فدعاها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بل اذهب الى اشكره او بهذا المعنى لانها عرفت هذه العارفة  ان مقام الله تعالى في قلبها يستحق من الخصوصية والمعية والتقديم حتى على احب الناس الى الله تعالى وهو خير خلق الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم
ان كثير من النساء اليوم بسبب العلم والثقافة العصرية قد حررت ارادة كثير من النساء من عبودية الرجل لهن باسم النصوص التي يراد من بعض الرجال تاويلها على نحو يجعل من المراة عديمة الشخصية اتكالية لاقرار لها لا اختيار لها الا ما ارده الرجل ابيها او اخيها او زوجها
ولكن في المقابل هناك شعور دفين داخلي لدى بعض النساء حسدا وحنقا من تفضيل الله تعالى الرجل بالخلافة والقوامة والامامة والرياسة عبر مراحل التاريخ يظهر في سلوك احداهن من خلال هذا التمرد تجاه الرجل وفي ذلك يقول الله تعالى((ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض))واايضا((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة))ز
هذا الشعور يغذيه ثقافة الغرب والشرق الداعية الىى تمرد المراة على موجبات النصوص بالاحتشام والاحترام والاقرار بمسؤلية الرجل على خلافة الارض باسم الحرية وحقوق المراة كيدا بالاسلام من جهة المرأة التي تجعل من مركب النقص فيها الازلي تجاه الرجل يتأثر بمثل هذه الدعوات المتحررة بغير حكمة
ان الدعوة للتحرر من عبودية الطواغيت مهما كانت صورهم كما يقول الامام محمد بن عبدالوهاب انهم خمسة-من عبد وهو راض ومن دعا الناس الى عبادة نفسه..............الخ-تظل دعوة تستحق ان يضحي من اجلها الرجل والمرأة في اي مكان يتواجدون فيه يحسون ان تواجدهم فيه سيؤثر على اخلاص قصدهم وطلبهم في صلاتهم ونسكهم ومحياهم ومماتهم لغير الله فلابد من التحرر منهم بالطلاق السياسي او الاجتماعي او القانوني او الثوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق