سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الجمعة، 3 فبراير 2012

تزعم امرأة انها احبت فكري ولم تحبني بعد فهل يتجزأ الحب او يتدرج ويتطور ويتبعض ويتفاضل؟-الانتهازية والرشد في الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
مايميزنا نحن اهل السنة والجماعة عن بقية الطوائف الاسلامية هو عقيدتنا السمحة الرحبة العاقلة الحكيمة ولله الحمد----نعم يمكن ان يتجزأ الحب ويتبعض ويتفاضل بل ويزيد وينقص وايضا قد يتدرج ويتطور في مقامات سلمية صعودا وهبوطا قوة وضعفا شدةوبين لين
قال تعالى
--ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله--
فهناك تلازم بين الحب والايمان وهناك مفهوم حول عقيدتنا في الايمان يمكننا ان نقيسه ايضا على الحب مجملا
فالايمان يزيد وينقص ويتبعض ويتفاضل
كذلك الحب
فبالتالي نعم قد تحب امرأة فكرك وتغرم به بل وتعشقه ولكنها ايضا قد لاتحبك لتكون زوجا لها...ربما تكون من النوع الرمزية التي حينما تحب فكر شخص  لاتستطيع ان تتصوره زوجا وربما تريده هكذا بصورة رمزية تمجدها وتتخذه قدوة لها تستهدي به سبل الظلام
خصوصا اذا وفقه الله تعالى للعمل بالحكمة الشرعية والكونية
ولكن ايضا قد يتطور الحب لانه قابل للتدرج من حال الى حال ومقام الى مقام ومنزلة الى منزلة
ولكن يظل للحب موجبات يفرضها على صاحبه تجاه الاخر
فمثلا كان من الحري بمثل هذه المرأة التي تزعم انها تحب فكري لانها هي ايضا صاحبة علم وفلسفة ان تتصرف برشد مع مثل حالتي وليس بانتهازية فما هو الرشد في الحب وما هي الانتهازية فيه؟
ان الرشد في الحب هو ادراك حاجة من تحب فتقوم بالتصرف المناسب بمجرد الايماء والتعريض له ..فعلى سبيل المثال رجل مثلي صاحب فكر ونظر في السياسة والحب والحياة لابد له من بيئة تساعده على التحرر الفكري لانه حينما يتواجد في بيئة تقيد انطلاق فكره المشع الفياض بسبب قوانين دولة ما او اتفاقيات امنية او سياسية تحول دون اشعاع فكره وتحرره فيشرع لها الهجرة الى دولة عادلة ولو كانت كافرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لما اشتد القيد الحسي عليهم في رقيش اذهبوا الى الحبشة فان بها ملك عادل لايظلم عنده احد--
مع انها دولة نصرانية وحكامها نصارى سوى ان العدل فيها في ممارسة حقوقك الفكرية التحررية التي تحتاج الىى بيئة لايظلم عندها احد بسبب قوانين حرية الفكر تتيح لمثل اصحاب الفكر الابداع وهذا هو سبب لجوء الكثير من المفكرين حتى الاسلاميين منهم الى بلاد الغرب النصراني الكافر ولكنه الاعدل انسانية وحقوقيا من بلادهم المسلمة
ان الرشد في الحب ان لايستميلك الكلام والاشعار بل يستميلك قراءة الحبيب لما في داخلك وحاجتك دون التصريح به لانك فعلا حينها رشدت في ادراكك اسباب الحب ومقوياته بين الناس الكامنة في تحليل واقعهم والاستصار بمواطن الحاجة لسدها ومواطن النق بتكميلها
اما الانتهازية فعكس ذلك
وهي الكشف عن مواطن الحاجة والنقص عند الاخر لاجل الابتزاز العاطفي واخضاعه لميولي الشخصية وقناعاتي التي قد تكون لاتنسجم مع جبلة الاخر وشاكلته التي ورثها من بيئته التي نبت فيها
ان الانتهازية هي ان يستدرجك الطرف بحجة التعاطف والرحمة والحب كي يطلع على بعض نقاط ضعفك وجوانب قصورك وعوراتك ليتخذها نقاط يستقوي بها عليك عند الحاجة فلايسعى الى تكميلها او سدها او غض الطرف عنها لاننا غير كاملين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق