سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

السبت، 4 فبراير 2012

مليونيرة تبحث عن زوج --فسيطر عليها حال الوسيلة ليصبح عندها غاية نبيلة لاتريد الخروج منها لاستمتاعها به

بسم الله الرحمن الرحيم
يحدث كثيرا عند بعض البشر انهم يلجأون مثلا الى وسائل للوصول الى غايات واهداف مقصودة ...ولكن حينما يقومون بالعمل بهذه الوسائل ويعيشون فترة يعملون من خلالها على هذه الوسيلة يجدون انفسهم قد وقعوا في شباك هذه الوسيلة بحيث انهم لايريدون ان يخرجوا منها بل قد يضيعوا الهدف الذي من اجله استعملوا هذه الوسيلة
مثلا
امرأة وحيدة ميسورة وتبحث عن زوج بعد ان خاضت عدة تجارب غير ناجحة وتريد ان تصل الى هدف ثابت وهو زوج وزيجة محترمة ثابتة مستمرة لانها محترمة ولاتريد ان يشار اليها بكلام فتلجأ هذه المرأة الى وسيلة مثل الوسائل العصرية كعرض طلبها على الاعلام او الانترنت او....
طالبة من الرجال تقديم طلبات لها كي تقوم بعملية دراسة لهذه الطلبات فتختار الاحسن منها
ولكن مثل هذه المرأة لما دخلت هذه الوسيلة بتجربتها وجدت انها لذيذة وجميلة ربما كما قد يقع في تصورها انها احسن من الهدف الذي سعت لهذه الوسيلة من اجل الوصول اليه وهو الزوج الصالح
فهي بدأت تشعر بهذه الوسيلة بأنها ليست وحدها وان الالاف يتواصلون معها يوميا ويقدمون لها التوددات والملاطفات بل ويجتهد كل واحد منهم في اضحاكها واسعادها
مما جعلها ترى ان هذا الحال جميل ويوفر لها الاستمتاع والتسلية والترفيه بطريقة ربما تقنع نفسها انها حلال لانها تريد ان تحصن نفسها وتجد ان العقل الباطني يقول لها
لو تزوجت من رجل بسرعة حتى وان كانت مواصفاته كما تتمنين حتما سيكون هناك واجبات وحقوق وربما يقيدك وينتقدك ولن تستطيعين ان تمارسي هذه المتعة اللذيذة التي اوجدت لها صبغة عرفية وربما شرعيه وهي البحث عن الستر
فتجدها لاتريد ان تخرج من هذا الحال لانه وفر لها اصدقاء وتضييع وقت فراغ خصوصا اذا كانت وحيدة فحينها تحولت الوسيلة الى غاية
وترى ان الهدف الذي اتخذت الوسيلة له سيقيدها ويقيد حركتها وهذا يدل على عدم قدرة هذا الشخص على التعايش مع الاخرين سواء بالزواج او الاطفال لانه لم يعتاد على تقييد حركته ومايفعله ولايريد احدا ان يعيش معه يقيده او ربما ينتقده او يوبخه
وهذه متوهمة لانها ظنت ان السعادة الحقيقية فيما هي عليه وسيطر عليها الظن ان ما هي عليه هو السعادة والهدف
وهذا مخالف لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل سعادة الزواج والاطفال والعشرة الحقيقية بألمها ومنغصاتها واوجاعها هي حقيقة اللذة خصوصا مع وجود الحب
ان قصور النظر وصعف العمق في متابعة النفس والقلب تجعل كثير من الناس يقعون في مثل هذه المشكلة بان تتحول الوسيلة الى غاية
ولكن هذا له تبعات سلبية على ذات الشخص والاخرين
انه يففقد القدرة على توجيه التركيز للوصول الى المقاصد والاهداف بسبب الوقوع في هذا الخطا ويصبح جزء من شخصيته
ان هذه الوسائل حينما تتحول الى اهداف تسيطر عليه ويسقط فيها بتجارب فاشلة تترك اثرا نفسيا سلبيا عليه
انه يجعل الانسان قليل المروءة
انه يقلل انسانية مثل هذا الشخص بمثل المثال الاذي ضربناه حيث يكون مثل هذه المرأة لاتعبه بمشاعر الاخرين وتتصرف بأنانيه من اجل الاستمتاع والخروج من واقع موجود في واقعها المنزل او البيئة
ان هذا لايحبه الله تعالى لانه من باب عدم تقدير مشاعر الانسانية ويغلظ قلب صاحب هذا الفعل بحيث يجعل استمتاعه ورغبته بالخروج من همه على حساب الاخرين
ان الانسان الذكي هو الذي لايجعل الوسائل التي يستعملها للوصول الى الاهداف تتحول الى اهداف بل يعرف الى اي مدى يستعملها وكيف يخرج منها ومتى يتوقف عنها اما  ان تسيطر عليه فهذا مرض نفسي له سلبيات كثيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق