سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

السبت، 4 فبراير 2012

في مثل حالة هذا السعودي المحترم انصح بالزواج مسيار على زوجتك ولو بسرية-مقامات التوحيد هي الاهم عندنا-

بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.facebook.com/note.php?note_id=138532456260368

يستغرب كثير من القراء حينما اكتب مواضيع تتعلق بالحياة والزواج ان اسرد بعض المواقف لي سواء اكانت في مراهقتي او في مراحل كنت فيها ضعيفا او قليل العلم والفهم لانهم اعتادوا ان الدعاة لايميلون الى ذكر مواقف لهم تجعلهم يظهرون امام الناس بالموقف الهزيل او السخيف بل قد يحرص اغلبهم على ان يلصث بحاله منذ طفولته معية العصمة فلايذكر الا كل قصة او موقف كان فيها حسنا....وهذا حقيقة ليس من الحكمة فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتذكر له موقف في الجاهلية ويسرده على اصحابه حينما كان له صنم من تمر وكلما جاع أكله فيضحك رضي الله عنه ويضحك معه من يسمع هذه القصة وغيره رضي الله عنه كثير
ان سرد مثل هذه المواقف لك شخصيا على الاخرين تدل على انك لاتريد ان تؤسس لك بابوية قد تصل الى طاغوتية في نفوس الناس لك بل من الحكمة ان تسرد مافيه مصلحة من اجل ان يشعر الاخرين انك منهم وانهم ان كانوا اليوم في موقف شبيه بموقف قد كان لك فأنهم يؤنسون انفسهم بأنهم قد يصبحون ان شاء الله مثلك وانه لافرق لك تميزهم عنهم لانك كنت مثلهم يوما ما سخيفا او سفيها او غير حكيما وقد صرت اليوم الى حد ما جيدا
لازلت اتذكر قصة حب لي في جامعة صنعاء ازددت حبا وتمسكا بحبيبتي حينما ارادت مفارقتي فتألمت كثيرا واستقوى حبها في قلبي ولم استطع ان انساها الا بعد ان تزوجت من زوجتي ولكنني بعد سنوات اكتشفت انني كنت غائبا عن وعيي الحكيم وكان تمسكي بها ليس الا لانني فقدت ثقتي بنفسي فلم يكن تمسكي بها سوى لانني ظننت ان امراة اخرى لن ترضى بي
هذه حالة يمر فيها كثير من الرجال حتى المتزوجين منهم
وقد مرت علي حالة رجل سعودي حبيب محترم وقور يشكو لي وضع زوجته التي يحبها من كل قلبه ولكنها لاتبادله ذات الشعور بل تطالبه بالطلاق وحينما يطلب من اهلها ان يتدخلوا تقول لهم
--مالكم دخل بيني وبينه-هو حر يبغى يطلق يطلق مالكم دخل هو حر
من الواضح انه بالرجوع الى تركيبة المراة انها دائما تشعر بضعفها امام الرجل عاطفيا وتشعر انها هي المحتاجة له وان يحتويها بعاطفته بالتفاتته بالنتباهه واهتمامه لها فاذا ما حدث مايشين العلاقة والحب بينهما فانها تفرح بمن يدخل بينهما من الاهل لانها تشعر بالضعف امام الرجل عامة وزوجها خاصة فترغب بمن يدخل بينهما طمعا في ترويضه للمزيد من الحب لها
ولكن حينما تقول مثل ذلك الكلام--مالكم دخل بيني وبينه هو  حر--ز
فهذا يدل على اكتشافها نقطة ضعف الرجل بقوة حبه لها وقوة تمسكه بها قوة تنازله لها  ولهذا تشعر انها ليست بحاجة الى دخول الاهل بينهم لانها ضامنة حبه وتمسكه وتشبته بها
ونحن حقيقة كدعاة ومصلحين ما استطعنا الى ذلك سبيلا نجعل مقام التوحيد اخلاصا وافرادا لله تعالى الهم الاول في نظرتنا لمثل هذه الحالات. ونعتقد بان الله تعالى خلق العباد لعبادته والتجرد في قصدهم وطلبهم بل وصلاتهم ونسكهم ومحياهم ومماتهم لله رب العالمين وعندما نشعر ان العبد او الأمة قد بدا قلبه يشوبه بسبب عشق او مرض قلبي من انواع الامراض القلبية كالعشق او التتيم او الغرام او المعية القلبية فكرا وتذكرا وانشغالا على حساب مقامات التوحيد فنحاول ان نحافظ على تجرد هذا المقام في قلب العبد مهما كانت الخسائر كي يبقى القلب ملكا لله تعالى متوجها الى الله تعالى وليس الى بشر يراقب ما يرضيه ويفعل ما يسره ويسعده ويؤنسه على حساب مقامات التوحيد ولنا قياس في ذلك اننا اذا وجدنا مثل هذا العبد يهمل اشياء في حياته اساسية مثل عدم مقدرته على اتمام رسالته الجامعية او دراسته الثانوية او النجاح في عمله
فاننا نرى في مثل هذه الحالات ان الانشغال بسبب الحب والعشق والاهتمام تفكيرا وتاملا وترقبا ومتابعة لامر الحبيب قد بلغ مقاما على حساب مقام حب الله تعالى ورسوله ومراقبة ومتابعة كلماته تعالى الكونية التي يراقبها العارف فيتأملها تارة تعجبا وتارة تحببا وتارة استلذاذا بما يحصل له وكيف ان الله تعالى ادخله هذا المقام واخرده من تلك المشكلة والمصيبة وكيف دبر الله تعالى له هذا الامر ليزيده ايمانا وتوحيدا به تعالى
فهذا مقام هام للعباد ولم يخلقهم الله تعالى الا له ولذلك قد يغير الله تعالى على بعض عباده من انشغالهم بملذوذ زائل فيجعلهم يتألمون كي ينفرون او يتحقق عندهم نوع من الموازنة له في قلوبهم لاتطغى على تفرد واخلاص التوحيد لله تعالى
ولذلك حينما ننصح مثل هذا الرجل بان يتزوج مسيار على زوجته ولو بالسر ليس الا لاننا نريد ان ندفع حال قلبه الى مقام جديد هو لايعرفه سيشعر فيه ان منحه كل ذلك الحب والعشق والبذل لامرأة لاتثمن ذلك ولاتعيره ذات المبادلة من الحب والتقدير لاتستحق كل ذلك الاهتمام والقلق الذي يجعله لايستطيع ان يواصل اكمال مشروع التخرج..لاننا نعلم انه بمجرد الدخول في زيجة جديدة وحب جديد بالحلال سيتحقق عنده نوع من التوازن وسيخرج من حالة الغلق الحاصله معه في تفكيره واهتمامه تجاه تلك الزوجة التي قد يكون احد اسباب حبه وتمسكه لها كما حصل لي انا انه بسبب الظن انني قد فقدت ثقتي بنفسي وانني قد صرت غير مرغوبا للمراة وغير محبوبا عندها فازداد قوة تمسكي بحب تلك الفتاة ليس لانني احبها فعلا ولكن لانني فقدت ثقتي بنفسي ذلك الوقت--وهذه حالة تمر على الكثير منا وايضا النساء ولابد من معالجتها بما يناسب من الدواء لانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم--ما انزل الله من داء الا وانزل له دواء--؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق