سلسلة مقالات الاستاذ نبيل العوذلي

السبت، 4 فبراير 2012

زوجتي تطلب مني الطلاق دائما-طلقني طلقني-تحليل مثل هذه الحالة بشكل عام ان شاء الله-قواعد التشخيص لاي مشكلة مهم للكل-

بسم الله الرحمن الرحيم
من المهم فهمه للرجال والنساء حينما يواجهون مشكلة ان يكون لديهم قواعد وادوات تساعدهم للتحليل والتشخيص--فالطبيب اذا لم يصل الى التشخيص السليم قد لايتوفق في تحديد العلاج الصحيح وقد يصل الطبيب الى التشخيص السليم لكن لايتوفق في نوع العلاج الصحيح بسبب عوامل اخرى غير ذات صحة العلاج لابد منها مثل تناسب الحالة البيولوجية بل وربما النفسية مع هذا العلاج ولذلك قد يجرب عدة انواع من العلاجات حتى يصل الى العلاج المناسب
اذا قد يكون هناك تشخيص سليم دون وصول الى العلاج المناسب
فالعلاج المناسب هو المتوافق مع بعض التفاصيل في شخصية ونفسية وربما بيولوجية المحتاج للعلاج--كذلك الحال للحالات النفسية والاجتماعية
هذه قاعدة هامة
الحالة هنا --زوجتي تطلب مني الطلاق دائما-
هناك ابعاد ثلاثة نستنبطها من قوله تعالى--يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم--د
ليبين لكم
ليهديكم
سنن الذين من قبلكم
حينما تحصل مشكلة مثل سقوط عمارة لابد ان تمر بهذه الثلاث المراحل
التبيين من خلال المعاينة والفحص والتدقيق
الاستهداء للوصول الى الحلول من خلال الواقعة
الرجوع الى تراكم الخبرة والمخزون الذي في الانسان دينيا وثقافيا
اذا هناك
ماضي
و
حاضر
و
مستقبل
وكل بعد يساعد في تحليل المشاكل
مثلا مثل حالتنا هذه للتي تطالب الطلاق دائما
بعد الماضي اي البيئة التي عاشتها هل هي كانت الصغيرة ام الوحيدة ام الكبيرة ام الوسطى لان كل ترتيب في وضع الشخص يؤثر في شخصيته فالكبيرة تجد ان الابوين والاخوان يتعاملون معها كالمسؤولة فتجد شخصيتها منذ طفولتها كبيرة مسؤلة كذلك بالنسبة للرجل والصغيرة قد تكون تريد ان تكون طفلة لانها دائما من قبل والديها واخوانها تلك الصغيرة
كذلك من الاسباب الاخرى فيما يتعلق باثر البعد التاريخي --الماضي--هو التصورات والرسومات التي ترسمها الفتاة عن الزواج واطبية الممارسة الزوجية والعاطفية والجنسية فقد تتكون عندها صورة غير ما تجده في الواقع فمثلا نحن نجد ان تلك المرأة التي جاءت تطلب الطلاق بحجة صغر قضيب زوجها الجديد قائلة للنبي صلى الله عليه وسلم-انما معه مثل هدبة الثوب--اي ان قضيبه صغير وانتصابه ضعيف مما يدل على ان سبب مفارقتها زوجها الاول ثم رغبتها بالعودة اليه بعد ان جربت الزوج الجديد هو تصور خاطىء لوهم جنسي ظنت انها ستتحصل على الافضل فلما عاينت الجديد وجدت ان الاول هو الافضل بالنسبة لها
كذلك الصورة العاطفية التي ترتسم في مخيلة الانثى للزواج تلك الصورة الرومانسية التي يذيبها الواقع ومسؤولياته تجاه الزوج والاطفال
اما ما يتعلق ببعد الحاضر وهو الواقع يكمن في ان الفتاة تحتاج الى ترويض من الرجل كي تتكيف على واقع وحال جديد لم تعتاد عليه الشيء المهم فيه
انك تجدها تصارع من اجل ان لاتتحول الى متخفضة لانها تشعر ان هناك رجل يطلب منها -التوطي- له والتخفض له وهي اعتادت على ان تتوطى فقط لوالديها فلم تعتاد ان تتوطى لرجل جديد وان كانت قد تكون فاهمة النصوص لكن هناك فرق بين ان تعلم وتفهم وبين الممارسة والمعاينة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم-ليس المعاين كالمخبر--اي الذي تسمع عنه وتعلمه من خلال السمع ليس مثل الذي تعاينه وتعايشه
ولذا يجب ان يكون الرجل ذكيا كي يروضها على تقبل الوضع الجديد ولايكون شديدا --اتذكر انني حينما تزوجت زوجتي ومع انها ريفية ونشأت على ثقافة الريف الذي يربي البنات على التوطي للرجل ولكنها بذلت مجهودات كي تعتاد على الحال الجديد ولازلت اشعر بالاسى والالم لانني لجأت الى ان امد يدي عليها ذات يوم لاضربها ولم يكن ذلك الا لانني كنت لست واثقا من نفسي واحاول ان اجبرها على الخضوع لي لانني كنت اشعر انها قد تتمرد علي ولكنني حتى اللحظة اشعر ان ذلك التصرف خطأ وانه كان بمقدوري الصبر عليها حتى تتكيف وتتمرن على ممارسة حياتها معي بحدود جديدة تكتسب الفهم عنها من خلال المعايشة فتعرف اين هي الحدود والخطوط الحمراء وانا ايضا اعرف عنها ذات الشيء
اما ما يتعلق بالمستقبل فقد تظن الانثى انها قد تحصل على فرصة افضل في حالة الطلاق منك وقد ترى انها لايمكنها ان تستمر مستقبلا معك ولذا عليك ان تكون متجددا راسما لها خطوط مستقبلية للتغيير نحو الافضل حتى لاتظن انها قد تتحصل على مستقبل افضل من استمرارها معك
حقيقة في البداية يجب ان يحصل شد وجذب حتى يصل الطرفان الى حالة استقرار يجب على الرجل في هذه المرحلة ان يكون حكيما ومرنا حتى يروضها للوصول الى حالة مستقرة تستمر معه خصوصا اذا كان يحبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق