سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

الجمعة، 3 فبراير 2012

لحبيبتي ظهر شكل جميل لها حينما غضبت ولذلك ارغب برؤيته احيانا فيها

بسم الله الرحمن الرحيم
                                                          غارت أمكم
كلمة قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما القت عائشة بصحيفة طعام ارسلتها زينب بنت جحش الى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لضيوف عنده فغارت عائشة فضربت الصفيحة التي كانت بيد خادة زينب ودخلت عائشة رضي الله عنهن غرفتها تبكي فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا00غارت امكم---
من الناس من يزيده الغضب وجاهة ومكانة في قلب الاخرين ومن الناس من يزيده غضبه في قلوب الاخرين خوفا وحذرا
من الناس من ان تطمئن اليه حينما يغضب لانك تكتشف معدنه ونبله وسماحة نفسه ومن الناس من تفزع منه لانك تكتشف فحشه وبغيه حينما يغضب
من الناس من ان يزداد قلبك له حبا واحتراما حينما يغضب عليك بسبب موقف ما او خطأ ما جاء من جهتك فتكتشف ادبه وسمو نفسه وعلو اخلاقه
ومن الناس من يزداد قلبك له كرها عند غضبه لانك اكتشفت مجاوزته الحد في سبه وشتمه
لاتستطيع ان تكتشف معادن الناس في السراء والرخاء والفرح وتالحب لان هذا المقام يكون الاصل فيه التسامح والجميل من الكلام واللطيف من العبارات
ولكن عند الغضب والزعل والحنق والسخط تكتشف معادن الاخرين كيف يغضبون الى حد يحنقون هل يتجاوزون الحد في الغضب وفي الشتم وفي السب
نعم لقد اجاز القران الجهر بالسوء من القول لمن ظلم
قال تعالى
--لايحب الله الحهر بالسوء من القول الا من ظلم--
فقد اجاز الله تعالى لمظلوم ان يجهر بالسوء في وجه ظالمه وهو مخير بين شريعة العدل او شريعة الفضل
لقد بعث الله تعالى التوراة بشريعة العدل لان قلوب بني اسرائيل ركنت الى المسامحه وعدم المطالبة بحقوقهم بسبب الوهن والذل الممارس عليهم من فرعون فكانوا يتجاوزون ويسامحون ليس حيا فيه وانما بسبب الاستكانة فبعث الله تعالى التوراة بشريعة العدل اي كما قال موسى عليه السلام في سورة الكهف للعبد الصالح الذي بنى الجدار
--لئن اتخذت عليه اجرا--
قست قلبوهم باسم العدل ثم بعث الله تعالى الانجيل بشريعة الفضل المسامحة والعفو والتجاوز مثلما هو مبدأ النصرانية لئن لطمط اخوك على خدك الايمن فامحه خدك الايسر--
ولكن الله بعث القران بشريعة العدل والفضل معا
قال تعالى
--ولئن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين--
انظر يدلك على شريعة العدل--فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به
وشريعة الفضل
ولئن صبرتم لهو خير للصالبرين
والناس في هذا المقام من يريد حقه كاملا ومن يسامح في كله او بعضه طمعا في الاجر والمثوبة
ولذلك تنكشف معادن الناس عند الحنق وعند الغضب وعند النزاع والجدل
هل يصرون على المخامصمة بعد طلب المسامحة والاعتذار هل يتجاوزون عن بعض الاخطاء لطبيعتهم السمحية الكريمة كما قال صلى الله عليه وسلم--اكرم الناس يوسف--
لانه مع مافعله له اخوته الا انه عليه الصلاة والسلام قال لهم
--لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم--
فسماحة النفس والعفو عن الاخرين تدل على الكرم..وسر ذلك لطيف ان البخيل يحب ان يتميز على الاخرين بما يظن انه يمتلكه ويكنزه فيجعله متفوقا على الاخرين فينعكس ذلك على الغير مسامح انه حينما يخطىء بعض الناس عليه تجده يفرح بذلك لانه يشعر انه قد مسك عليهم زلة يذلهم بها اما كريم النفس فلايحب ان يمسك على الناس الذين قد يخطئون عليه اية زلة لانه كريم النفس لطيف الروح سموح الفؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق