سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الجمعة، 3 فبراير 2012

وافقت على سفر أبنة أختي للتخصص في المانيا بدون محرم وسأعلم اخواتي وزوجتي وبناتي ان شاء الله قيادة السيارة-وقرح من قرح

بسم الله الرحمن الرحيم
كم اساءني كلام احد المقدمين في احدى القنوات الدينية عندما كان يقول عن المجاهدة توكل كرمان لاحد المتصلين اليمنيين متحدثا عن موضوع الحوثيين في دماج
يا اهل اليمن اين غيرتكم ومن توكل كرمان التي تزاحم الرجال وتكتفهم في المسيرات
والى ذلك وامثاله نقول
نحت ياسيدي أغير على نساءنا بأذن الله تعالى ..وهذه التي تصفها بالمزاحمة الرجال عندنا أجرل منك وربما من كثير من مشايخ وعلماء لايتجرأون العمل بمفام
--اعظم الجهاد كلمة حق عند سلكان جائر--
اما بالنسبة للغيرة فنحن اهل الايمان والحكمة اليمانية بحمدالله لدينا من الفقه والاحاطة بالنصوص وضرورتها الكونية بحمدالله احسن ممن يصرون على عزل وفصل بين النساء والرجال مصور ين المراة انها اذا لم يكن عليها رقيب او حسيب فستنحرف وتمارس البغاء
يقولون اننا نحن اهل اليمن اضعف رجولة لان امرأة اسمها بلقيس قد حكمتنا ويقولون عننا نحن اهل الايمان والحكمة بان غيرتنا على نساءنا ضعيفة وخفيفة
ونحن لانقر الخبث بحمدالله على اهلنا كالديوثين..ولكن لنا احاطتنا بالضرورة الشرعية
 وهي فقه المتلازمات احيانا بين المعروف والمنكركما سيتيبن من كلام شيخ الاسلام
جاءتني اختي الكبرى تشكو الي ولديها اللذان عارضا ذهاب اختهما الكبرى الى المانيا للتخصص في طب وجراحة الاذن والانف والحنجرة وقد حصلت على منحة مجانية عبر اطباء لها تعمل معهم بحجة اننا بدو وعرب وقبائل وبناتنا لايسافرون ولايدرسون في الخارج لوحدهن
فوقفت مع رأي اختي ووالد البنت ضد رأي اخويها داعما هذه الفرصة اعتبارا للضرورة والمتمثلة بما يلي
انها لو كانت احدى اخواتها الاثنتين لعارضت لان لهذه الفتاة الناضجة الراشدة بحمدالله قوة الشخصيىة وعصمة قناعاتية في شخصيتها
تجعلك لاتخاف عليها ...وهكذا تجده في بعض النساء انك اذا درحتها بين وحوش فلاتخاف عليها لقوة شخصيتها وثقتها بقناعاتها
ثانيا
اننا لم نعد في عالم الامس الذي اذا ما تحركت المرأة الى بلد اخر غير بلدها فان هناك من قد يغتصبها او يأسرها ..فقد تطور العالم خصوصا العالم الغربي في ميدان حقوق الانسان وحقوق المرأة خاصة بحيث اننا نحن الاسلاميين قد نجد الامان عند هؤلاء الكفار ونمارس نشاطنا السياسي بل وحتى الاسلامي في بلدانهم اكثر وافضل من بلادنا الاسلامية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة --اذهبوا الى بلاد الحبشة فان بها ملك عادل لايظلم عنده احد--مع انهم كانوا على النصرانية..وقد وجنا نحن الاسلاميين عدل حقوق الانسان في تلك الدول الكافرة احيانا احسن من الدول الاسلامية التي ما ان يفتك فمك بكلمة نقد للحاكم حتى يتم ايداعك في دهاليز السجون والعذاب الاليم على يد جلادي الامن والبوليس
ثالثا
عليك ان تسأل نفسك ايهما افضل لك ان تفتح زوجتك او اختك او ابنتك فمها او صدرها او بطنها لاخصائي وجراح رجل ام امرأة؟
اليس اذا كانت هناك اخصائية وجراحة في طب الاذن والانف والحنجرة سيكون افضل لك ولغيرتك على محارمك
اننا نحن بحمدالله اهل الايمان والحكمة لانتعامل مع المرأة على اساس الخوف من ابيها او اخيها او زوجها كي تتوقف عن ممارسة الخطيئة والفاحشة تلك التي قد يخاف منها الكثير على اعراضهم...لاننا لانمتلك ادوات المراقبة ولا المتابعة عليهن في كل لحظة وكل سكنة لاننا بشر ولذلك لابد من رزع الثقة فيهن وزرع حبهن لله واحترامهن لله وتعظيمهن لله الذي
--لاتأخذه سنة ولانوم
--اي لاتأخذه تبارك وتعالى غفلة ولا نعاس ولا نوم
اما نحن البشر فلايمكننا ان نكون كذلك..ولذلك نربي بناتنا على المصارحة فيما يحصل لهن من مغامرات ونزوات عاطفية او حب او اعجاب كي نكون مراقبين لتلك العملية وتلك الحالة فلانزرع الخوف فيهن فيمارسنها بالخفاء علينا خوفا مننا فيقعن في الاخطاء....لقد كن اخواتي يقصصن علي ما يقع لهن من حب او من اعجاب بشاب من الحارة او من المدرسة او من الجامعة واشاركهن التفاعل في تلك التجربة لكي ابقى ذكيا وقويا بحق وحقيق وليس كما يفعل البعض يظن انه ذكيا وقويا مع عرضه فيكتشف انه كان مغفلا بسبب خوف بناته او اخواته منه لانه لم يحسسهن بأن ما يحصل لهن هو امر لازمه الفطرة احيانا والواقع ولابد من التعامل معه بحكمة كي نكون اذكياء واقوياء وليس اغبياء ومغفلين
هذا هو المقاس
ضرورة الواقع وحاجته الشرعية فقها ودراية بنوع من الفقه والحكمة كي لانكون اغبياء ومغفلين لتطور وتغير حصل فيما حولنا وداخل بيوتنا عبر النت والتلفاز لانستطيع ان نكون بمعزل عنه ولا ان نفر منه فلابد من مواجهته ليس بالتطرف ولا بالعزل ولكن بالحكمة اعتبارا لهذا التلازم بين المعروف والمنكر
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
--وعليه اذا كان الشخص او الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لايفرقون بينهما بل اما ان يفعلوهما جميعا او يتركوهما جميعا لم يجز ان يؤمروا بمعروف ولا ان ينهوا عن منكر بل ينظر فان كان المعروف اكثر امر به وان استلزم ما هو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف اعظم منه بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعتهوطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات وان كان المنكر اغلب نهي عنه وان استلزم فوات ما هو دونه من معروف ويكون الامر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه امرا بمنكر وسعيا في لامعصية الله ورسولهوان تكافأ المعروف والمنكرلو يؤمر بهما ولم ينه عنهما----انتهى كلامه رحمه الله
اي ان هناك حالات يكون فيها
تلازم اي اتصال اذا حدث هذا فلابد ان يكون معه ذلك..مثل العلاقة بين المحور السيني والصادي وهنا لابد من فقه جديد غير الفقه المتعارف عليه وهو صحيح وانقى مما لاشك فيه واطهر للنفوس ولكننا في واقع لانستطيع الانفصال عنه فيه كثير من التلازمات بين الخير والشر وبين المعروف والمنكر لابد من التعامل معها وفق ما قاله شيخ الاسم رحمه الله..كي لانظن اننا مصلحين ونكون مفسدين..ومن ذلك على سبيل القياس مسألة الحجاب في الدول الغربية قد يؤخذ من هذا الباب ان الاصل فيه رفع الحرج وعدم التكلف بلبس النقاب الغير متوافق اصلا مع ظاهر وطبيعة المجتمع الغربي وان كنت ارى ان شاء الله ان رفع الحرج قد يتناول ايضا مسألة -السماح بكشف الشعر ان كان هناك مضرة في الحجاب لقول شيخ الاسلام رحمه الله في شان النجاشي والذين يكونون في الدول الكافرة ولايستطيعون ان يظهروا شعائر دينهم او بعضها فلاحرج عليهم في ذلك وهي مسألة مشهورة عند الفاحصين لفقه الضرورة الشرعية عند شيخ الاسم ابن تيمية رحمه الله وهي مقيدة بالضرورة الشرعية وفقه التلازمات الواقعة في الواقع كحقيقة سائدة وغالبة-والله اعلم-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق